«الجمعية الوطنية السورية» المعارضة تتمسك بـ«جنيف ـ 1» وإنهاء «حكم الاستبداد»

أعلنت تأسيسها من مدريد وأكدت أن «لا مكان للأسد» في مستقبل سوريا

«الجمعية الوطنية السورية» المعارضة تتمسك بـ«جنيف ـ 1» وإنهاء «حكم الاستبداد»
TT

«الجمعية الوطنية السورية» المعارضة تتمسك بـ«جنيف ـ 1» وإنهاء «حكم الاستبداد»

«الجمعية الوطنية السورية» المعارضة تتمسك بـ«جنيف ـ 1» وإنهاء «حكم الاستبداد»

شددت «الجمعية الوطنية السورية» المعارضة، على أن «الحل السياسي في سوريا يكون من خلال هيئة حكم انتقالية لا يكون للرئيس بشار الأسد مستقبل فيها». وأشارت إلى أن بيان جنيف - 1 هو «القاعدة الرئيسية التي يجب الانطلاق منها والبناء عليها، لأنها تؤدي إلى إسقاط النظام الاستبدادي وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية في إطار ميثاق وطني ودستور عصري حديث يقّر حقوق جميع مكونات الشعب السوري».
الجمعية أعلنت عن تأسيسها في مؤتمر عقد في مدريد، مذكرة بمقدمة الميثاق الأممي الذي يقول: «نحن شعوب الأمم المتحدة، آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب»، وأن عليها أن تقف إلى جانب الشعب السوري العضو المؤسس وتحمل مسؤولياتها المباشرة واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة والناجحة لإرساء السلام في سوريا ووقف الحرب فيها.
وكشف محمد برمو، رئيس المكتب السياسي للجمعية الوطنية السورية، في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط»، أن إعلان تأسيس الجمعية جاء حصيلة ثلاث سنوات من العمل ونتيجة لـ15 مؤتمرًا ولقاء تشاوريًا وورشة عمل، شارك فيها 900 شخصية، 870 منهم مثبتون وموقعون على كل الوثائق. وأكد برمو أنه «تم انتقاء 150 شخصية مستقلة، يمثلون الآن الهيكلية المصغرة للجمعية الوطنية، وزعوا بين مكتب سياسي وأمانة عامة وهيئة تنفيذية»، لافتًا إلى أن «المركز الرئيسي للجمعية هو في مدريد، ولديها مكتب تمثيلي في فيينا، والآن فتح مقرّ لها في (مدينة) غازي عينتاب (في تركيا) للنشاطات والاجتماعات والتواصل مع الداخل السوري».
وقالت الجمعية في بيان التأسيس إنها تمد يدها إلى كل محبي السلام والمعنيين به. واعتبرت أن «الجهود الدولية ما زالت غير كافية لإنقاذ المدنيين السوريين وحماية النساء والأطفال». وأعلنت أن لديها مبادرة تعدها مع حلفائها للحد من استمرار الحرب في سوريا والمساهمة في الحل السياسي بشكل فاعل ومباشر»، وطالبت الشركاء الإقليميين والدوليين بتقديم العون والمساعدة للوصول إلى السلام.
وعن أسباب تشكيل هيئة معارضة منفصلة عن «الائتلاف السوري الممثل لقوى الثورة والمعارضة السورية»، رأى برمو أن الائتلاف «تعامل مع المعارضة كنادٍ مغلق، لم يكن منفتحًا على القوى المعارضة الأساسية، ولم يعط منذ البداية دورًا لشخصيات معارضة أساسية». وتابع: «ليس هدفنا إنشاء كيان للتمثيل السياسي، بل انطلقنا من نقطتين أساسيتين، الأولى أزمة تمثيل معارضة الداخل والخارج، والثانية أزمة الثقة المسؤول عنها النظام القمعي منذ 50 سنة، وخصوصًا في السنوات الخمس الأخيرة، عندما عمل على تهشيم المجتمع السوري».
وأضاف برمو «إن أزمة الثقة لم تعد بين السنة والعلويين أو الآشوريين أو الكلدان، إنما باتت أزمة سنية - سنية.. أصبحنا اليوم نتطلع إلى إعادة الثقة عبر صياغة عقد اجتماعي جديد يجمع كل مكونات الشعب السوري»، مؤكدًا أن دور الجمعية الوطنية هو «توصيف الحالة المرضية من أجل وصف العلاج لها، والحفاظ على سوريا الموحدة أرضًا وشعبًا». وتابع: «الوثائق التي نقدمها كلها تجتمع في مؤتمر سوري عام، ومقترح لرؤية سياسية موحدة، بخلاف القوى السياسية في الائتلاف التي لا تمتلك هذه الرؤية الموحدة».
وأشار بيان إعلان التأسيس إلى أن الجمعية الوطنية هي هيئة وطنية سياسية اجتماعية جامعة، وضع ركيزتها الأساسية أعضاء «مجموعة عمل قرطبة» الذين تعاهدوا على الدفاع عن ثورة الشعب من أجل الحرية والكرامة، والعمل على الوصول إلى الحل السياسي الذي طالب به السوريون وأقره بيان جنيف - 1 لعام 2012، ويؤدي إلى إسقاط هذا النظام الاستبدادي وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية في إطار ميثاق وطني ودستور عصري حديث يقر حقوق جميع مكونات الشعب السوري وفق المواثيق والأعراف الدولية ويحترم خصوصياتهم القومية والدينية والثقافية ويحقق تطلعات الشعب السوري في اختيار سلطاته التشريعية والتنفيذية وسيادة القانون واستقلال القضاء.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.