الحكومة الفلسطينية تشكل فرق حماية للمستشفيات إثر اقتحام مستشفى الخليل

إسرائيليون يعتبرون عملية «المستعربين» استعراض عضلات لرفع معنويات الجنود

الحكومة الفلسطينية تشكل فرق حماية للمستشفيات إثر اقتحام مستشفى الخليل
TT

الحكومة الفلسطينية تشكل فرق حماية للمستشفيات إثر اقتحام مستشفى الخليل

الحكومة الفلسطينية تشكل فرق حماية للمستشفيات إثر اقتحام مستشفى الخليل

أعلن أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني علي أبو دياك أمس أن رئيس الوزراء وزير الداخلية د. رامي الحمد الله أصدر تعليماته للأجهزة الأمنية كافة بتشكيل قوة مشتركة لتكثيف الحراسة لحماية المستشفيات في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح أبو دياك، في بيان صحافي، أن هذه الخطوة جاءت في أعقاب قيام وحدة «كوماندوز المستعربين» في جيش الاحتلال الإسرائيلي باقتحام مستشفى الأهلي في الخليل أول من أمس واختطاف الجريح عزام الشلالدة من داخل المستشفى، وارتكاب جريمة إعدام المواطن عبد الله الشلالدة لمجرد أنه يرافق ابن عمه المصاب في غرفة المستشفى.
وقال: إن هذا انتهاك خطير وجريمة بشعة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية، وإلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أبناء شعبنا وانتهاك حرمة مستشفياتنا. وأكد أن قوات الاحتلال وعصابات المستعربين في جيش الاحتلال قامت قبل ذلك باقتحام المستشفى العربي التخصصي في نابلس الشهر الماضي، واقتحام مستشفى المقاصد في القدس أكثر من مرة، وهذا يؤكد أن دولة الاحتلال ماضية في جرائمها مع سبق الإصرار وأمام أعين كل العالم، دون أدنى اعتبار للقانون والاتفاقيات الدولية ولا للمنظمات الدولية بكل مكوناتها، والتي تعطي حصانة للمؤسسات الطبية.
وأضاف أن الحكومة تطالب منظمة الصحة العالمية بالتحرك العاجل لتطبيق المواثيق الدولية لحماية المستشفيات. وجدد ممثل الحكومة الفلسطينية مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها والإسراع بتوفير الحماية الدولية لشعبنا، ووضع حد للجرائم الخطرة المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل بحق أبناء شعبنا، ومحاكمة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم البشعة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
يذكر أن عملية الاقتحام المذكورة بدأت تلقى انتقادات خافتة داخل إسرائيل نفسها، حيث يراها البعض مجرد عملية استعراض عضلات، هدفه زرع الثقة ورفع المعنويات للجنود الإسرائيليين من جهة، وزرع البلبلة في صفوف الفلسطينيين وإثارة الشكوك بعضهم ببعض، من جهة ثانية. ويؤكد خبراء عسكريون أن الجيش الإسرائيلي لا يحتاج إلى قوة ضخمة كهذه حتى يقتحم مستشفى الخليل. فقواته تنتهك حرمات المناطق الواقعة تحت سيادة السلطة الفلسطينية في كل يوم. وهو يستطيع احتلال مستشفى بواسطة فرقة صغيرة من خمسة أو عشرة جنود. ولكنه تعمد هذه المرة أن يقحم في العملية 21 جنديا من المستعربين، يحميهم من خارج المستشفى نحو 200 جندي لكي يظهر العملية «البطولية» كعملية انتصار عسكري كبير.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس عن «استشهاد» الشاب حسن جهاد البو، البالغ من العمر 23 عاما من حلحول، متأثرا بجراحه بعد أن أصيب برصاصة مباشرة في القلب. وكان الشهيد البو، أصيب برصاصة في القلب خلال مواجهات اندلعت في رأس الجورة في الخليل. وذكرت مصادر طبية فلسطينية، أن 3 فلسطينيين أصيبوا في ذات المنطقة برصاص الاحتلال.
وفي وقت سابق، أعلنت الوزارة «استشهاد» الشاب محمود محمد عيسى الشلالدة (22 سنة) من بلدة سعير قرب الخليل، متأثرا بإصابته أمس خلال مواجهات مع الاحتلال. وأعلنت الوزارة إصابة 35 مواطنًا بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قلقيلية ورام الله وبيت لحم والخليل أمس. وبيّنت الوزارة أن 31 من الجرحى أصيبوا بالرصاص الحي، وأربعة بالرصاص المطاطي. وأشارت إلى أن 3 مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي في محافظة قلقيلية، جميع إصاباتهم جاءت في الأطراف السفلية، بينما أصيب 25 مواطنا في محافظة رام الله والبيرة بالرصاص الحي، وأربعة مواطنين بالرصاص المطاطي في بيت لحم، بينهم رجل من طواقم الإسعاف أصيب في أذنه، وثلاثة مواطنين بالرصاص الحي في الخليل. وقالت الوزارة إن 18 مواطنا أصيبوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قطاع غزة. وبينت أن 17 مواطنا أصيبوا بالرصاص الحي في الأطراف السفلية، بينما أصيب مواطن بقنبلة غاز بشكل مباشر ضربت منطقة الحوض.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.