قتلى وجرحى في اشتباكات بين البيشمركة والحشد التركماني في طوزخورماتو

وساطات ودعوات لمنع تفاقم الأزمة

قتلى وجرحى في اشتباكات بين البيشمركة والحشد التركماني في طوزخورماتو
TT

قتلى وجرحى في اشتباكات بين البيشمركة والحشد التركماني في طوزخورماتو

قتلى وجرحى في اشتباكات بين البيشمركة والحشد التركماني في طوزخورماتو

أدت اشتباكات مسلحة بين عناصر من قوات البيشمركة الكردية والحشد الشعبي التركماني في قضاء طوزخورماتو التابع إلى محافظة صلاح الدين، والمختلف على هويته القومية وعائديته الإدارية، إلى وقوع قتلى وجرحى بين الطرفين، بينما دعت الجبهة التركمانية إلى التهدئة بين كل الأطراف التي تواجه عدوًا واحدًا هو تنظيم داعش.
وطبقًا لمصادر رسمية في إدارة القضاء، فإن اشتباكات وقعت أمس بين قوات البيشمركة وعناصر الحشد الشعبي التركماني في إحدى نقاط التفتيش جنوب القضاء، مما أسفر عن سقوط نحو عشرة بين قتيل وجريح، في وقت استمر التوتر رغم بدء وساطات لمنظمة بدر التي يقودها هادي العامري لإنهاء الأزمة، استنادًا لما أبلغ به «الشرق الأوسط» القيادي فيها كريم النوري الذي أضاف أن «المنظمة دعت جميع الأطراف إلى الهدوء، لأننا والأكراد في خندق واحد لمواجهة (داعش). وبالتالي، فإن هذه الاشتباكات فرصة ثمينة للإرهاب}.
من جهته، دعا زعيم الجبهة التركمانية في العراق، أرشد الصالحي، إلى عدم إعطاء الفرصة لاستغلال الموقف من قبل أطراف تعمل على إثارة النعرات الطائفية والقومية في القضاء. وقال الصالحي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن: «المطلوب الآن وبالدرجة الأولى هو التزام الهدوء من الأطراف كافة مع معرفة أسباب ودوافع ما حصل، وبالتالي محاسبة الطرف الذي تسبب في وقوع هذه المأساة التي تصب في خدمة أهداف (داعش)».
ودعا الصالحي «الحكومة الاتحادية في بغداد إلى التدخل لمعالجة هذا الملف في هذا القضاء، وذلك من خلال تشكيل إدارة أمنية وإدارية مشتركة، حتى نعرف بالدقة من هو المتسبب في إثارة المشكلات، كما أن إقامة مثل هذه الإدارة من شأنه أن يؤدي إلى التقليل من مثل هذه الحوادث التي يصعب السيطرة عليها أحيانًا، وتنتج عنها مضاعفات خطيرة على السلم الأهلي هناك».
من جهته، عبر عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني محمد عثمان عزيز، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن الاستغراب مما حصل «نظرًا لكون البيشمركة الكردية والتركمان من خلال الحشد الذي شكلاه يقاتلان (داعش)، مما يعني أن هناك أيادي خفية هي التي أدت إلى حصول مثل هذا القتال، وبالتالي لا بد أن تتحلى كل الأطراف بالهدوء والصبر، مهما كانت الأسباب والدوافع التي أدت إلى حصول مثل هذه الأحداث».
وأضاف أن «الوضع في العراق لم يعد يحتمل فتح جبهات قتالية في أكثر من موقع ومكان بسبب أخطاء يرتكبها بعض الأطراف، الأمر الذي يتطلب اتخاذ أقصى درجات الحذر مع محاسبة الجهة التي يقع عليها التقصير، بصرف النظر عن أي تبريرات بشأن التركيبة والسيطرة على القضاء، لأن المطلوب الآن هو كيفية احتواء الموقف الذي سوف يعمل تنظيم داعش على استثماره، خصوصًا أن المنطقة ليس فيها تنظيمات إرهابية، وهي تحت سيطرتنا بالكامل، لكن استمرار مثل هذه الحوادث إنما هي مقدمة لتسليمها إلى الإرهاب». وطبقًا للمعلومات الأمنية، فإن الاشتباكات بين الطرفين أدت إلى قطع الطريق الرابط بين بغداد وكركوك، بالإضافة إلى اختطاف أكثر من عشرين مدنيًا من أبناء القضاء.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.