القوات الكردية تنهي استعدادات عسكرية لإطلاق عملية تحرير سنجار من «داعش»

كشفت أن التنظيم خسر أكثر من 700 مسلح خلال أشهر

القوات الكردية تنهي استعدادات عسكرية لإطلاق عملية تحرير سنجار من «داعش»
TT

القوات الكردية تنهي استعدادات عسكرية لإطلاق عملية تحرير سنجار من «داعش»

القوات الكردية تنهي استعدادات عسكرية لإطلاق عملية تحرير سنجار من «داعش»

أعلنت مصادر مطلعة تابعة لقوات البيشمركة الكردية لـ«الشرق الأوسط» أنها «أنهت استعداداتها اللازمة لإطلاق عملية تحرير سنجار، بإسناد من طيران التحالف الدولي الذي كثف خلال الأسابيع القليلة الماضية من غاراته على مواقع التنظيم داخل المدينة، وصل عددها أمس إلى نحو 19 غارة، استهدفت مواقع استراتيجية وأسلحة ثقيلة».
وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها إن عددا من العوائل الإيزيدية التي هربت من المدينة، إثر هجوم «داعش» في 3 أغسطس (آب) 2014، وبعد قتل آلاف منهم وسبي نسائهم وأطفالهم، عادت إلى جبل سنجار خلال اليومين الماضيين، استعدادا للعودة إلى ديارها داخل المدينة. وكانت قوات البيشمركة تمكنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من تحرير الجبل وفك الحصار الذي فرضه مسلحو «داعش» على الإيزيديين المحاصرين فيه. كما حررت خلال عملية موسعة قسما من المدينة التي شهدت خلال الأشهر الماضية مئات الاشتباكات والمعارك العنيفة، ما أسفر عن تدمير القدرة الهجومية للتنظيم الذي فقد المئات من نخبة مسلحيه.
وعن تفاصيل الوضع الميداني وعدد قتلى «داعش» خلال الأشهر الماضية في سنجار، قال آمر اللواء الثاني عشر من قوات البيشمركة المرابطة في سنجار العميد عز الدين سعدو سندي لـ«الشرق الأوسط» بأن القوات الكردية: «تمكنت وبإسناد من طائرات التحالف الدولي من قتل أكثر من 700 مسلح، فيما بلغ عدد الاشتباكات والهجمات التي شهدتها المدينة خلال المدة الماضية نحو مائتي هجوم واشتباك، فيما ضحت البيشمركة بـ40 مقاتلا، وبلغ عدد مصابيها 400 جريح».
وأضاف سندي أن «قوة داعش في سنجار أصبحت ضعيفة، وأن أوضاعهم سيئة جدا، وبحسب المعلومات التي وصلتنا فإن مسلحي التنظيم ممن يغادرون المدينة لا يعودون إليها ثانية، ويرغم التنظيم مسلحيه على العودة بالقوة».
من جهته، قال مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل غياث سورجي لـ«الشرق الأوسط» إن «طائرات التحالف الدولي شنت أمس 19 غارة جوية على مواقع داعش داخل سنجار، وأسفرت عن تدمير مواقع ومقرات استراتيجية مهمة تابعة للتنظيم. وهذه الغارات تمهيد استراتيجي لتحرير المدينة». وأضاف أن ثلاثين مسلحا قُتلوا وأُصيب العشرات منهم، وبحسب المعلومات الواردة إلينا نقل التنظيم قتلاه وجرحاه إلى مستشفيات قضاء تلعفر ومدينة الموصل، بينما دمرت الغارات ست عجلات مدرعة، أربع منها من نوع «هامفي»، إضافة إلى عدد كبير من الأسلحة المتوسطة والثقيلة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.