«داعش» تخير المسيحيين في الرقة بين الذهب أو الموت

بعد فرض قانون «دفع الجزية» في محافظة الرقة شمال سوريا قبل نحو أسبوع

«داعش» تخير المسيحيين في الرقة بين الذهب أو الموت
TT

«داعش» تخير المسيحيين في الرقة بين الذهب أو الموت

«داعش» تخير المسيحيين في الرقة بين الذهب أو الموت

ذكرت محررة شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «التايمز» البريطانية، كاثرين فيليب، في تقرير أعدته من سوريا ونشر في عدد اليوم، أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يطالب المسيحيين في سوريا بدفع الضرائب ذهبا والحد من إظهار ممارساتهم الدينية، ويحذرهم من أنهم سيواجهون السيف إذا لم يلتزموا ذلك.
وتقول كاثرين فيليب، في تقريرها الذي جاء تحت عنوان «المسيحيون في سوريا يخيرون بين دفع الضرائب ذهبا أو الموت»، إن إنذار «داعش» المسيحيين يأتي بينما انسحب مقاتلوها إلى مدينة الرقة إثر تهديد من جماعة إسلامية منافسة.
وتضيف أن أحد أسباب التوتر هو محاولتها إقامة خلافة إسلامية مركزها الرقة، حيث تفرض عقوبات إسلامية صارمة على كل من لا يلتزم تصورها الصارم للشريعة الإسلامية.
وتقول الصحيفة، في بيان نشر على مواقع جهادية على الإنترنت، إن كلا من قائد الجماعة وأمير خلافتها في الرقة أمرا المسيحيين فيها بأن يدفعوا جزية من الذهب إذا أرادوا أن يستمروا في العيش «تحت حماية» التنظيم.
ونقلت الصحيفة عن أبو بكر البغدادي قوله إن المسيحيين الأثرياء سيدفعون الجزية مرتين سنويا ومقدارها نصف أوقية من الذهب كل مرة، وعلى متوسطي الحال نصف ذلك، وعلى الفقراء الربع.
وتقول الصحيفة إن زعيم «داعش» أمر المسيحيين في الرقة بعدم تجديد الكنائس والأديرة في المناطق التي تسيطر عليها أو إظهار الصلبان في الأماكن العامة. كما أمرهم بعدم استخدام مكبرات الصوت في الصلوات، أو عدم قراءة الإنجيل داخل الكنيسة بصوت يمكن للمسلمين خارج المبنى سماعه، وتضيف أن بيان التنظيم يحظر على المسيحيين أيضا امتلاك سلاح ناري، أو شرب الخمر، وإن من يخالف هذه التعليمات سيعدم.
وفي أول ردود الفعل من المعارضة السورية المسيحية حول التضييق على مسيحيي الرقة، استنكرت منظمة مسيحية فرض تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الجزية على مسيحيي سوريا، وذكرت رابطة «سوريون مسيحيون ديمقراطيون» أن «ما يمارسه تنظيم (داعش) من تمييز بحق المواطنين المسيحيين في محافظة الرقة (شمال سوريا) والمناطق التي تسيطر عليها، بالإضافة إلى الممارسات الشاذة السابقة بحق المواطنين المسلمين من خلال فرض اجتهادات وافدة متشددة وضيقة غريبة عن سماحة الدين الإسلامي التي عرفها الشعب السوري ذو المكونات الدينية والقومية والثقافية المتنوعة المتعايشة منذ مئات من السنين».
وأضافت الرابطة في بيان لها، أن «داعش» تقوم بفكرها وممارساتها بالإساءة البالغة للمسلمين والمسيحيين وتقدم الذرائع للنظام في سوريا وحلفائه الدوليين لتصوير كفاح الشعب السوري لنيل حريته وكرامته بأنه إرهاب وتطرف.
وأوضح أن «المواطنين السوريين مهما كان دينهم أو لونهم أو قوميتهم أو ثقافتهم هم مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات، وأن أي انتقاص لهذه المساواة هو اعتداء على سوريا كوطن نهائي لجميع السوريين وتهديد للسلم الأهلي وتخريب مشبوه سواء جاء من جماعات وافدة لا تعرف أجنداتها كتنظيم داعش».
يذكر أن رابطة «سوريون مسيحيون ديمقراطيون» تأسست في العاشر من يناير (كانون الثاني) من العام الحالي بمشاركة عشرات الشخصيات الوطنية من السوريين المسيحيين من الداخل والخارج في إطار المعارضة للنظام السوري وعقدت أول اجتماع لها في مدينة إسطنبول التركية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.