سامح عاشور نقيبًا للمحامين في مصر.. هزيمة جديدة للإسلاميين

سياسي قومي بارز ترأس الحزب العربي الناصري لفترة

سامح عاشور نقيبًا للمحامين في مصر.. هزيمة جديدة للإسلاميين
TT

سامح عاشور نقيبًا للمحامين في مصر.. هزيمة جديدة للإسلاميين

سامح عاشور نقيبًا للمحامين في مصر.. هزيمة جديدة للإسلاميين

شكل فوز المحامي «الناصري» سامح عاشور، أمس، بمنصب نقيب المحامين في مصر، هزيمة جديدة لما يسمى قوى «الإسلام السياسي»، التي ساندت منافسه الأول منتصر الزيات، محامي الجماعات الإسلامية الشهير.
وأعلنت اللجنة العليا المشرفة على انتخابات نقابة المحامين، أمس، فوز عاشور رسميا بمنصب نقيب المحامين لدورة جديدة، بحصوله على 22 ألفا و987 صوتا، فيما حصل الزيات أقرب منافسيه على 17 ألفا و120 صوتا. غير أن الزيات أعلن عزمه الطعن على صحة النتيجة أمام محكمة النقض.
وباتت خسارة أنصار جماعات «الإسلام السياسي» في مصر أمرا متكررا منذ ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي للإخوان المسلمين «المصنفة جماعة إرهابية»، بعد أن هيمنوا على نقابات مهنية عدة منها نقابتا المهندسين والأطباء.. وغيرهما.
وتعد هذه الدورة هي الرابعة لعاشور في تاريخه، والثانية على التوالي. وعقب إعلان فوزه رسميًا بالمنصب، قال عاشور إن «انتخابات نقابة المحامين انتهت، وانتصرت إرادة المحامين، سواء من صوت لي أو صوت ضدي»، مؤكدًا أنهم هم بالقطع صوت لنقابة المحامين.
وتابع: «الإخوان المسلمون حاولوا السيطرة على النقابة منذ عام 2001 وخاضوا معارك كثيرة لتحقيق ذلك، ولكن فشلوا فيها جميعًا، وانتصرت إرادة المحامين وقومية المحامين. وفي هذه الانتخابات، حاولوا التسلل إلى النقابة بعد أن أعلنوا عدم مشاركتهم فيها، وأرادوا مباغتة المحامين وخداعهم، لكن المحامين أدركوا حجم المؤامرة وأدركوا أن القضية قضية وطن».
وأضاف: «سقطت على أبواب نقابة المحامين كل دعوات الإرهاب والتخوين والتقسيم، سقطت كل دعوات التحريض، والمزايدة على إرادة المحامين، سقطت كل دعوات الكذب والتضليل، سقطت على أبواب نقابة المحامين كل دعوات عودة النقابة إلى الوراء، سقطت كل دعوات استغلال أحلام الشباب والمتاجرة بها».
وعاشور سياسي قومي بارز، ترأس الحزب العربي الديمقراطي الناصري لفترة، وكان عضوا سابقا في مجلس الشعب (البرلمان) عام 1995.
وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات المشرفة على الانتخابات، المستشار أحمد السعدني، خلال مؤتمر صحافي لإعلان النتيجة، إن عدد أعضاء الجمعية العمومية الذين يحق لهم التصويت 296529 محاميا، أدلى منهم 64268 محاميا بصوته. وبلغ عدد الأصوات الباطلة 2132 صوتا، بينما بلغ عدد الأصوات الصحيحة 62136 صوتا.
ومن المقرر أن تقوم اللجنة في وقت لاحق بإعلان نتيجة الفائزين بعضوية مجلس النقابة، الذي يتشكل من 56 مقعدا، بخلاف منصب النقيب.
وتنافس 26 مرشحا على منصب نقيب المحامين، يتصدرهم عاشور، وأعضاء مجلس النقابة سابقا: منتصر الزيات، وسعيد عبد الخالق، والدكتور إبراهيم إلياس.
وفور إعلان فوز عاشور بمنصب النقيب، أطلق أنصاره الذين احتشدوا بمقر النقابة العامة للمحامين بوسط القاهرة، صيحات الابتهاج فرحا بفوزه، واحتفلوا بإطلاق الألعاب النارية بكثافة خارج مقر النقابة.
في المقابل، قال الزيات إنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية للطعن على نتائج الانتخابات، مطالبًا أنصاره بالتوحد لاستكمال مشوار محاربة الفساد في النقابة، مشيرًا إلى أنه يتفهم فلسفة المقاطعين لانتخابات النقابة ويعذرهم في عدم المشاركة.
وأكد الزيات أن جميع مراحل الانتخابات كانت بها تجاوزات، وأنها باطلة، وأن اللجنة المشرفة على الانتخابات لم تستطع حماية العملية الانتخابية، وأن دورها اقتصر على مرحلة التصويت وإعلان النتيجة فقط.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.