ظاهرة المغادرة المبكرة للجماهير ضربة لفرق الكرة الإنجليزية

بعد حسرة كلوب مدرب ليفربول من ترك المشجعين للملعب في المباراة أمام كريستال بالاس

كلوب جلس متحسرا في ظل تخلي جماهير ليفربول عن مساندة فريقها في الوقت الحاسم أمام كريستال بالاس (رويترز)
كلوب جلس متحسرا في ظل تخلي جماهير ليفربول عن مساندة فريقها في الوقت الحاسم أمام كريستال بالاس (رويترز)
TT

ظاهرة المغادرة المبكرة للجماهير ضربة لفرق الكرة الإنجليزية

كلوب جلس متحسرا في ظل تخلي جماهير ليفربول عن مساندة فريقها في الوقت الحاسم أمام كريستال بالاس (رويترز)
كلوب جلس متحسرا في ظل تخلي جماهير ليفربول عن مساندة فريقها في الوقت الحاسم أمام كريستال بالاس (رويترز)

لم يكن الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، وحده الذي أصابته الدهشة لدى رؤية جماهير ناديه تغادر مباراة فريقها أمام كريستال بالاس مبكرًا، لا سيما إذا كان المغزى الفعلي من الذهاب إلى مشاهدة أي مباراة رياضية هو إمكانية التغيير المفاجئ للنتيجة في اللحظات الأخيرة.
يصعب على أي متابع ألا يفسر امتعاض يورغن كلوب من مشهد جماهير ليفربول تغادر المدرجات قبل انتهاء مباراة فريقها على أنه أي شيء آخر سوى صدمة ثقافية. لكن دهشة كلوب متفهمة في ظل أنه قضى معظم حياته التدريبية قبل الالتحاق بالنادي الإنجليزي العريق مع فريقي ماينز وبروسيا دورتموند، وهما ناديان تشتهر جماهيرهما بمؤازرة لاعبيها في السراء والضراء ومهما كانت الظروف.
لقد كان الموقف غريبًا بالنسبة إلى كلوب بوجه خاص على صعيدين.. الأول هو أن عارض المغادرة المبكرة عندما يحدث من حين إلى آخر في ألمانيا يقتصر في الغالب على المقاعد الفاخرة باهظة الثمن، بينما كان المغادرون في ملعب أنفليد ينتمون إلى معظم فئات الجماهير. أما الصعيد الثاني فهو أن النتيجة كانت قريبة وما زالت قابلة للتعديل، حيث كان كريستال بالاس متقدما 1/2، مما بدت معه مغادرة الجماهير أمرا غير مبرر. كانت كل الاحتمالات قائمة. لذا فيم كان يفكر المشجعون عندما أقدموا على ذلك؟
ربما كانوا يفكرون في ما كان يدور في خلد بعض الأشخاص لسنوات طويلة. ويحكي مايك سيلفي، لاعب الكريكيت السابق والمراسل الموقر لصحيفة «الغارديان»، كيف فوت والده اللحظات الحاسمة في نهائي كأس العالم عام 1966. لقد كان والده، بحسب رواية «سيلفي»: «شخصًا مستقيما للغاية، يحب كل شيء مرتبًا. ولم تكن تروق له مشاحنات الصفوف وما إلى ذلك». ولذلك وقبل 5 دقائق من انتهاء الوقت الأصلي لمباراة نهائي كأس العالم في ويمبلي، غادر الملعب بينما كانت إنجلترا متقدمة بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد لصالح ألمانيا الغربية، لكي يتفادى الفوضى التي تحدثها الجماهير في طريقها للخروج من الملعب. النتيجة أنه فوت هدف التعادل الذي أحرزه الألمان الغربيون والوقت الإضافي وهدف جيف هيرست المثير للجدل، وتسليم كأس جول ريميه للفريق. لكنه أبلى بلاء حسنًا في ما يتعلق بالعودة إلى المنزل.
ويصيب عارض المغادرة المبكرة تاريخيًا هؤلاء الذين إما يشعرون بانزعاج حقيقي من الأداء السيئ للاعبين أو أولئك الذين أمضوا وقتًا خلال الشوط الثاني من المباراة في القلق بشأن الجماهير الحاشدة والمواصلات الخانقة والتكدس المروري الذي لا ينتهي. أتذكر أنني عندما كنت طفلا وأذهب لحضور المباريات، كنت أشعر بإحساس غامر بالعار عندما لا أتمكن من البقاء في مكاني حتى النهاية، بعدما يقرر البالغ الذي يصحبني أنه يريد المغادرة قبل بقية الجماهير. كان الأمر يبدو غير مفهوم وينطوي على شعور بالخيانة للفريق. المغادرة المبكرة للملعب. يا لها من كابوس. لماذا يريد أي أحد أن يرحل بينما كان حريصًا منذ البداية على الحضور؟
بالتأكيد، ستجد دائمًا نسبة ضئيلة من أي جمهور سببًا معقولا للمغادرة - أحيانًا تغامر وتذهب لمشاهدة معظم وقت المباراة وأنت تدرك تمامًا أنه ينبغي عليك أن تغادر لحضور مناسبة لا تفوت في مكان آخر وتفكر أن متابعة 80 دقيقة أفضل من لا شيء على الإطلاق. ذات مرة قطعت تلك الهرولة المخيفة عبر صفي بالمدرجات إلى باب الخروج أكرر مطأطئة الرأس عبارة «معذرة»، حيث كان لدي طفل صغير واقترب موعد إطعامه. لقد كنت أفكر في أن أروح عن نفسي قليلا بحضور إحدى المباريات. لكن الأعذار غير مقبولة. فقد صاح أحدهم في الصف في امتعاض وريبة حتى إنني ظننتهم سيعاملونني كساحرة شريرة تجرأت على ارتكاب مثل هذه الخطيئة المشينة.
في الوقت نفسه الذي كان كلوب يتابع فيه المغادرين المبكرين في ليفربول، بدأت المقاعد الشاغرة تظهر بملعب الإمارات في ذروة مباراة ديربي شمال لندن بينما كانت النتيجة متقاربة. إنها الظاهرة الأغرب على الإطلاق. وفي كلتا المباراتين كانت النتيجة على المحك ويمكن أن يحسمها أي من الفريقين. بالتأكيد إن المغزى الحقيقي من الذهاب إلى مباراة هو ذلك الغموض، إمكانية تغيير النتيجة في اللحظات الأخيرة. إن هذه الدراما غير المكتوبة هي جوهر جاذبية الرياضة.
هل كنت لتغادر مسرحية خلال المونولوغ الأخير؟ أو فيلما سينمائيا في الجزء الأخير؟ هل كنت لتترك وجبة بعد ملعقتين من طبق التحلية؟ فلماذا إذن تترك مباراة متقاربة النتيجة قبل نهايتها؟
لقد أصبحت سمة مميزة تزداد وضوحًا في الكرة الإنجليزية - ودعونا لا نخدع أحدًا، هذا لا يحدث فقط في أنفيلد وملعب الإمارات، بل في كل ملاعب الدوري الممتاز - أكثر من غالبية الدوريات الأوروبية الكبرى؟ وفي ألمانيا، أصبحت ظروف الجماهير نموذجًا ينبغي أن ينظر إليه الجميع بالإعجاب. فالتذاكر رخيصة والتشجيع ممتاز وخيارات النقل شديدة التنظيم.
ويمنح ذلك الجمهور شعورًا بالانتماء ويمكّنه من المشاركة في المشهد. في إنجلترا، يبدو أن نسبة أكبر من الجماهير تشعر بأنها متفرجة أكثر منها مشاركة في الحدث نفسه. وللمفارقة، كلما زاد سعر التذكرة كانت فرصة صاحبها في المغادرة المبكرة أكبر.
إن التذاكر باهظة الثمن، وعدم مراعاة توقيتات انطلاق المباريات، وصعوبات المواصلات المعتادة، تعقد المشهد أكثر بالنسبة إلى المشجعين.
ويشير استطلاع سريع لبعض مراسلي كرة القدم في الخارج إلى أن هذه المشكلة غير شائعة في أماكن أخرى. ورغم أن الليغا الإسباني لديه نصيبه من الواصلين المتأخرين والمغادرين المتعجلين، وتميل نسبة من مشجعي أياكس وبايرن في الهرولة سريعا لمغادرة المباريات، فإن الرأي الغالب في ألمانيا وإيطاليا وهولندا وفرنسا هو مساندة اللاعبين مهما كانت الظروف - لا سيما إذا كانت النتيجة على المحك - والوجود في المدرجات حتى النهاية للتعبير عن الاستهجان أو الاستحسان لا زال يحمل بعض القدسية في نفوس المشجعين. لذا لا ينبغي أن يكون كلوب وحده هو الذي يتحسر على ذلك.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.