التحالف الدولي يكثف ضرباته الجوية في سوريا بعد تراجعها

طيران النظام يستهدف حي جوبر الدمشقي و36 قتيلاً بالبراميل المتفجرة في داريا

التحالف الدولي يكثف ضرباته الجوية في سوريا بعد تراجعها
TT

التحالف الدولي يكثف ضرباته الجوية في سوريا بعد تراجعها

التحالف الدولي يكثف ضرباته الجوية في سوريا بعد تراجعها

استأنف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، حملة القصف الجوي ضد مقاتلي تنظيم داعش في سوريا، بعدما تراجعت إلى حد كبير في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، في وقت شكّك قيادي في الجيش السوري الحرّ في جدوى هذه الغارات، واضعًا إياها في سياق الصراع الأميركي - الروسي على الأرض السورية. في غضون ذلك، استهدف طيران النظام حي جوبر في دمشق فيما ارتفع عدد القتلى الذين قضوا بالبراميل المتفجرة في داريا بالغوطة الغربية إلى 36 شخصا.
وأعلن الجيش الأميركي في بيان أمس، أن قوات التحالف «نفذت 56 ضربة ضد تنظيم (داعش) في سوريا خلال الأيام الثمانية، أي من 30 أكتوبر وحتى السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، بعدما لم تنفذ سوى ثلاث ضربات فقط في الأيام الثمانية التي سبقتها». وأفاد أن «الضربات ركزت على بلدات مارع والهول والحسكة ودير الزور». وقال: «إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا أكثر من عشر ضربات في سوريا السبت».
ويتزامن ارتفاع وتيرة الضربات الجوية والصاروخية في سوريا، مع تغير في نهج واشنطن في التعامل مع الصراع بعد انهيار مساعيها لتدريب مقاتلين من المعارضة السورية لمحاربة تنظيم داعش، وبعد نشر روسيا طائرات حربية في سوريا الأمر الذي زاد الضغط على الولايات المتحدة للقيام بتحرك أكثر فاعلية.
ولا يجد الجيش السوري الحرّ في تجدد قصف التحالف الدولي على بعض مواقع «داعش»، إلا «ترجمة للصراع الأميركي - الروسي على أرض سوريا». ورأى العميد أحمد رحال القيادي في الجيش الحرّ، أن «تنظيم داعش هو منتج (الرئيس السوري بشار) الأسد، ولن يتم القضاء على هذا التنظيم قبل زوال الأسد ونظامه». وقال رحال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بعد ألفي غارة جوية للطيران الروسي، تمكن داعش من السيطرة على نصف سوريا، ووصل إلى حدود لبنان، وهذا دليل على أن القصف الروسي لم يستهدف داعش، إنما استهدف الجيش الحرّ، وقصف كل القوى التي تقترب من حدود الدولة العلوية، لا سيما جبل الزاوية الذي يشكّل الخطوط الخلفية للمعارضة المعتدلة»، معتبرًا أن «الضربات الأميركية هدفها مساعدة القوات الكردية الموالية لبشار الأسد، وفي أحسن الأحوال فإن هذه الغارات لا تفيدنا بشيء». وأضاف: «إذا كانت أميركا تقاتل (داعش) بالفعل، لماذا لا تقاتله في مناطق تواجد النظام؟ أميركا تعرف أن (داعش) قطع طرق إمداد الجيش الحرّ لماذا لا يساعدوننا ما داموا يزعمون حرصهم على المعارضة المعتدلة؟».
وعلى الصعيد الميداني، شنّ طيران النظام السوري غارات على مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة السورية في حي جوبر داخل العاصمة دمشق، فضلاً عن قصفه بقذائف الهاون، في وقت ارتفع إلى أكثر من 36 عدد القتلى الذين قضوا بالبراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي أول من أمس على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية.
إلى ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى في محيط بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي، وسط قصف عنيف من قوات النظام على مناطق في البلدة وأطرافها، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، في محيط قرية الشيخ أحمد قرب مطار كويرس العسكري المحاصر من قبل التنظيم.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.