محافظ الضالع يتفقد المعسكرات ويعلن جاهزية القوات المشتركة لمواجهة التمرد

مصادر تشير إلى إصابة وزير دفاع الحوثيين بطلقتي رصاص في مواجهات دمت

محافظ الضالع يتفقد المعسكرات ويعلن جاهزية القوات المشتركة لمواجهة التمرد
TT

محافظ الضالع يتفقد المعسكرات ويعلن جاهزية القوات المشتركة لمواجهة التمرد

محافظ الضالع يتفقد المعسكرات ويعلن جاهزية القوات المشتركة لمواجهة التمرد

قالت مصادر في المقاومة الشعبية في محور مريس دمت جبن، لـ«الشرق الأوسط»، إن القيادي بجماعة الحوثي، طه المداني، أصيب بطلقتي رصاص أثناء اشتباكات مع القوات الشرعية في مدينة دمت بمحافظة الضالع جنوبي اليمن، خلال المواجهات الأخيرة.
وكشفت عن أن المداني يعد بمثابة وزير الدفاع لجماعة الحوثي، مؤكدة إصابته بطلقتي رصاص واحدة في رقبته وأخرى في بطنه، ونقل على أثرها إلى أحد المستشفيات في العاصمة صنعاء، وحالته حرجة جدا وفق وصف هذه المصادر.
وأشارت إلى أن المداني هو المسؤول الأول عن جبهة دمت، ويمثل مع شقيقه، يوسف المداني قيادات الصف الأول للميليشيات.
وتفقد محافظ الضالع، جنوب البلاد، فضل محمد الجعدي، ومعه قائد اللواء 33 مدرع، اللواء علي مقبل صالح، أمس الاثنين، عددا من المعسكرات والجبهات والمواقع العسكرية والأمنية، في المحافظة، واطلعا على الجاهزية الأمنية والقتالية في هذه المعسكرات.
وقالت مصادر عسكرية وأمنية لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة المحافظ لمعسكرات الأمن والجيش التي توجد بها كتائب وسرايا المقاومة الجنوبية وقوات الجيش الوطني، تأتي بعد يوم واحد على لقاء جمع المحافظ الجعدي بالمحافظ جعفر محمد سعد، محافظ عدن، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء أحمد سيف اليافعي.
وقال قائد اللواء 33 مدرع، اللواء علي مقبل صالح، لـ«الشرق الأوسط» إن لقاء المحافظ بقيادات وأفراد هذه المعسكرات هدفه رفع مستوى اليقظة والجاهزية لمواجهة أي احتمالات عسكرية تقوم بها ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع.
وأكد أن المقاومة والجيش في أفضل حالة اليوم، وبمقدور هذه القوات العسكرية التصدي لأي عدوان، مشيرا إلى أن قيادة المحافظة وقيادة اللواء اطلعت على كل التجهيزات والاستعدادات، مشددة على القيادات والأفراد بمضاعفة الجهود.
وقام المحافظ بزيارة ميدانية لعدد من المؤسسات والمرافق الخدمية، خصوصا محطات الوقود، اطلع فيها عن كثب لعملها ومدى التزام أصحابها بآلية توزيع المشتقات النفطية للمواطنين، وبأسعارها الرسمية المقررة.
وقال قائد معسكر الصدرين، العميد محمد عبيد الصيادي، لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع، توجد الآن في مركز المديرية دم ومحيطها، نافيا صحة الأخبار القائلة بوصول الميليشيات إلى مدينة قعطبة جنوبا، أو استيلائها على معسكر الصدرين بمنطقة مريس شرق مركز المديرية قعطبة.
وأكد الصيادي في اتصال هاتفي بوجوده في المعسكر ذاته، والذي سبق لضباط وأفراد الجيش الموالين للسلطة الشرعية وبمساندة المقاومة الشعبية الاستيلاء عليه مطلع أغسطس (آب) الماضي.
وقالت مصادر محلية في مدينة دمت لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات توجد الآن في منطقة بيت اليزيدي، جنوب مركز المديرية، مشيرة بوصول تعزيزات حوثية وصلت صباح أمس الاثنين إلى مدينة دمت، بينما المقاومة توجد في منطقة الزيلة المحاذية لبيت اليزيدي.
وأضافت أن المقاومة والجيش الوطني، قابلت استيلاء الحوثيين واتباع الرئيس المخلوع على مدينة دمت، بحشد آخر في منطقتي مريس وقعطبة، استعدادا للمواجهة وتحرير المواقع التي استولت عليها الميليشيات الانقلابية.
وأكدت أن غارات جوية شنتها طائرات التحالف صباح ومساء أمس الاثنين، واستهدفت جزءًا من التعزيزات العسكرية التي وصلت للحوثيين والموالين لصالح في جبهة دمت.
وشهدت مدينة دمت، خلال أسبوع مضى، مواجهات عنيفة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى بينهم قيادات ميدانية من الجانبين.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.