وقف إدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك غداة خرق الهدنة وانتشار «النصرة»

كي مون يتهم النظام والمعارضة بانتهاك حقوق الإنسان.. ودمشق ترفض

وقف إدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك غداة خرق الهدنة وانتشار «النصرة»
TT

وقف إدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك غداة خرق الهدنة وانتشار «النصرة»

وقف إدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك غداة خرق الهدنة وانتشار «النصرة»

تعطلت عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق أمس، غداة خرق اتفاق الهدنة الذي عقد منتصف الشهر الفائت، وتجدد الاشتباكات بين جبهة «النصرة» الإسلامية وبين عناصر «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، الموالين للنظام السوري.
وتزامن وقف إدخال المساعدات، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة أمس، مع اتهام أمينها العام بان كي مون طرفي الصراع في سوريا بالمسؤولية عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، داعيا «كلا الطرفين (النظام والمعارضة) إلى إنهاء القتال».
وأشار بان كي مون، خلال كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الـ25 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى «الأسلوب الفظيع الذي تنتهك فيه حقوق الإنسان في سوريا»، مؤكدا أن «الدول الأعضاء في كل من مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي عليها واجب خاص هو أن تنهي هذه الحرب الدموية وتضمن محاسبة مرتكبيها».
وشدد أمين عام الأمم المتحدة على أنه «من غير المقبول حصار المجتمعات والتجويع حتى الموت والاستخدام العشوائي للبراميل المتفجرة وأسلحة الإرهاب الأخرى المستخدمة في الحرب السورية»، لافتا إلى أن «مرتكبي هذه الأفعال معروفون، في حين مجلس حقوق الإنسان يتفرج وكذلك العالم».
وبعد ساعات على موقفه هذا، اتهمت وزارة الخارجية السورية بان كي مون بـ«الابتعاد عن الموضوعية» في الشأن السوري، مبدية أسفها «لسماع كلام يجافي الحقيقة ويبتعد عن الموضوعية حول الأوضاع الإنسانية في سوريا وأداء وفد الجمهورية العربية السورية في مؤتمر جنيف».
وكان بان انتقد غياب «الالتزام البناء بالحوار» لدى الوفد الحكومي السوري في جنيف وحثه على العودة إلى المفاوضات «بموقف بناء». لكن الخارجية السورية قالت إنه «كان جديرا بالأمين العام أن يؤكد السعي لمعالجة جذور المسألة السورية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له الجمهورية العربية السورية». وطالبته «بإلزام الدول الداعمة لهذه المجموعات الإرهابية بالتوقف عن دعمها وتسليحها وتمويلها وإيجاد الملاذ الأمن لها».
في موازاة ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن المعارك في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق عطلت توزيع المساعدات على آلاف اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين. واندلعت الاشتباكات أول من أمس في المخيم بعد انتشار جبهة النصرة الإسلامية في أحيائه إثر اتهامها القوات النظامية والعناصر الفلسطينية المتحالفة معها بخرق اتفاق «الهدنة» الذي أبرم منتصف الشهر الفائت. وأشارت جبهة النصرة في بيان لها إلى أن القوات النظامية ومقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة لم يلتزموا بأي بند من بنود اتفاقية تحييد مخيم اليرموك، مذكرة بأن «مقاتليها كانوا انسحبوا من المخيم نظرا لتردي الوضع المعيشي والإنساني إلى درجة كبيرة بين الناس بسبب الحصار الخانق الذي فرضه النظام والقيادة العامة».
واتهمت الجبهة في بيانها القوات النظامية ومقاتلي القيادة العامة بعدم الانسحاب إلى المنطقة المتفق عليها، تمهيدا لجعلها منزوعة السلاح، والمراوغة فيما اتفق عليه من إدخال السلل الغذائية إلى داخل المخيم إذ أدخلت أعدادا قليلة جدا منها.
في المقابل رفضت القيادة العامة هذه الاتهامات، وأعلنت على لسان المتحدث باسمها أنور رجا أن مجموعات من جبهة «النصرة» عادت مجددا إلى مخيم اليرموك ما أدى إلى تعطيل المبادرة السلمية لمعالجة مأساة المخيم المختطف.
وبعد أشهر من القصف والمعارك العنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة، لم يعد مخيم اليرموك الذي كان يعيش فيه 150 ألف شخص قبل اندلاع الأزمة السورية، يؤوي سوى 40 ألف شخص بينهم 18 ألف فلسطيني. وبعدما فرضت عليه القوات النظامية حصارا خانقا منذ صيف 2013، أتاحت هدنة هشة في الأسابيع الأخيرة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الأمم المتحدة (أونروا) توزيع مساعدات إنسانية على سكانه.



السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
TT

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

تعكف الرياض والقاهرة على وضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري»، وفق ما أعلنه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي. وهو ما عدَّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «خطوة على طريق تعميق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية».

وقال عبد العاطي، في تصريحات متلفزة، مساء الخميس: «نعمل حالياً على وضع الهيكل التنسيقي للمجلس المصري - السعودي»، مؤكداً على «العلاقة الاستراتيجية الوطيدة، والتنسيق المستمر بين البلدين».

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شهدا في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التوقيع على تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي» برئاسة الرئيس السيسي، وولى العهد السعودي.

ومنتصف الشهر الماضي، وافقت الحكومة المصرية على قرار تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي». وأوضحت الحكومة في إفادة لها، أن «المجلس يهدف إلى تكثيف التواصل وتعزيز التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات التي تهم الجانبين».

وعدَّ الإعلامي السعودي، خالد المجرشي، «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري» بمثابة «خطوة تؤكد إمكانية توسيع تكامل العلاقات بين الرياض والقاهرة، في إطار سلسلة من الخطوات التي بدأت قبل نحو عقد من الزمان».

وقال إن «المجلس يأتي في إطار بناء الآلية المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما مع توجيهات رسمية من قادة البلدين لتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري». واستشهد المجرشي بما سبق أن قاله وزير التجارة السعودي، ماجد القصبي، عن تكليفه بتشجيع الاستثمار في مصر.

ونهاية عام 2018، قال القصبي، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات «مجلس الأعمال المصري - السعودي»، إنه «تلقى تكليفاً واضحاً من ولي العهد السعودي بأن يعد نفسه وزيراً بالحكومة المصرية سعياً لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين».

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن «وجود مجلس أعلى للتنسيق بين القاهرة والرياض من شأنه تذليل أي عقبات أمام التعاون الثنائي لا سيما أنه برئاسة الرئيس السيسي وولي العهد»، موضحاً أن «المجلس خطوة لتعميق العلاقات بين السعودية ومصر في مختلف المجالات».

بدر عبد العاطي خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان بالقاهرة في سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)

وأوضح عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية بالبرلمان)، الدكتور عبد المنعم سعيد، أن «السعودية ومصر هما قبة الميزان في المنطقة، وتعزيز التعاون بينهما ضروري لمواجهة التحديات الإقليمية»، وَعَدَّ سعيد «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «نقطة بداية لمواجهة التحديات، وتحقيق الاستقرار الإقليمي».

وأضاف: «لا تستطيع دولة عربية واحدة مواجهة عدم الاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أن «تعميق العلاقات السعودية - المصرية من خلال (مجلس التنسيق الأعلى) من شأنه حماية القاهرة والرياض من الأخطار، وأيضاً التنسيق لمواجهة ما يحيط بالمنطقة من تحديات».

وكان وزير الخارجية المصري أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في القاهرة، سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «سيكون مظلة شاملة لمزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع لآفاق التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين».

ووفق بيان الحكومة المصرية، الشهر الماضي، «يتألف المجلس من عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين في المجالات ذات الصلة»، كما «يعقد اجتماعات دورية بالتناوب في البلدين، ويحق له عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك». والمجلس «سيحل محل الاتفاق الخاص بإنشاء اللجنة العليا المصرية - السعودية المشتركة».