صباحي يستقطب سياسيين كبارا في مواجهة ترشح السيسي.. بينهم وزير سابق

نائب رئيس مجلس الدولة أكد إحالة قانون الانتخابات الرئاسية للمستشار منصور

صباحي
صباحي
TT

صباحي يستقطب سياسيين كبارا في مواجهة ترشح السيسي.. بينهم وزير سابق

صباحي
صباحي

أكد نائب رئيس مجلس الدولة بمصر، المستشار مجدي العجاتي، لـ«الشرق الأوسط» إحالة قانون الانتخابات الرئاسية للرئيس المؤقت للبلاد المستشار عدلي منصور مساء أمس، بعد الانتهاء من مراجعته، في وقت كشفت فيه مصادر مصرية أمس عن أن زعيم التيار الشعبي، حمدين صباحي، الذي أعلن عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة، يسعى في الوقت الحالي لاستقطاب سياسيين كبار في مواجهة ترشح قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي، الذي لم يكشف حتى الآن عن موقفه بشكل رسمي من المنافسة في الانتخابات التي ينتظر أن يعلن عنها خلال أيام. وقال محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، الذي ينتمي إليه صباحي، لـ«الشرق الأوسط» إن من بين الشخصيات التي قررت الانضمام إلى زعيم التيار الشعبي، وزير القوى العاملة والهجرة السابق، كمال أبو عيطة، الذي خرج من التشكيل الحكومي الأخير.
ومن جانبه أكد المستشار العجاتي، وهو أيضا رئيس قسم التشريع في مجلس الدولة، أنه جرى مساء أمس إحالة قانون الانتخابات الرئاسية للرئيس منصور، بعد مراجعته، وكشف عن أن شرط حصول الراغب في الترشح على «المؤهل العالي (الجامعي)» لم يحذف وموجود كما هو في القانون. وأضاف أنه جرت زيادة الحد الأقصى للإنفاق على الدعاية في انتخابات الرئاسة من عشرة إلى 20 مليون جنيه (نحو ثلاثة ملايين دولار). وأضاف أن الحد الأقصى للإنفاق على الدعاية في انتخابات الإعادة أصبحت خمسة ملايين جنيه، بعد أن كانت في مشروع القانون مليوني جنيه. وفي ما يتعلق بمطالب سابقة بإضافة اشتراط أن لا يحمل أبناء المرشح لجنسية أجنبية، قال المستشار العجاتي إن هذا لم يضَف في القانون في صيغته التي جرى إرسالها أمس للرئيس منصور.
وعلمت «الشرق الأوسط» أنه جرى الإبقاء على الشروط الخاصة بحمل الجنسية المصرية للمرشح وعدد من ذويه، وهو «أن يكون من أبوين مصريين وأن تكون زوجته مصرية ولم يسبق له أو لها أو لوالديه حمل جنسية أجنبية من قبل». وفي ما يخص المادة الخلافية بشأن حق الطعن على نتائج اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، علمت «الشرق الأوسط» أيضا أنه جرى السماح بالطعن في قرارات هذه اللجنة التي كانت محصنة في القانون السابق، لكنها بإجراءات طعن أكثر إحكاما من الإجراءات المتعارف عليها في التشريع المصري.
وبينما يتوقع أن يعطي المشير السيسي إشارات بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، خلال حفل في الكلية الحربية اليوم (الثلاثاء)، قال صباحي نفسه إنه يسعى لتكوين حلف وطني واسع وبدء حوار ممتد مع كل القوى السياسية المحسوبة على خط ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وتعليقا على تسريبات بشأن مساعي صباحي لاستقطاب شخصيات سياسية كبيرة لحملته، قال سامي، الذي يرأس حزب «الكرامة» الناصري، إن «صباحي هو مرشح الحزب ومرشح التيار الشعبي». وردا على سؤال حول ما يتردد عن أن بعض الوزراء من الحكومة السابقة التي كان يرأسها الدكتور حازم الببلاوي، واستقالت الأسبوع الماضي، أبدوا استعدادا للانضمام إلى حملة صباحي، وأن من بينهم الوزير أبو عطية، أكد سامي أن الوزير السابق انضم بالفعل إلى حملة صباحي، وأنه (أي الوزير) بالأساس كان عضوا في حزب «الكرامة».
وعما إذا كان يمكن أن يعطي أسماء أخرى لوزراء كانوا في حكومة الببلاوي ويجري ضمهم إلى حملة صباحي، قال: «لا أعتقد، لكن المؤكد حتى الآن هو الوزير أبو عيطة فقط». وحول ما إذا كانت حملة صباحي الرئاسية تشكلت، قال سامي إن الهيكل لم يتشكل بشكل كامل، مشيرا إلى أن القيادي في «جبهة الإنقاذ»، وحيد عبد المجيد، «سيكون مسؤولا عن الإشراف على البرنامج وليس عن الحملة».
ولم يجب كل من أبو عيطة وعبد المجيد على هاتفيهما حتى إعداد هذا التقرير للتعليق، بينما أرجأت المسؤولة الإعلامية عن «صباحي» التعليق إلى وقت لاحق. ومن المعروف أن جبهة الإنقاذ، التي كان يقودها النائب السابق للرئيس، الدكتور محمد البرادعي، تتألف من نحو 12 حزبا سياسيا وحركات ثورية أخرى، لكنها لم تتفق بشكل نهائي حتى الآن على تأييد مرشح بعينه للرئاسة، وإن كان عدد من قياداتها سبق وأعلنوا الوقوف وراء ترشح السيسي.
وعما إذا كان يتوقع انضمام قيادات كبيرة في الحكومة السابقة إلى حملة صباحي، قال سامي: «هذه مسألة لا أعرف حدودها. نحن لم نطلب منهم، وقد يكون في الفترة المقبلة لهم وجهة نظر معينة»، مشيرا إلى أن وزيرين سابقين تردد أنهما سيدعمان صباحي سبق وأعلنا عن مساندتهما لترشح السيسي. وأضاف: «لا أعرف عما إذا كانت ستكون هناك تغييرات (في موقفيهما) أم لا».
وعن أهم التيارات التي يجري التنسيق معها للانخراط في حملة صباحي، قال رئيس حزب الكرامة: «أخذنا مبدئيا موافقة حزب التحالف الشعبي الذي يقوده عبد الغفار شكر (القيادي في جبهة الإنقاذ، والنائب الحالي لرئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو مجلس شبه رسمي)». وأضاف سامي: «وعملنا حوارات مع عدد من الأحزاب، ونحن في انتظار ردودها باعتبار أنها تعود إلى مستوياتها التنظيمية في هذا الأمر.
وسبق لحزب التحالف الشعبي (وهو يختلف في تركيبته وتوجهاته عن التيار الشعبي الذي يتزعمه صباحي مع حزب الكرامة)، تأييد أحد قيادييه في الانتخابات الرئاسية الماضية، وهو النائب اليساري أبو العز الحريري. وعما إذا كان هذا يعني أن الحريري سيدعم صباحي، قال رئيس حزب الكرامة: «لا أعلم إن كان سيدعمه أم لا»، لكن الحريري أوضح في رده على أسئلة «الشرق الأوسط» قائلا: «لن أخوض الانتخابات الرئاسية، ولن أنضم إلى حملة أي أحد من المرشحين الآخرين أيضا».
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الذي ينتظر أن يعلن عنه خلال الأسابيع المتبقية من هذا الشهر، كشفت مصادر قريبة من الحملات المؤيدة للطامحين في الترشح للرئاسة أن عددا من العسكريين المتقاعدين الذين أعلنوا في السابق عن نيتهم في منافسة السيسي حال ترشحه، بدأوا في «اتباع نهج يلاحظ منه تغير في موقفهم، وهذا يصب في صالح السيسي»، وفقا لما أفاد به المتحدث باسم حملة «كمّل جميلك»، عبد النبي عبد الستار، مضيفا أن «المؤشرات الآن تقول إن المعركة الحقيقية ستكون بين السيسي وصباحي».
ومن جانبه أعلن صباحي خلال لقاء مع عدد من القيادات ذات التوجهات الاشتراكية والناصرية أنه يسعى لتكوين حلف وطني واسع وبدء حوار ممتد مع كل القوى السياسية المحسوبة على خط ثورتي يناير ويونيو، قائلا إن برنامجه الانتخابي يتضمن خطوطا عريضة للحفاظ على القطاعين «العام والتعاوني»، لكن المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أكد عقب اللقاء أن قرار حزبه بدعم مرشح للرئاسة لن يعلن رسميا إلا بعد غلق باب الترشح، واستطلاع رأي قواعد وشباب الحزب في المحافظات.
على صعيد متصل يتوقع بعض المراقبين أن يعطي المشير السيسي إشارات بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، اليوم (الثلاثاء) خلال الاحتفال في الكلية الحربية بانتهاء فترة التدريب الأساسي للطلبة المستجدين في عدة كليات عسكرية، بحضور رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من كبار قادة الجيش.

* أهم بنود قانون الانتخابات الرئاسية الجديد:
* الإبقاء على شرط حصول الراغب في الترشح على «المؤهل العالي (الجامعي)».
* زيادة الحد الأقصى للإنفاق على الدعاية في انتخابات الرئاسة من عشرة إلى 20 مليون جنيه، وفي الإعادة من مليونين إلى خمسة ملايين جنيه.
* الإبقاء على النص بأن المرشح يكون مصريا من أبوين مصريين وأن تكون زوجته مصرية «ولم يسبق له أو لها أو لوالديه حمل جنسية أجنبية من قبل»، دون اشتراط جنسية الأبناء.
* السماح بالطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بعد أن كانت محصنة لكن بإجراءات طعن أكثر إحكاما من الإجراءات المتعارف عليها في التشريع المصري.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.