رئيس الكونغو يصدر الدستور الجديد للبلاد

الناخبون يوافقون على تعديل يسمح بفترة ثالثة للرئيس

رئيس الكونغو يصدر الدستور الجديد للبلاد
TT

رئيس الكونغو يصدر الدستور الجديد للبلاد

رئيس الكونغو يصدر الدستور الجديد للبلاد

أصدر رئيس الكونغو دنيس ساسو نغيسو، مساء أول من أمس، الدستور الجديد للبلاد، المنبثق عن استفتاء 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي كان موضع تنديد المعارضة، وفق ما أعلن مصدر رسمي.
وقال وزير العدل الكونغولي، إيمي إيمانويل يوكا، في تصريح للتلفزيون العام، إن «الدستور الذي أصبح يحكم بلادنا هو دستور 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015»، وهو الدستور الذي يتيح لساسو نغيسو الترشح للانتخابات الرئاسية في 2016.
وكانت المحكمة الدستورية قد أعلنت في وقت سابق رسميا الفوز الكبير لـ«نعم» في الاستفتاء على الدستور الجديد، بنسبة تأييد بلغت 94.32 في المائة من الأصوات المصرح بها، إثر الاستفتاء الذي شهد نسبة مشاركة بلغت رسميا 71.16 في المائة.
إلا أن الكثير من المراقبين والصحافيين قالوا إن الاستفتاء لم يلقِ إقبالا كبيرا في 25 من أكتوبر الماضي في الكثير من المدن والمناطق.
وكانت المعارضة التي دعت إلى مقاطعة هذا الاستفتاء، ورفضت النتائج الرسمية حال إعلانها، كما دعت في 28 أكتوبر الماضي، إلى تظاهرات وعمليات عصيان مدني قبل أن تغرق في قرارات متضاربة.
وفي 27 أكتوبر الماضي، أعلنت حكومة الكونغو تأييد الناخبين بأغلبية ساحقة لتعديل دستوري يمكن أن يمهد الطريق أمام الرئيس دينيس ساسو نغيسو، للحصول على فترة حكم ثالثة على التوالي، إذ قال وزير الداخلية ريموند مبولو على شاشات التلفزيون آنذاك إن نحو 93 في المائة من الناخبين أيدوا التعديل الدستوري، في الاستفتاء الذي جرى في 25 من الشهر نفسه.
وأوضحت لجنة الانتخابات أن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت 4ر72 في المائة، رغم أن المعارضة ظلت تؤكد أن ثمة مقاطعة للاستفتاء عمت جميع أنحاء البلاد، مؤكدة أنه لا يمكن أن تكون نسبة المشاركة تعدت 10 في المائة.
وسوف يلغي التعديل الدستوري القيود المفروضة على السن التي تمنع نغيسو، البالغ من العمر 71 عاما، من السعي للبقاء فترة جديدة في منصبه في الانتخابات المقررة العام المقبل.
ويحكم نغيسو الكونغو منذ عام 1997، وكان يشغل سابقا منصب الرئيس من قبل خلال الفترة بين 1979 و1992. وكان آلاف المواطنين قد اشتبكوا مع الشرطة الأسبوع الماضي، أثناء تظاهرهم ضد الاستفتاء.



وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
TT

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي ومنطقة غرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم، في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، ومطالب شعبية في مالي والسنغال بالانتقام من التنظيم الإرهابي.

وكانت «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع تنظيم «القاعدة» وتنشط في وسط دولة مالي قد اختطفت الزعيم تييرنو أمادو تال، قبل أكثر من أسبوع حين كان يتحرك في موكب من أتباعه على متن عدة سيارات، على الحدود مع موريتانيا.

ويعد تال زعيم طريقة صوفية لها امتداد واسع في مالي والسنغال وموريتانيا، وعدة دول أخرى في غرب أفريقيا، ويتحدر من قبائل «الفلاني» ذات الحضور الواسع في الدول الأفريقية.

أمادو كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» الذي خطف أمادو تال... وأعلن عن وفاته (متداول- موقع «القاعدة»)

واشتهر تال بمواقفه المعتدلة والرافضة للتطرف العنيف واستخدام القوة لتطبيق الشريعة، كما كان يركز في خطبه وأنشطته على ثني شباب قبائل «الفلاني» عن الانخراط في صفوف تنظيم «القاعدة».

تال يتحدر من عائلة عريقة سبق أن أسست إمارة حكمت مناطق من مالي والسنغال وغينيا، خلال القرن التاسع عشر، وانهارت على يد الفرنسيين، ولكن العائلة ظلت حاضرة بنفوذها التقليدي.

تشير مصادر محلية إلى أن تال ظهر مؤخراً في موقف داعم للمجلس العسكري الحاكم في مالي، وخاصة رئيسه آسيمي غويتا، وكان ذلك السبب الذي دفع تنظيم «القاعدة» إلى استهدافه.

ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن التنظيم الإرهابي كان ينوي اختطاف تال واستجوابه من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالحرب الدائرة ضد الجيش المالي المدعوم من «فاغنر»، ولكن الأمور سلكت مساراً آخر.

ونشر أمادو كوفا، زعيم «جبهة تحرير ماسينا»، مقطعاً صوتياً جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه وفاة تال بعد عملية الاختطاف «أثناء نقله إلى موقع كان من المقرر استجوابه فيه».

وأشار زعيم الجماعة الإرهابية إلى أنهم كانوا ينوون تقديم تال للمثول أمام «محكمة» بخصوص تهمة «العمالة» لصالح السلطات المالية، مؤكداً أنه أثناء نقله نحو مكان المحاكمة «فارق الحياة»، وذلك بعد أن تعرض للإصابة خلال محاولة الاختطاف، وتسببت هذه الإصابة في وفاته بعد ذلك.

وكان التنظيم ينفي بشكل ضمني أن يكون قد «أعدم» زعيم طريقة صوفية لها انتشار واسع في دول غرب أفريقيا، ولكن الظروف التي توفي فيها لا تزالُ غامضة، وتثير غضب كثير من أتباعه الذين يقدرون بالملايين.

وقال أحد أفراد عائلة تال إنهم تأكدوا من صحة خبر وفاته، دون أن يكشف أي تفاصيل بخصوص الظروف التي توفي فيها، وما إن كانوا على تواصل بتنظيم «القاعدة» من أجل الحصول على جثمانه.

وتثير وفاة تال والظروف التي اكتنفتها مخاوف كثير من المراقبين، خاصة أنه أحد أبرز الشخصيات النافذة في قبائل «الفلاني»، وتوفي حين كان بحوزة أمادو كوفا الذي يتحدر من نفس القبائل، ويعد أحد أكبر مكتتبي شباب «الفلاني» في صفوف «جبهة تحرير ماسينا»، مستغلاً إحساس هذه القبائل بالغبن والتهميش.

ويزيد البعد القبلي من تعقيد تداعيات الحادثة، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال عرقي في منطقة تنتشر فيها العصبية القبلية.

في هذه الأثناء لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المالية حول الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المحلية، كما حظيت باهتمام واسع في السنغال المجاورة.