فصيل سوري معارض مقاتل يعلن قطعه طريق دمشق ـ بغداد

ردًا على القصف الروسي لمواقع «الجيش الحر»

فصيل سوري معارض مقاتل يعلن قطعه طريق دمشق ـ بغداد
TT

فصيل سوري معارض مقاتل يعلن قطعه طريق دمشق ـ بغداد

فصيل سوري معارض مقاتل يعلن قطعه طريق دمشق ـ بغداد

ردا على القصف الجوي الروسي على مواقع الجيش السوري الحر في سوريا أعلن أحد الفصائل المسلحة المعارضة المقاتلة في جبهة القلمون الشرقي بمحافظة ريف دمشق قطع طريق دمشق - بغداد الدولي، إذ أعلنت قوات «أحمد العبدو» في بيان مقتضب بثه يوم أمس أنها أعادت «قطع طريق دمشق - بغداد الدولي، وإعلانه منطقة عسكرية حتى إشعار آخر». وجاءت هذه الخطوة ردًّا على قصف الطيران الروسي مواقع الجيش الحر في سوريا عامة، وقواتها في القلمون الشرقي بريف دمشق (قرب الحدود مع لبنان) خاصة.
جدير بالذكر أن الطائرات الحربية الروسية شنَّت عشرات الغارات على مواقع الجيش الحر قرب البترا في جبهة القلمون الشرقي، خلال الأيام الماضية، إضافة إلى مواقع أخرى تابعة لـ«جيش أسود الشرقية».
وبينما تواصل القوات الروسية عملياتها العسكرية الجوية المساندة لقوات النظام والميليشيات المقاتلة معها، بالتوازي مع عملية سياسية تشهدها موسكو لحل المسألة السورية، نفى 49 فصيلاً عسكريا معارضة من «الجيش السوري الحر»، ما أوردته وسائل الإعلام الروسية عن لقاءات مرتقبة مع مسؤولين روس في أبوظبي.
وفي بيان وقعت عليه الفصائل المعارضة، نفت «المكاتب السياسية لفصائل الثورة العسكرية للجيش الحر جملة وتفصيلاً النبأ الذي بثته إحدى وكالات الأنباء الروسية عن أنّ ممثلي 28 فصيلاً من فصائل الجيش السوري الحر قد وافقوا على اللقاء بالروس في أبوظبي».
واعتبر البيان أن «هذه الأخبار تأتي في إطار الحرب الإعلامية التي تشنها روسيا بنشر هذه الشائعات لتفريق الصفوف ونشر البلبلة في صفوف الثورة السورية، ولفت الأنظار عن جرائمها التي ترتكبها في حق الشعب السوري». وأكدت الفصائل رفضها التفاوض مع الروس في ظل استهدافهم مواقع مدنية مثل المشافي والمدارس، إضافة إلى مقرات وخطوط دفاع الجيش السوري الحرّ، لافتةً إلى أن «أكثر من 90 في المائة من الهجمات طالت مدنيين ومقرات الثوار».
أما أبرز الفصائل الموقعة على البيان فهي: «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، و«جيش الإسلام»، و«جيش المجاهدين»، و«جبهة الشام»، و«حركة نور الدين الزنكي»، و«الفرقة الساحلية الأولى»، وغيرها. وكلها تعهدت بمواصلة القتال «حتى تطهير سوريا من رجس الاحتلال بكل أشكاله، ومن عصابة الأسد المجرمة، ومن إرهاب (داعش)» على حد تعبير البيان.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.