تقرير دولي: السعوديون الأكثر ثقة باقتصادهم في منطقة الشرق الأوسط

تحسن في مصر وباكستان.. وانخفاض طفيف في الإمارات

تقرير دولي: السعوديون الأكثر ثقة باقتصادهم في منطقة الشرق الأوسط
TT

تقرير دولي: السعوديون الأكثر ثقة باقتصادهم في منطقة الشرق الأوسط

تقرير دولي: السعوديون الأكثر ثقة باقتصادهم في منطقة الشرق الأوسط

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في السعودية بـ4 نقاط، ليصل إلى 109 نقاط في الربع الثالث من عام 2015، مقارنة بالربع الثاني من نفس العام، لتحتل السعودية المرتبة السابعة عالميا، والأولى شرق-أوسطيا، لأول مرة منذ الربع الثاني في 2012.
وقال مكتب مؤسسة «نيلسن» العالمية في إقليم الشرق الأوسط إن «السعودية تواصل تحقيق تحسن في النشاط الاقتصادي، على الرغم من التخوفات المرتبطة باستمرار انخفاض أسعار النفط والوضع الجيوسياسي الإقليمي، ولكن هذه التخوفات لم تترجم حتى الآن إلى ضعف في النشاط الاقتصادي»، وفقا لتصريحات ممثلين عن مؤسسة «نيلسن» لـ«الشرق الأوسط»، عبر البريد الإلكتروني.
هذا بينما حلت الإمارات في المركز الثاني شرق-أوسطيا، والسابع عالميا، بـ107 نقاط، بعد أن تراجع مؤشر ثقة المستهلك الإماراتي بنقطة واحدة، «دولة الإمارات لا تزال قوية لكن أسواقها تواجه تحديات نتيجة التطورات المختلفة في المنطقة»، وفقا لمكتب «نيلسن» في الشرق الأوسط.
ويعتمد مؤشر ثقة المستهلك، الذي تعده مؤسسة «نيلسن» العالمية، على 3 مؤشرات فرعية، هي الثقة بشأن الإنفاق والاستثمار، وتوقع الحصول على فرصة عمل محليا، والثقة في الحصول على تمويل شخصي خلال العام المقبل.
وتتراوح قيمة مؤشر ثقة المستهلكين بين صفر (تشاؤم مطلق) و200 درجة (ثقة مطلقة)، والـ100 هي نقطة الأساس والاستقرار، حيث الأعلى منها هي درجات تفاؤل وأقل منها تشاؤم. ومنذ الربع الرابع في 2013 لم ينخفض مؤشر ثقة المستهلك في السعودية عن حاجز الـ100 نقطة.. وحتى في الأوقات التي كان فيها المؤشر أقل من 100 نقطة كان المستهلك السعودي يثق في اقتصاده بدرجة جيدة مقارنة بالوضع العالمي، بحسب «نيلسن».
أما عن باقي دول المنطقة فقد انخفض مؤشر ثقة المستهلك في باكستان بنقطة واحدة ليصل إلى 101 نقطة، وارتفع مؤشر ثقة المستهلك في إسرائيل بنقطتين ليصل إلى 94 نقطة، وارتفع مؤشر ثقة المستهلك في مصر بـ5 نقاط ليصل إلى 90 نقطة، وانخفض مؤشر ثقة المستهلك في جنوب أفريقيا بـ5 نقاط ليصل إلى 82 نقطة، بينما تم قياس ثقة المستهلك في المغرب لأول مرة هذا الربع، وبلغت قيمة المؤشر 85 نقطة.
وقال مكتب «نيلسن» في شمال أفريقيا والمشرق العربي، ومقره القاهرة، إن مؤشر ثقة المستهلك المصري عاد إلى نفس مستوى الربع الأول من 2015، وهو أعلى مجموع منذ عام 2012.
وارتفعت نسبة الثقة بالمؤشرات الاقتصادية الفرعية الثلاث في مصر، حيث ارتفعت الثقة في فرص العمل المستقبلية، وكذلك الثقة في الاستثمارات، ثلاث نقاط لتصل إلى 43 في المائة و36 في المائة على التوالي، كما أن الثقة في الوضع المالي الشخصي ارتفعت بشكل ملحوظ بواقع 5 نقاط لتصل إلى 55 في المائة.
وقال تامر العربي، المدير العام لـ«نيلسن» شمال أفريقيا والشرق الأوسط، في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه «بخلاف الانخفاض في الربع الثاني من عام 2015 والذي كان متناغما مع الموسم، وجدنا أن هناك ثباتا بشكل عام لدى المستهلك المصري، ومقارنة بنفس الوقت من العام الماضي الذي بلغ فيه المؤشر 85 نقطة، فمن المؤكد أن المستهلك المصري في مكانة أفضل اليوم، وهناك شعور عام بالثبات والتفاؤل تجاه تصورات المستقبل، ويعمل شباب البلد الذين تصل نسبتهم إلى 33 في المائة من السكان بنشاط لبناء مستقبلهم».
وعلى الرغم من زيادة الثقة في ما يخص فرص العمل، سُجل «الأمن الوظيفي» كأكبر مشكلة تواجه المصريين للربع الثاني على التوالي، يليه مباشرة «الإرهاب»، ثم الاقتصاد في المرتبة الثالثة، وعلى الرغم من اعتبارها مشكلة، فإن عدد المجيبين الذين يعتقدون أن مصر تعاني ركودا اقتصاديا قد انخفض من 82 في المائة خلال الربع الثاني من 2015، إلى 76 في المائة في الربع الثالث من 2015، وهو حتى الآن أدنى معدل في 2015.
وعلى الصعيد العالمي حافظ الهنود على ترتيبهم كأكثر الشعوب ثقة في اقتصادهم، حيث استقر المؤشر عند 131 نقطة، وجاءت الولايات المتحدة الأميركية في المركز الثاني بـ119 نقطة، بعد أن ارتفعت قيمة المؤشر بـ18 نقطة كاملة، وهو الارتفاع الأكبر عالميا، هذا بينما تذيلت دول كوريا الجنوبية وأوكرانيا واليونان وإيطاليا وصربيا ترتيب الدول، حيث لم يتجاوز مؤشر ثقة المستهلك في هذه الدول الـ60 نقطة. وتقيس «نيلسن» العالمية ثقة المستهلك والاهتمامات الأساسية ونيات الإنفاق بين 30,000 مجيب، لديهم اتصال بالإنترنت في 60 دولة حول العالم.



الجنيه الإسترليني يسجل أكبر تراجع في 3 أيام منذ عامين

أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
TT

الجنيه الإسترليني يسجل أكبر تراجع في 3 أيام منذ عامين

أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)

توجه الجنيه الإسترليني نحو أكبر انخفاض له في ثلاثة أيام منذ نحو عامين، الخميس، تحت ضغط من موجة بيع عميقة في السندات العالمية التي أضرت بشكل خاص بالسندات الحكومية البريطانية، مما دفع عائداتها إلى أعلى مستوياتها في 16 عاماً ونصف العام. وأدى ذلك إلى زيادة المخاوف بشأن الوضع المالي لبريطانيا.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.9 في المائة في أحدث تعاملاته ليصل إلى 1.226 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في وقت سابق من اليوم. وكان الجنيه على وشك تسجيل ثالث انخفاض يومي متتالٍ، مما يرفع خسائره إلى 2 في المائة خلال هذه الفترة، وهي أكبر خسائر منذ فبراير (شباط) 2023، وفق «رويترز».

ومقابل اليورو، انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 83.93 بنس، وهو أدنى مستوى له منذ شهرين.

وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت عائدات السندات البريطانية في مختلف الأسواق العالمية، مدفوعة بالمخاوف من التضخم المرتفع، مع تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى حالة من عدم اليقين بشأن كيفية إدارة الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترمب للسياسة الخارجية والاقتصادية، واحتمال بيع تريليونات الدولارات من الديون الإضافية.

وكان سوق المملكة المتحدة الأكثر تضرراً بين الاقتصادات الكبرى، حيث قفزت عائدات السندات البريطانية القياسية لأجل عشر سنوات بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الأسبوع وحده، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008، مما يعكس تدهوراً حاداً في الثقة بشأن التوقعات المالية لبريطانيا.

وعادةً ما تدعم عائدات السندات المرتفعة الجنيه الإسترليني، لكن هذه العلاقة انهارت في الوقت الراهن، مما يعكس القلق المتزايد بين المستثمرين بشأن الوضع المالي للبلاد.

وقال جيم ريد، استراتيجي «دويتشه بنك»: «مع ضعف الجنيه الإسترليني، أصبحت هناك أسئلة متزايدة حول ما إذا كان بنك إنجلترا قادراً على خفض أسعار الفائدة بالسرعة المتوقعة». وأضاف: «وبالتالي، فإن الارتفاع في العائدات يزيد من خطر أن تنتهك الحكومة قواعدها المالية، مما يضطرها إلى الإعلان عن المزيد من إجراءات التقشف مثل زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق، في حين أن العملة الأضعف ستزيد من الضغوط التضخمية في الوقت نفسه».

وفي بيان صادر مساء الأربعاء، أكدت وزارة المالية البريطانية التزامها الثابت بالقواعد المالية للحكومة البريطانية، مشيرة إلى أن هذا الالتزام «غير قابل للتفاوض».

وكان الجنيه الإسترليني من أفضل العملات أداءً مقابل الدولار في العامين الماضيين، بفضل سياسة بنك إنجلترا التي حافظت على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من البنوك المركزية الكبرى الأخرى، ما ساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الأصول البريطانية.

أما سياسات ترمب المقترحة بشأن التعريفات التجارية والهجرة فهي تحمل خطراً متزايداً لرفع ضغوط الأسعار في الولايات المتحدة، ما قد يحد من قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة، وهو ما أسهم في تعزيز قيمة الدولار أمام العملات الأخرى.

وتُظهر سوق المشتقات أن المتداولين يتوقعون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة مرة واحدة هذا العام، ولكنهم لا يعتقدون أن هناك احتمالية كبيرة لخفض آخر. وفي الوقت ذاته، تتوافق التوقعات بشأن سياسة بنك إنجلترا مع تلك الخاصة بـ«الفيدرالي الأميركي».

وفي الوقت الذي تكافح فيه بريطانيا مع تباطؤ النمو الاقتصادي، والتضخم المستمر، وتدهور سوق العمل، فإنها تظل متخلفة عن الولايات المتحدة التي تظهر مرونة واضحة في جميع القطاعات.

وقفزت العلاوات التي يطالب بها المستثمرون مقابل المخاطر الإضافية لاحتفاظهم بديون الحكومة البريطانية لمدة 10 سنوات مقارنةً بسندات الخزانة الأميركية إلى نحو 20 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني).

وفي هذا السياق، بلغ العائد على سندات الخزانة البريطانية لمدة 30 عاماً أعلى مستوى له منذ عام 1998 هذا الأسبوع، ما يعكس زيادة العائدات طويلة الأجل على مستوى العالم.

وكانت آخر مرة تعرضت فيها ديون المملكة المتحدة لهذه الضغوط في سبتمبر (أيلول) 2022، عندما كشفت رئيسة الوزراء آنذاك، ليز تروس، عن خطط الموازنة التي شملت تخفيضات ضريبية غير ممولة بمليارات الدولارات، ما أدى إلى انهيار السندات البريطانية وضرب الجنيه الإسترليني، وأجبر بنك إنجلترا على التدخل لدعم استقرار السوق.

ورغم أن التحركات هذا الأسبوع لا تقترب من التحركات الكبيرة التي شهدتها الأسواق في أواخر عام 2022، عندما ارتفعت السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة مئوية كاملة في أسبوع واحد، وبلغ الجنيه الإسترليني أدنى مستوياته القياسية مقابل الدولار، فإن السوق تظل تشهد اضطرابات ملموسة وتوقعات غير مؤكدة حول مسار الاقتصاد البريطاني.