«الائتلاف الوطني»: روسيا تخطط لاحتلال بعيد المدى في سوريا ومحاولة تقسيمها

خوجة يؤكد من بريطانيا أن الحل السياسي لن يكون ممكنًا في ظل الضربات الجوية

عجوز سوري يشارك بعض الأولاد لعبهم الكرة تحت رذاذ المطر في مدينة دوما القريبة من العاصمة السورية دمشق.. وهي المعقل البارز للمعارضة الذي ما زال يتعرض للقصف الجوي والصاروخي بصورة شبه يومية (إ.ب.أ)
عجوز سوري يشارك بعض الأولاد لعبهم الكرة تحت رذاذ المطر في مدينة دوما القريبة من العاصمة السورية دمشق.. وهي المعقل البارز للمعارضة الذي ما زال يتعرض للقصف الجوي والصاروخي بصورة شبه يومية (إ.ب.أ)
TT

«الائتلاف الوطني»: روسيا تخطط لاحتلال بعيد المدى في سوريا ومحاولة تقسيمها

عجوز سوري يشارك بعض الأولاد لعبهم الكرة تحت رذاذ المطر في مدينة دوما القريبة من العاصمة السورية دمشق.. وهي المعقل البارز للمعارضة الذي ما زال يتعرض للقصف الجوي والصاروخي بصورة شبه يومية (إ.ب.أ)
عجوز سوري يشارك بعض الأولاد لعبهم الكرة تحت رذاذ المطر في مدينة دوما القريبة من العاصمة السورية دمشق.. وهي المعقل البارز للمعارضة الذي ما زال يتعرض للقصف الجوي والصاروخي بصورة شبه يومية (إ.ب.أ)

رأى مصدر في «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية»، أن روسيا «تخطط لاحتلال بعيد المدى في سوريا ومحاولة تقسيمها»، وذلك في تعقيب على إعلان موسكو نقلها أنظمة دفاع جوي متطورة إلى سوريا، في حين أعلن الدكتور خالد خوجة، رئيس «الائتلاف» من بريطانيا، أن الحل السياسي للأزمة السورية «لن يكون ممكنًا طالما أن المدنيين السوريين يقتلون على يد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وروسيا عبر الضربات الجوية بشكل رئيسي».
في أول رد فعل على تأكيد موسكو نقل أنظمة دفاع جوي إلى سوريا، إلى جانب طائراتها، قال مصدر مسؤول في «الائتلاف» السوري المعارض: «إلى جانب عدوانها على الشعب السوري، الذي أوقع مئات الضحايا منذ 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، تقوم روسيا بنقل مزيد من الجنود والعتاد الحربي إلى قواعد ومطارات عسكرية جرى احتلالها وسط سوريا وغربها». وقال في بيان صدر عن المكتب الإعلامي في «الائتلاف» إن «الأسلحة التي تقوم روسيا بنقلها إلى سوريا، ومنها أنظمة دفاع جوي، ومنظومات تختص بالحرب البرية وعمل القوات الخاصة، تتناقض مع الزعم بأن تدخلها مرهون بالحرب على الإرهاب، ويشير إلى احتلال بعيد المدى، ومحاولة لتقسيم سوريا وإنشاء مناطق نفوذ لها، ويتنافى تمامًا مع تعهدها في جنيف وفيينا بالحفاظ على وحدة الدولة السورية واحترام سيادتها».
ودعا «الائتلاف» حكومة روسيا إلى «سحب قواتها فورًا من كامل الأراضي السورية»، محذرًا من أن استمرارها في التدخل العسكري «يوجب على الشعب السوري والجيش الحرّ معاملتها كقوة احتلال والتصدي لها بكل الوسائل المتاحة».
في غضون ذلك، التقى خوجة، رئيس «الائتلاف»، برفقة عدد من أعضاء الهيئة السياسية والمستشار القانوني لـ«الجيش السوري الحر»، وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ومستشار الأمن القومي مارك ليال غرانت ووزيرة الدولة للتنمية الدولية جاستين غرينينغ، وذلك في أول أيام زيارتهم إلى بريطانيا الممتدة ليومين. وشدد خوجة على أن حماية المدنيين «يجب أن تكون محور أي عملية سياسية تهدف لإيجاد حل سياسي في سوريا»، موضحًا أن هذا الحل «لن يكون ممكنًا طالما أن المدنيين السوريين يقتلون على يد نظام الأسد وروسيا عبر الضربات الجوية بشكل رئيسي». وبحسب بيان صادر عن «الائتلاف» اتفق خوجة وهاموند على «أن الغزو الروسي لسوريا خطير وذو نتائج عكسية، فبدل تعزيز القتال ضد تنظيم داعش، فإن الحرب التي تشنها روسيا على المدنيين والجيش السوري الحر تمكن تنظيم داعش من التفشي من جديد».
وأشار خوجة إلى أن المحادثات الحاصلة والمستمرة في فيينا بين المسؤولين الغربيين والعرب والروس والإيرانيين «تفتقر إلى مكوّن أساسي، وهو مشاركة السوريين». ولفت إلى أن ما يجري في فيينا «سيحظى بالشرعية فقط في حال أفضى إلى الحماية من القصف الجوي التي يطالب بها الشعب السوري»، مضيفًا أنه «وبحال أن المحادثات في فيينا ستسفر عن تقدم نحو سوريا مستقبلية من دون الأسد، فمن الضروري أن يقدم حلفاء الشعب السوري البريطانيون والأوروبيون والعرب، ضمانات واضحة لحماية المدنيين وجدولاً زمنيًا للانتقال المتوافق عليه في بيان جنيف».
هذا، وناقش المجتمعون أيضًا الوضع الإنساني وأزمة اللاجئين السوريين، وشكر خوجة مضيفيه على إسهام لندن بتقديم الدعم اللاجئين السوريين، وتوافق خوجة وغرينينغ على الحاجة لفعل المزيد لضمان وصول المساعدات عبر الحدود وخطوط النزاع بموجب ما تأذن به قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وشدد خوجة على الحاجة إلى معاملة اللاجئين السوريين باحترام وبما يحفظ كرامتهم، وطلب من الحكومة البريطانية الاضطلاع بدور قيادي في رسم سياسة شاملة تفضي إلى استقبال عدد أكبر من اللاجئين في الاتحاد الأوروبي وتأمين إقامة مؤقتة لهم، وإلى مشاركة كافة الدول الأعضاء، وإنشاء طرق آمنة إلى الاتحاد الأوروبي لتقويض المهربين القتلة وغير الشرعيين، وإلى مساعدات أكبر لدول جوار سوريا الذين يستقبلون الغالبية العظمى من اللاجئين.
وبدوره، قال أسامة أبو زيد، المستشار القانوني لـ«الجيش السوري الحر» لوزير الخارجية البريطاني هاموند إن «الجيش الحر يرفض الذهاب إلى أي طاولة مفاوضات تحت ضغط تجفيف الدعم أو تخفيفه»، كما أنه يطالب «بضمانات حقيقية قبل الذهاب إلى أي طاولة مفاوضات، وأهمها، التسليح غير المحدود وغير المشروط».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.