ماريتا الحلاني: سأكمل مشواري الغنائي بالأجنبية ولن أكون تقليدية في خياراتي الفنية

اعتبرت أن والديها عاصي وكوليت الحلاني لعبا دورًا إيجابيًا في صقل موهبتها

ماريتا مع والدها عاصي الحلاني ووالدتها كوليت
ماريتا مع والدها عاصي الحلاني ووالدتها كوليت
TT

ماريتا الحلاني: سأكمل مشواري الغنائي بالأجنبية ولن أكون تقليدية في خياراتي الفنية

ماريتا مع والدها عاصي الحلاني ووالدتها كوليت
ماريتا مع والدها عاصي الحلاني ووالدتها كوليت

قالت الفنانة ماريتا الحلاني (نجلة المطرب عاصي الحلاني)، أنها منذ نعومة أظافرها أحبت الغناء، وكانت مجمل أحلامها تدور حول ذلك. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إنني أملك موهبة الغناء منذ صغري، ولا شكّ أن وجودي في بيت فنّي سهّل علي الأمور، ولكني أعتقد أنني حتى لو تربّيت في كنف بيت آخر كنت سأملك نفس الحلم والموهبة، وكنت سأبذل الجهد أيضا لتحقيقهما». وأضافت: «والدي عاصي الحلاني ساعدني كثيرا، وساهم في إيصال موهبتي إلى النور فأنا دون شكّ محظوظة بذلك».
وعن سبب اختيارها ولوج الفن من نافذة الأغاني الغربية وليست العربية قالت: «أعتقد أن الأغنية الغربية تواكب جيلنا نحن الشباب بشكل أكبر، وعندما قررت الغناء قلت في نفسي إن الأمر لا يجب أن يقتصر على المغنيين الأجانب، وإنه في إمكاني أن أغني بدوري بالغربية، وبذلك يكون لدينا الفرصة نحن كلبنانيين في الاستمتاع بهذا الفن بأسلوبنا وهكذا حصل».
وهل ستكملين مشوارك بهذا الخط؟ سألت ماريتا الحلاني ابنة الثمانية عشر ربيعا، التي تتخصص في علم إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت فأجابت: «أحبّ الغناء بهذه اللغة وذلك لا يمنع أن أغني بالعربية، ولكنني سأكمل مشواري الفني بهذا الخط الذي أحبه. فبرأيي أنه عندما تغنين تقومين بفعل المشاركة مع الطرف الآخر، لأي شريحة اجتماعية انتمى، كما أن الغناء هو موهبة لا تقومين بها من أجل إرضاء الآخر فقط بل لشغفك بها، وبما أن هناك من يستمتع بسماعي فذلك يشكّل إضافة لي وهذا هو هدفي الأساسي».
وعن الأغنية الفردية التي قدّمتها في عمل مصوّر بعنوان «Go»، فكانت باكورة أعمالها، ولاقت نجاحا كبيرا على الساحة الفنيّة قالت: «لطالما كنت أمارس هوايتي في الغناء لوحدي وأنا في المنزل، ثم ما لبث أصدقائي أن راحوا يطالبونني بعمل يبرز موهبتي هذه، فتحمست لذلك لا سيما أن والدي عاصي وكوليت سانداني في ذلك». وروت قائلة: «بحثت جيدا ومنذ البداية عن عمل فنّي جميل، فأعجبتني الموسيقى وعدّلت قليلا بالكلام ليصبح أقرب إلى شخصيتي، وليشبهني ويخاطب أي فتاة في عمري. أما الكليب فقد صوّرته مع جي ابرهيم، بعد أن أخبرني والدي عنها، وهي تعيش خارج لبنان. وعندما فتّشت عنها في الإنترنت، وشاهدت الإعلانات التجارية التي صوّرتها، أعجبت بأسلوبها وقررت التعاون معها. فلقد رغبت في تقديم عمل مصوّر جديد من نوعه، أنيق وراق في الوقت ذاته، فلم امثّل فيه أو اصطنع المواقف، بل جاء انسيابيا طبيعيا ويشبهني. كما أن المخرجة تعطي اهتماما كبيرا للتفاصيل مما يجعل العمل يبدو غنيّا بصورته وحركة الكاميرا فيه. فمنذ البداية لم أرغب في أن أكون تقليدية أو أن أقلد أحدا، فإنا أحب روح المغامرة، والأهم أن الناس أحبته ففرحت برد فعلهم الإيجابي هذا».
وعما إذا كنت تولي لإحساسها الأولوية في إنجاز أعمالها، ردّت: «لا شك أن الإحساس يلعب دورا أساسيا ولكنه لا يكفي لكي تنجحي، إذ عليك أن تخططي وأن تعملي بجهد للقيام بخطوات مدروسة، خصوصا أنني أقوم بكل ذلك لوحدي دون وجود شركة إنتاج أو جهة معيّنة تشرف على أعمالي، ولكن وجود أهلي معي في مشواري يساعدني كثيرا».
وعن إطلالتها الأولى مع والدها في لوحة غنائية راقصة ضمن برنامج «الرقص مع النجوم» قالت: «هي إطلالة لا يمكنني أن أنساها أبدا، وأحب أن أعاود مشاهدتها بين وقت وآخر، فلقد حرصت فيها ألا أخيّب ثقة والدي فيّ، فغنيّت بالإنجليزية I will survive ورقصت على وقع موسيقاها، فيما أدى والدي من ناحيته أغنيته الشهيرة (بحبّك وبغار)، فشكّلنا معا ثنائيا أحبه الناس، الأمر الذي سرّع في اتخاذ قراري لتقديم أغنية فردية خاصة بي».
وعن الدور الذي لعبه كلّ من والديها في هذا الإطار قالت: «في الحقيقة لكل منهما تأثيره علي بطريقته وبأسلوبه، فوالدي عاصي زوّدني بالنصائح اللازمة لتثبيت خطواتي، فيما والدتي كوليت صاحبة العين الثاقبة كما أحب أن ألقبها، فلا أقدم على أي عمل دون استشارتها».
وأشارت ماريتا إلى أن أهم النصائح التي حفظتها من والدها، هي تلك التي يرددها لها دائما وهي أن تبقي بقدميها على الأرض وتبتعد عن الغرور. أما بخصوص والدتها كوليت فتقول: «أشعر أنه في أي شيء تقوله هي على حقّ، ولذلك فأنا أصغي إلى نصائحها باهتمام». وتابعت: «الجميل في علاقتي مع أهلي هو مبدأ التحاور الذي يسودها، فهما لا يفرضان علي القرارات، بل يتحدثان معي وفي النهاية اقتنع دائما بما يقولانه لي».
وعما إذا كان دخولها عالم الفن باكرا سرق منها أهم مراحل حياتها، قالت: «لا أعتقد انك إذا عرفت كيف تنظمين حياتك لن تفتقدي لأي مرحلة منها، فإنا لا أحب خلط الأمور، وها أنا اليوم أكمل دراستي الجامعية رغم انشغالاتي الفنية (فكل شي بوقتو حلو) كما نقول في لبنان». وترى ماريتا أن للفن حسناته أيضا إذ هو يزوّدها بثقافة من نوع آخر تختلف تماما عن دراستها الجامعية.
واستبعدت ماريتا الحلاني تأليفها لفريق غنائي، والانطلاق معه في مشوار فنّي من نوع آخر، فقالت: «كانت تراودني الفكرة أحيانا عندما كنت صغيرة، إذ قد يكون الأمر مسلّيا، ولكن أحدا من أصدقائي لم يعرض علي هذا الموضوع حينها، واليوم اتخّذت قراري وبدأت وحدي ولن أغير أي شيء في قراري هذا».
وعن الفنانين الأجانب الذين تأثّرت بهم قالت: «لطالما أحببت الاستماع إلى الراحلة داليدا وللمغنية العالمية سيلين ديون، فأجدهما صاحبتي أسلوبين لن يتكررا، إلا أنني لم أتأثر بهما بل أعدّ نفسي معجبة بفنّهما. ومن الجيل الجديد أنا أحبّ تايلور سويفت، فهي تملك أيضا أسلوبا مميزا في غنائها».
وعن خطوتها المقبلة في عالم الفن قالت: «أستعد لطرح أغنية فردية جديدة، ولكني لم أقرر بعد إذا ما ستكون من النوع الهادئ أو الإيقاعي فأنا ما زلت أفكّر بالأمر». وعما إذا هي بصدد كتابة أو تلحين أغانيها المقبلة قالت: «لم أفكّر ولا مرة بعد في هذا الموضوع، فعندما كنت صغيرة كنت أحب الكتابة، ولكني لا أعتقد أنه في إمكاني التعبير عن أحاسيسي بهذه الطريقة وقد يعود ذلك لطبعي الخجول».



تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».