معتقلون إسلاميون مغاربة يرفضون تصنيفهم «خطرين جدًا»

ضمن خطة إصلاح «أميركية» تهدف إلى ضبط الأمن داخل السجون

معتقلون إسلاميون مغاربة يرفضون تصنيفهم «خطرين جدًا»
TT

معتقلون إسلاميون مغاربة يرفضون تصنيفهم «خطرين جدًا»

معتقلون إسلاميون مغاربة يرفضون تصنيفهم «خطرين جدًا»

أعلن سجناء إسلاميون مغاربة أمس رفضهم لإجراءات جديدة تعتزم إدارة السجون تطبيقها ضمن خطة إصلاح مستوحاة من النموذج الأميركي، وتقضي بإعادة تصنيف السجناء إلى ثلاثة أصناف.
وقال المعتقلون الإسلاميون إن الإدارة العامة للسجون ستصنفهم ضمن فئة «الخطرين جدا»، وهو ما عدوه «تقسيما رهيبا مجحفا للسّجناء لأنه يجعل القتلة وأصحاب الجرائم الخطيرة والمعتقلين الإسلاميين سواء، وهذا أمر غير مقبول بتاتا»، من وجهة نظرهم.
وقال عبد الرحيم الغزالي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، لـ«الشرق الأوسط» إن المندوبية العامة لإدارة السجون تعتزم إعادة تصنيف جميع السجناء المغاربة إلى ثلاثة أصناف، حسب نوع الجريمة، وهي «جرائم خطيرة جدا»، و«جرائم خطيرة»، و«جرائم خفيفة»، مشيرا إلى أن إدارة السجون استوردت النموذج الأميركي لضبط السجون في شقه الأمني فقط، وليس الحقوقي، مضيفا أن السجون الأميركية تعتمد هذا التصنيف كإجراء عقابي وليس إجراءا قانونيا ثابتا، ويطبق على السجناء الأكثر شراسة وعدوانية، الذين اقترفوا جرائم داخل السجن، وهو ما لا يحدث في سجون المغرب.
ولفت الغزالي إلى أن التصنيف الجديد سترافقه إجراءات أخرى تتعلق بتقليص مدة الزيارة والفسحة اليومية، وتحديد كمية المواد الغذائية المسموح بجلبها إلى السجناء من قبل عائلاتهم، الأمر الذي عده ردة حقوقية. وكشف الغزالي أيضًا أن أعضاء اللجنة سيصعدون من إجراءاتهم الاحتجاجية في الأسابيع المقبلة إذا ما أصرت إدارة السجون على تطبيق خطتها الجديدة التي شرعت في تجريبها داخل سجون صغيرة لا تؤوي المعتقلين الإسلاميين، الذي قدر عددهم بـ790 معتقلا.
وأصدر أمس معتقلون إسلاميون في عدد من السجون بيانا وزع في لقاء صحافي نظمته اللجنة المشتركة في الرباط، وصفوا فيه الإجراءات الجديدة بأنها «فاشلة تماما وستأتي بنتائج عكسية، فلن تصلح الجانحين، ولكن ستصنع الحاقدين الراغبين في الانتقام، وستشحن النفوس بالضغائن والغل والكراهية»، منتقدين عدم إشراك السجناء في وضع خطة إصلاح السجون.
وقال المعتقلون الإسلاميون إنهم «ليسوا قتلة ولا مجرمين، بل اعتقلوا اعتقالا تعسفيا»، مستدلين على ذلك بـ«قرارات أصدرتها الأمم المتحدة بحقّ عدد من المعتقلين الإسلاميين تطالب بإطلاق سراحهم، وتعويضهم على اعتبار أن اعتقالهم كان تعسفيا وخارج إطار القانون لأنهم حوكموا محاكمات جائرة بناء على محاضر موقّعة تحت التهديد والتعذيب». ولفت هؤلاء المعتقلون إلى أنه «لا وجود لوجه المقارنة بين السجون الأميركية والمغربية من حيث التجهيزات والهيكلة والميزانية المخصصة والبنية التحتية وحتى نوعية السجناء».
وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج قد أعدت خطة إصلاح شاملة مستوحاة من تجارب بلدان أخرى، لا سيما التجربة الأميركية، تهدف إلى «أنسنة ظروف اعتقال السجناء، وتأهيلهم لإعادة إدماجهم، وتعزيز الأمن والانضباط داخل المؤسسات السجنية».
ووضعت الخطة الجديدة «المعتقلين في إطار قضايا الإرهاب والقتل العمد، والتسميم والسرقة الموصوفة، وإضرام النار العمد والاغتصاب وهتك العرض المتعدد، وتكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز، والاتجار الدولي في المخدرات»، ضمن السجناء المصنفين صنف «أ»، أي مرتكبو الجرائم الخطيرة جدا. وستفرض على هذه الفئة إجراءات حراسة مشددة ولصيقة، وسيكلف عدد أكبر من الموظفين بحراستهم، وسيسمح بزيارة هذا الصنف من المعتقلين لفردين من العائلة فقط لمدة 20 دقيقة، بينما لا يستفيدون من الفسحة إلا لمدة ساعة واحدة في اليوم، ولا يسمح لهم بالاختلاط بباقي المعتقلين، كما سيجري قطع التيار الكهربائي عنهم بداية من الساعة العاشرة ليلا، ويخضعون لمراقبة شديدة عند خروجهم من الحي، إذ يكونون مصفدين برفقة موظف أو أكثر، حسب درجة الخطورة، ويخضعون للتفتيش بشكل مكثف، ويسمح لهم بكمية محددة من المواد الغذائية التي تجلبها لهم عائلاتهم، أما هاتف السجن فلا يسمح لهم باستعماله إلا مرة واحدة في الأسبوع لمدة 5 دقائق كحد أقصى، وفي المقابل ستعطى لهذه الفئة من السجناء الأولوية في برامج الدعم والتأهيل النفسي.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.