عقب لقائه موغيريني: العربي يتوقع حدوث انفراجة قريبة في الأزمة السورية

ممثلة الاتحاد الأوروبي قالت إن اجتماع فيينا خطوة أولى لبدء عملية سياسية

د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية لدى استقباله فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية لدى استقباله فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

عقب لقائه موغيريني: العربي يتوقع حدوث انفراجة قريبة في الأزمة السورية

د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية لدى استقباله فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية لدى استقباله فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

توقع الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، أن تؤدي الاجتماعات الأخيرة بشأن سوريا إلى انفراجة قريبة في الأزمة، مؤكدًا أن الأزمة السورية هي أسوأ مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين.
والتقى العربي فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، في القاهرة أمس. وخلال مؤتمر صحافي، استنكر العربي عدم دعوة الجامعة لاجتماع فيينا الأخير بشأن سوريا، قائلا: «لا أدري لماذا لم تتم دعوة الجامعة العربية لاجتماع فيينا»، موضحا أن «الأزمة السورية هي الشغل الشاغل للجامعة خلال السنوات الأخيرة، وقامت بزيارات كثيرة لدمشق، والمتابعة، وإيفاد مراقبين في وقت من الأوقات، والموضوع تمت إحالته بعد ذلك لمجلس الأمن».
من جانبها، قالت موغيريني إن اجتماع فيينا بشأن سوريا خطوة أولى لبدء عملية سياسية في سوريا لضمان مرحلة انتقالية تمثل فيها جميع الأطراف، وتوحيد سوريا للتصدي لتنظيم داعش، وإنه يتم التعاون مع الجامعة العربية باعتبارها من الفاعلين الدوليين في هذا الشأن.
وفي الشأن الليبي، أكدت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي يتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا لبدء عمل حكومة وفاق وطني هناك، داعية الشعب الليبي وصانع القرار لتوحيد القوى داخل ليبيا لمنح البلاد المستقبل الذي تستحقه، وأضافت: «المجتمع الدولي مستعد لبناء مؤسسات ليبيا الأمنية».
وأوضحت الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد أعد على مدى أشهر حزمة مساعدات بقدر مائة مليون يورو يمكن تقديمها بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وأن الاتحاد يرغب في توفير الدعم «لكن الدور الريادي لا بد أن يكون لليبيا قبل تمدد أكبر لـ(داعش)».
وذكرت موغيريني أنها بذلت جهودًا مشتركة مع جامعة الدول العربية من أجل تجنب الأزمات الموجودة حاليًا وإيجاد الحلول المشتركة لإنهاء الحروب والنزاعات في سوريا وليبيا وكذلك لعملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة أنها مسألة تثير الكثير من قلقهم. كما تمت مناقشة قضايا أخرى يجري العمل بشأنها.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد وقعت بروتوكول تعاون مع ممثلة الاتحاد الأوروبي لبدء المرحلة الثانية من مشروع تعزيز قدرات الجامعة لمواجهة الأزمات. وقع على البروتوكول من الجانب العربي الأمين العام للجامعة، ومن الجانب الأوروبي موغيريني. ووفقًا لبيان صادر عن الجامعة، فإن هذا البروتوكول يمثل استكمالاً للمرحلة الأولى من المشروع الرائد بين الجامعة والاتحاد الأوروبي في مجال الإنذار المبكر وإدارة الأزمات، الذي جرى تنفيذه في الفترة ما بين 2011 و2014.
وتسعى المرحلة الثانية إلى تعزيز القدرات الفنية والمؤسسية الخاصة بأمانة جامعة الدول العربية والدول الأعضاء بها في مجال إدارة الأزمات وإنشاء مبادرة قدرات الاستجابة للأزمات داخل الجامعة في إطار الشراكة مع الكيانات الوطنية المعنية بالاستجابة للأزمات في الدول الأعضاء بالجامعة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.