الفرق الجديدة بالدوري الأميركي تعاني للوصول إلى المراحل النهائية

رغم وجود بيرلو وكاكا ولامبارد وديفيد فيا ونخبة من نجوم الكرة العالمية

البرازيلي كاكا نجم أورلاندو سيتي («الشرق الأوسط»)  -  بيرلو نجم نيويورك سيتي يسدد ركلة حرة من فوق حائط صد فريق فانكوفر في الدوري الأميركي (أ.ب)
البرازيلي كاكا نجم أورلاندو سيتي («الشرق الأوسط») - بيرلو نجم نيويورك سيتي يسدد ركلة حرة من فوق حائط صد فريق فانكوفر في الدوري الأميركي (أ.ب)
TT

الفرق الجديدة بالدوري الأميركي تعاني للوصول إلى المراحل النهائية

البرازيلي كاكا نجم أورلاندو سيتي («الشرق الأوسط»)  -  بيرلو نجم نيويورك سيتي يسدد ركلة حرة من فوق حائط صد فريق فانكوفر في الدوري الأميركي (أ.ب)
البرازيلي كاكا نجم أورلاندو سيتي («الشرق الأوسط») - بيرلو نجم نيويورك سيتي يسدد ركلة حرة من فوق حائط صد فريق فانكوفر في الدوري الأميركي (أ.ب)

من التساؤلات التي أصبحت تفرض نفسها كثيرًا: لماذا زادت صعوبة وصول أي من الفرق المؤسسة حديثًا إلى الأدوار النهائية للدوري الأميركي لكرة القدم؟ كان آخر فريق مؤسس حديثًا وصل المرحلة النهائية هو «سياتل ساوندرز» عام 2009. وهنا، يظهر تساؤل آخر: هل يتحسن مستوى الدوري الأميركي - أم أن الأندية غير مستعدة بعد للمنافسة؟
وتبدو انطلاقة الدوري الأميركي قوية، مع إقبال أكثر من 62 ألف مشاهد على المباراة الافتتاحية وحرص الكثير من القنوات التلفزيونية على حجز بث المباراة لمشاهدة مجموعة من النجوم الجدد القادمين من أوروبا. وبالفعل، كشف لقاء أحدث ناديين انضما لمسابقة الدوري: «أورلاندو سيتي» و«نيويورك سيتي»، عن منافسة رائعة واستعراض للقوة بين الناديين الناشئين.
ومع ذلك، فإنه مع اكتمال منافسات الدوري العادي لموسم 2015، بات يتعين على كل من أورلاندو سيتي ونيويورك سيتي التفكير في السبب وراء عدم انعكاس أدائهما الرائع على نتائجهما. وقد أخفق كل من «سياتل ساوندرز» و«فانكوفر وايت كابس» و«بورتلاند تيمبرز» و«مونتريال إمباكت»، والآن العناصر الجديدة التي أضيفت للمسابقة خلال عام 2015، في الوصول للمراحل النهائية. إذن، هل زادت صعوبة نجاح الفرق المكونة حديثًا في ضمان مكان لها في مرحلة النهائيات؟
في الواقع، لا ينبغي أن يكون الوضع على هذا النحو، خاصة أنه من الناحية الفنية لم يكن قط التأهل للأدوار الفاصلة النهائية بهذا القدر من السهولة في ظل زيادة أعداد الأندية المشاركة من 10 إلى 12 خلال موسم 2015. وبذلك سيكون من الأسهل عن أي وقت مضى الوصول إلى المراحل النهائية لأن أكثر من نصف الـ20 فريقا المشاركين في الدوري الأميركي ستشارك بهذه التصفيات. إلا أن هذا لا يعني أن المستوى الفني تراجع.
في الحقيقة، فإنه وللمرة الأولى في تاريخ الدوري الأميركي بصورته الراهنة، يتخطى ناديان بلغا مرحلة نهائي التصفيات من الشرق والغرب حاجز 50 نقطة. في الموسم الماضي، كان المتوسط النهائي 49 نقطة (سبورتنغ كيه سي) و50 نقطة (فانكوفر وايت كابس)، يليهما مجموع 49 نقطة (هيوستون دينامو) و51 نقطة (كولورادو رابيدس) في الفترة السابقة. في الموسم الحالي، أنهى صاحب المركز السادس في «القسم الشرقي» (تورونتو إف سي) مبارياته بـ50 نقطة، بينما بلغ إجمالي نقاط الفريق المناظر له في القسم الغربي 51 نقطة.
من جهتهم، يرى منتقدو قرار توسيع نطاق التصفيات أن المستوى العام لجودة الدوري الأميركي ستتضرر وتعاني من التراجع بسبب هذا القرار. ومع ذلك، فإنه بالنظر إلى النتائج النهائية لكلا القسمين نجد أن هذه المخاوف لم تتحقق على أرض الواقع قط. إضافة لذلك، فإنه من المعروف أن عدد النقاط الأكبر لا يعني بالضرورة معايير أداء أفضل - ومع ذلك كان «أورلاندو سيتي» و«نيويورك سيتي» بحاجة لمزيد من النقاط عن أي فريق آخر مؤلف حديثًا في تاريخ الدوري الأميركي لضمان الدخول للمرحلة النهائية.
والسؤال هنا: هل يستحق أي من الفريقين بعض العون؟ المعروف أن كليهما أنفق أموالاً ضخمة على تكوين الفريق، خاصة في ظل وجود الإيطالي البارع أندريا بيرلو والبرازيلي الشهير كاكا والإنجليزي فرانك لامبارد والإسباني ديفيد فيا بين أعلى 10 لاعبين أجرًا في الدوري الأميركي لكرة القدم.
في الواقع، تحمل كل من «أورلاندو» و«نيويورك سيتي» أعباءً تفوق أي نادٍ آخر مكون حديثًا، ولا ينبغي مطلقًا التقليل من قيمة الجهد المبذول في تجميع عناصر فريق كامل خلال موسم واحد والدفع به في مواجهة فرق أخرى مخضرمة، بغض النظر عن قيمة الأموال المدفوعة لتحقيق ذلك.
في الحقيقة، لو أنه هناك دوري لكرة القدم على مستوى العالم آن له أن يدرك أن الأموال الضخمة والأسماء الكبرى اللامعة لا تصنع دومًا النجاح، فإنه الدوري الأميركي.
وربما لا تكون جميع هذه الجهود السابقة كافية لمنع وقوع تطورات سلبية داخل «استاد يانكي». وإذا صدقت الأنباء المتواترة مؤخرًا، فإن جيسون كريس قد يدفع منصبه ثمنًا للإخفاق في الوصول للتصفيات. والواضح أن هذا النادي الذي تملكه شركة أبوظبي القابضة التي تملك أيضا مانشستر سيتي يسعى للاستعانة بالنجم الفرنسي باتريك فييرا (الذي يعمل في الإدارة الفنية لمانشستر سيتي) كبديل له. ويترأس فييرا، لاعب خط الوسط الفرنسي نجم آرسنال السابق حاليًا وحدة نخبوية داخل «مانشستر سيتي»، النادي الأم في الدوري الإنجليزي الممتاز لـ«نيويورك سيتي».
ولا يخفى على أحد أن ملاك النادي يأملون في نجاح الفريق في المنافسة على أعلى المستويات داخل الدوري الأميركي لكرة القدم، بل وربما يطمحون لتحقيق ذلك هذا الموسم - رغم افتقار هذا الهدف إلى الواقعية. والملاحظ أن «نيويورك سيتي إف سي» بدأ بالفوز في المباريات في منتصف الموسم، ويعود الفضل في ذلك إلى أفضل لاعبيهم، تحديدًا لامبارد وبيرلو، اللذين انضما للفريق من الصيف الماضي. وعليه، فإن معاقبة كريس بفقدانه عمله سيبدو إجراءً قاسيا وظالمًا - خاصة بالنظر إلى تعهد مجموعة «سيتي فوتبول غروب» بالتمسك بمدرب «ريال سولت ليك» سابقًا، على المدى الطويل - لكن هل كان هذا التعهد مشروطًا؟
في المقابل نجد أن مثل هذا الإجراء القاسي غير محتمل داخل «أورلاندو سيتي»، رغم ما يحمله النادي من آمال وطموحات أيضًا. والملاحظ أن أدريان هيث اختار أن يبقي على الجزء الأكبر من فريقه دونما تغيير على امتداد موسم 2015. ومع ذلك، تحدث بجرأة عن الفوز ببطولة الدوري الأميركي لكرة القدم هذا العام. وكشف فلافيو أوغستو دا سيلفا أن النادي يسعى لضم كريستيانو رونالدو لصفوفه، وأصر على أن محاولات إغراء اللاعب البرتغالي بالانضمام للنادي قد تنجح بحيث يشارك مع الفريق في الموسم القادم.
وبصورة عامة يمكن القول إنه رغم المخاوف التي أعرب عنها البعض بخصوص تراجع مستوى التصفيات، فإن الوصول لنهائيات التصفيات أصبح الآن أصعب عن أي وقت مضى. ومع استعداد «أتلانتا يونايتد» و«لوس أنجليس» و«مينيسوتا يونايتد» و«ميامي» للانضمام جميعها للدوري الأميركي لكرة القدم قبل عام 2020. فإن سجل «سياتل ساوندرز» الفائز بالنهائي سيواجه اختبارًا جديدًا.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».