سعود بن علي: طموح الخليجيين لا يتجاوز التفوق على بعضهم بعضاً

نائب رئيس الأولمبية القطرية قال إن تجنيس اللاعبين «شأن سياسي»

الشيخ سعود بن علي («الشرق الأوسط»)  -  نتائج المنتخبات القطرية كانت متواضعة في أولمبياد الخليج الأخير (المركز الإعلامي لألعاب الخليج)
الشيخ سعود بن علي («الشرق الأوسط») - نتائج المنتخبات القطرية كانت متواضعة في أولمبياد الخليج الأخير (المركز الإعلامي لألعاب الخليج)
TT

سعود بن علي: طموح الخليجيين لا يتجاوز التفوق على بعضهم بعضاً

الشيخ سعود بن علي («الشرق الأوسط»)  -  نتائج المنتخبات القطرية كانت متواضعة في أولمبياد الخليج الأخير (المركز الإعلامي لألعاب الخليج)
الشيخ سعود بن علي («الشرق الأوسط») - نتائج المنتخبات القطرية كانت متواضعة في أولمبياد الخليج الأخير (المركز الإعلامي لألعاب الخليج)

دافع الشيخ سعود بن علي، نائب رئيس اللجنة الأولمبية القطرية ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة السلة عن المنهجية التي تتبعها الاتحادات الرياضية الخليجية من خلال تجنيس الرياضيين، مشيرًا إلى أن أغلب دول العالم وفي مقدمتها أميركا وهي دولة عظمى وبها عدد كبير جدا من السكان، تلجأ إلى تجنيس الرياضيين، معتبرًا الحديث المتجدد عن هذا الموضوع هو «تعمق مؤسف في أمور سيادية للدول». وقال بن علي في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن المنتخبات الخليجية سواء في كرة السلة أو بقية الألعاب لن تتطور ما لم ترسم استراتيجية بعيدة المدى لا يكون هدفها الأسمى التفوق على منافسيها من دول الخليج العربي بل أن يرتقي طموحها إلى المنافسة القارية والدولية.
* بداية كيف ترى حصد المنتخب القطري ذهبية بطولة كرة السلة في دورة الألعاب الخليجية الثانية التي اختتمت مؤخرا في الدمام والحصاد الجيد من الميداليات رغم عدم الحضور بكل النجوم في معظم الألعاب؟
- الحقيقة توقعنا أن نحصل على لقب هذه البطولة لأننا المنتخب الأفضل في الخليج ومن أفضل منتخبات القارة بالأرقام وليس مجاملة، وكان حصد ذهبية السلة وكذلك الطائرة وبعض المنافسات من أهدافنا ولم نوفق في لعبة كرة الطائرة ولكن لم نفرط في بطولة السلة، كما أن بعض الألعاب الرياضية حققت المراد منها وحصد الذهب فيما لم توفق بعض الألعاب وبكل تأكيد ستكون مراجعة للفائدة التي تحققت من مشاركة كل لعبة في هذه البطولة والعمل على التطوير في المستقبل. وعموما المنافسة في الدورة وعلى مستوى كل الألعاب كانت متوسطة تقريبا لأن هناك منتخبات لم تحضر بكل قوتها وغابت الكويت ولذا أعتقد أن المنافسة متوسطة في غالبية الألعاب وقوية في بعضها ومتواضعة في البقية وخصوصا الألعاب التي لم تشارك فيها غالبية المنتخبات الخليجية.
* كيف يمكن للرياضة الخليجية أن تتطور، ولنقل في كرة السلة كمثال لكونك خبيرًا ورئيس الاتحاد الآسيوي في هذه اللعبة؟
- المشكلة التي تقف حاجزا أمام تطور المنتخبات الخليجية في كل الألعاب غياب الاستراتيجية الواضحة، وهذا ما عملنا عليه في قطر منذ سنوات وحصدنا وننتظر كذلك حصد الثمار من هذه الاستراتيجية والتخطيط، الحكومة القطرية تدفع مبالغ كبيرة جدا للرياضة وهذا عماد التخطيط والنجاح، هناك مشكلة مهمة في دول الخليج أيضًا وهي أن الطموح يقف في كثير من الأحيان عند التفوق على المنافسين من دول الخليج الأخرى دون طموحات كبيرة على المستوى القاري والدولي.
* كيف ترى وضع المنتخبات الخليجية في لعبة كرة السلة وهل هناك منتخب خليجي قادر على مقارعة كبار آسيا؟
- كانت لدينا آمال كبيرة بأن يكون المنتخب القطري من ضمن المنافسين للوصول إلى أولمبياد ريو دي جانيرو في هذه اللعبة ولكن للأسف تعرضنا لخسارة مفاجئة من منتخب لا يعد من منتخبات النخبة في آسيا والتي يقف على هرمها المنتخب الصيني، وأيضًا المنتخب الإيراني يعتبر ممتازًا ولكن لا يرتقي إلى قوة الصين وأيضًا كوريا الجنوبية تطورت وهناك منتخبات جيدة وتطورت مثل اليابان والفلبين وحتى لبنان عاشت فترات ذهبية ولكنها تراجعت بسبب فقدانها النجوم الكبار وعدم جاهزية اللاعب المجنس بهذا المنتخب، كما أن منتخب قطر من المنتخبات القوية على مستوى القارة ولكن أحيانا يتعرض لنكسة غير متوقعة، وتعتبر منتخبات غرب آسيا مثل لبنان والأردن وسوريا وحتى فلسطين من المنتخبات المتطورة التي تستفيد من بطولات غرب آسيا التي تضم كذلك منتخب إيران.
* الحديث عن التجنيس للاعبين في قطر وفي كل الألعاب يتم تداوله في كل المناسبات وخصوصا في المسابقات الإقليمية، متى ستعتمد قطر بشكل أكبر على اللاعبين المواطنين الأصلين في كل الألعاب الرياضية؟
- غريب جدا تناول أمر تجنيس اللاعبين في قطر وكأن قطر هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بهذه الخطوة، أعتقد أن من المهم أن نستفيد من المقيمين على أراضينا لرفع اسم بلدنا لأنهم يأكلون من خيراتها، حتى السعودية سبق لها تجنيس لاعبين وكذلك البحرين تجنس لاعبين وهناك نية كانت لدى الإمارات لتجنيس لاعبين في كرة السلة تحديدا وفي لبنان يوجد مجنسون، وعلى الصعيد العالمي تعتبر أميركا، وهي دولة عظمى، من الدول التي تجنس لاعبين وكذلك دول أوروبية وحتى آسيوية مثل اليابان والفلبين وغيرهم، أما التركيز على قطر، وهي دولة صغيرة، من الصعب أن تعتمد بشكل فوري على أبنائها بشكل عاجل وكامل لتمثيلها في المناسبات الرياضية وأعتقد أن الحديث عن هذا الموضوع تجاوز ما يستحق.
* ذكرت في ثنايا حديثك أن لديكم هدفًا في تنظيم دورة الألعاب الأولمبية وهي أكبر مناسبة رياضية في كل الألعاب.. هل تعتقد أن قطر مهيأة لذلك وإن كانت قد نجحت في إقناع العالم بتنظيم مونديال 2022؟
- بكل تأكيد قطر مهيأة جدا فهناك استثمارات عالمية كبرى وعلى سبيل المثال ارتفع عدد الغرف الفندقية من 1800 غرفة إلى 24 ألف غرفة حاليا خلال سنوات معدودة والاستثمارات مستمرة والحكومة القطرية تدعم الرياضة بشكل كبير وتعتبرها من أهم المداخيل السياحية وكذلك من أقرب الطرق لتعريف العالم بهذه الدولة الصغيرة في حجمها والكبيرة بقدراتها وإمكانياتها في تنظيم أكبر المناسبات، وكما ذكرت كان من المفترض أن نكون نحن منظمو أولمبياد ريو دي جانيرو لو أن الملف للاستضافة تم تسويقه بشكل أفضل ولكن مساعينا لن تتوقف لتنظيم الأولمبياد بعد أن بتنا الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط الذين نفوز بشرف تنظيم أكبر تظاهرة كروية في العالم ممثلة في مونديال 2022 والذي أكد أن قطر دولة طموحة ومتطورة وقادرة على المواصلة.
* أخيرا لماذا لم تحضر المنتخبات القطرية بكامل نجومها لدورة الألعاب الخليجية الثانية مما جعل غالبية الألعاب تكون دون التطلعات بداية بكرة القدم وكرة اليد وغيرها من الألعاب الجماعية وحتى الفردية؟
- كانت المشاركة في الدورة تمثل أمرا أساسيا لدى المسؤولين القطريين حيث كان هناك حرص على أكبر مستوى على المشاركة والمنافسة والأهم هو المساهمة في إنجاح هذا الحدث، وكان سبب غياب المنتخب القطري الأولمبي الأساسي هو الإعداد للتأهل للأولمبياد المقبل كما أن منتخب كرة اليد الذي حضر يعتبر من فئة الناشئين لأن المنتخب الذي حاز على المركز الثاني في بطولة العالم التي أقيمت قبل أشهر في الدوحة يتم إعداده للوجود في الأولمبياد أيضًا والحال نفسه لعدد من الألعاب المختلفة بل، إن هناك لاعبين في ألعاب القوى سيوجدون بإذن الله بشكل مؤكد في ريو دي جانيرو.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».