روسيا ترسل قائمة من تعتبرهم «معارضة سورية» للشركاء في لقاء فيينا.. وتنتظر الرد

تعريف «الإرهابي» و«المعتدل» عقبة جدية في مسار المباحثات

روسيا ترسل قائمة من تعتبرهم «معارضة سورية» للشركاء في لقاء فيينا.. وتنتظر الرد
TT

روسيا ترسل قائمة من تعتبرهم «معارضة سورية» للشركاء في لقاء فيينا.. وتنتظر الرد

روسيا ترسل قائمة من تعتبرهم «معارضة سورية» للشركاء في لقاء فيينا.. وتنتظر الرد

أعلنت روسيا عن تسليمها قائمة بأسماء من تعتبرهم تنظيمات المعارضة السورية إلى الشركاء في فيينا. وفي حديث لقناة «روسيا - 1»، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، إن بلادها أرسلت قائمة بأسماء مجموعات المعارضة السورية، وإن روسيا تنتظر حاليًا رد الشركاء في محادثات فيينا على القائمة.
وأوضحت زاخاروفا أن «وزارة الخارجية الروسية قامت بواجبها وأعدت قائمة تضم زهاء 40 مجموعة من مجموعات المعارضة السورية وأرسلتها للشركاء»، معتبرة أن «الكرة الآن في ملعبهم» وعليهم الرد على القائمة التي تضم عمليا كل «القوى السليمة»، وفق ما تطلق وزارة الخارجية الروسية على مجموعات المعارضة السورية التي تصنفها بأنها «معتدلة - وطنية - مدنية - علمانية» ويمكن الحديث معها في سياق الحل السياسي.
وتأتي هذه الخطوة من جانب موسكو في إطار مواصلة الجهود الدولية التي انطلقت في لقاء «فيينا - 2» بحضور وزراء خارجية وممثلين عن 19 دولة معنية بشكل أو بآخر بالشأن السوري. وقد اتفق المجتمعون خلال «فيينا - 2» على مبادئ رئيسية لمعالجة الأزمة السورية، منها وقف إطلاق النار بين القوى المتصارعة في سوريا، وعلى أن وقف إطلاق النار هذا لا يشمل الجماعات الإرهابية. كما تضمنت المبادئ دعوة للأمم المتحدة بالعمل على إطلاق الحوار بين الأطراف السورية لإيجاد حل للأزمة. إلا أن لقاءات فيينا كشفت عن الخلافات الموجودة أساسا بين القوى الدولية والإقليمية حول من تعتبره كل من هذه الدول فصيلا من المعارضة السورية، ومن تعتبره أو تصنفه منظمة إرهابية، ولهذا تقوم القوى المشاركة في لقاء «فيينا - 2» بتبادل قوائم تضم أسماء من يعتبرهم كل طرف مجموعات معارضة سورية، للتوافق على قائمة مشتركة يوافق عليها الجميع. وقد انتقدت غالبية قوى المعارضة السورية هذا الأمر واعتبرت أنه يكشف كذب ادعاء بعض القوى في إصرارها على عبارة «على السوريين أن يحددوا مصيرهم بأنفسهم».
وكانت مصادر روسية مقربة من أجواء لقاء فيينا الرباعي يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) الذي جمع وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن خلافات برزت حينها حول التنظيمات أو جماعات المعارضة السورية التي تعتبرها كل من الأطراف «جماعات إرهابية»، ففي حين تصف تركيا بعض المجموعات الكردية المسلحة بأنها إرهابية، تجري روسيا اتصالات مع هذه الجماعات ولا تصنفها على أنها إرهابية. أما في لقاء «فيينا - 2» الموسع والذي انعقد بتاريخ 30 أكتوبر، فلا شك أن الخلافات فيه حول من هو الإرهابي ومن غير الإرهابي في سوريا كانت أوسع بكثير، ذلك أن روسيا ومعها إيران تصنفان غالبية مجموعات المعارضة السورية المسلحة بأنها «جماعات إرهابية»، بينما يصنف العدد الأكبر من الدول المشاركة في لقاء «فيينا - 2» كلا من «داعش» و«جبهة النصرة» فقط على أنهما منظمتين إرهابيتين.
وتأتي هذه التباينات في تحديد من هو «الإرهابي» ومن هو «المعتدل» أو المقبول من جانب الجميع للمشاركة في العملية السياسية في سوريا، لتكشف عن حجم التعقيدات والعقبات التي ستواجهها القوى الإقليمية والدولية في جهودها بغية التوافق على صيغة لإطلاق الحل السياسي في سوريا، الأمر الذي قد يتبلور بوضوح خلال لقاء فيينا المقبل.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.