حزب الإخوان يعترف بانقسام أعضائه في برلمان طرابلس

ميليشيات فجر ليبيا تدعو أنصارها للتحرك بعد اغتيال قائد عسكري من مصراتة

حزب الإخوان يعترف بانقسام أعضائه في برلمان طرابلس
TT

حزب الإخوان يعترف بانقسام أعضائه في برلمان طرابلس

حزب الإخوان يعترف بانقسام أعضائه في برلمان طرابلس

نفى أمس حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، استقالة بعض أعضاء كتلته في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته والموجود في العاصمة طرابلس، لكنه لا يحظى بالاعتراف الدولي.
ومع ذلك، أقر الحزب في بيان أصدره أمس وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بوجود ما وصفه ببعض الاختلافات في وجهات النظر، معتبرا أن هذا شيء طبيعي في ظل الظروف والأزمة التي تمر بها البلاد، ودليل على أن الحزب مؤسسة حية تتفاعل بإيجابية إزاء ما يجري من أحداث.
وأوضح البيان أن قيادة الحزب وأعضاءه يقدرون جهود أعضاء الكتلة، ويدركون حجم الضغوطات التي يواجهونها في سبيل الثبات على مواقف الحزب الداعمة لتشكيل حكومة الوفاق الوطني.
وقال نزار كعوان رئيس المكتب السياسي للحزب إن «الحزب لم يتلق سوى استقالة من عضو واحد فقط ولم تصل أي استقالات أخرى»، مشيرا إلى وجود اختلافات حول المرحلة الانتقالية ومقتل بعض قادة ميليشيات ثورة ليبيا في حادث تحطم طائرة مروحية خارج العاصمة طرابلس الأسبوع الماضي.
من جهتها، أكدت غرفة عمليات فجر ليبيا عبر صفحتها الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مقتل علي المحيشي قائد كتيبة علي بن أبي طالب التابعة لمدينة مصراتة، الذي قالت إنه تعرض لعملية اغتيال، لكنها لم تكشف المزيد من التفاصيل.
ودعت الغرفة من سمتهم بالثوار للتحرك لأن قياداتهم تتعرض يوميا للتصفية من قبل الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وتنظيم الإخوان، على حد تعبيرها.
كما زعمت الغرفة التابعة لميليشيات فجر ليبيا المتطرفة في بيان منفصل، أنه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة تحرير المنطقة الشرقية من إجدابيا إلى أقصي الحدود الليبية المصرية امساعد عن طريق من وصفتهم بأسود فجر ليبيا، وبقيادة صلاح بادي عضو برلمان طرابلس غير المعترف به دوليا.
في المقابل، طالبت غرفة عمليات طرابلس الجهات المختصة بالبحث والتدقيق في أسباب سقوط الطائرة في البحر مقابل الماية غرب مدينة طرابلس.
ودعت الغرفة جميع الأطراف إلى عدم التهور في الدخول في عمليات عسكرية تتسبب في المزيد من الدمار للمدن الليبية وإزهاق المزيد من أرواح الأبرياء ونزوح العائلات.
وفى مدينة بنغازي بشرق البلاد، سقطت قذيفة بالقرب من مقر البحث الجنائي مساء أول من أمس، مما أدى إلى سقوط ضحايا، لم يتم حصرهم وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر عسكري.
إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن مصورا فوتوغرافيا تابعا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) قد تعرض للاختطاف، أمس، في العاصمة طرابلس، وقال مصدر في الوكالة إن عائلة المختطف ترفض الإدلاء بأي معلومات عن ظروف اعتقاله خشية تعرضه لمزيد من الخطر.
وجاءت هذه التطورات، في وقت وافق فيه مجلس الأمن الدولي على تعيين الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر في منصب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا، على الرغم من أنه لم يُعرف متى سيتولى هذه المهمة.
وأخطر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن في رسالة قالت وكالة «رويترز» إنها اطلعت عليها، اعتزامه استبدال المبعوث الحالي برناردينو ليون بكوبلر، ولكن الرسالة لم تحدد متى سيتولى كوبلر هذه المهمة.
وقال دبلوماسي كبير بالأمم المتحدة إنه من المقرر حاليا أن يترك ليون منصبه في السادس من الشهر الحالي، ولكن قد يتم تمديد ذلك إذا حدثت انفراجة مفاجئة في جهود الوساطة التي يقوم بها. وتشهد ليبيا اضطرابات ومواجهة بين حكومتها المعترف بها دوليا وبرلمانها المنتخب وحكومة موازية تسيطر على طرابلس. وتدعم فصائل مسلحة كلا من الجانبين. وبعد مفاوضات استمرت شهورا قدم ليون للجماعات المتناحرة في ليبيا اقتراحا بتشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن المتشددين في الجانبين رفضوا اتفاق اقتسام السلطة ووصلت المحادثات لطريق مسدود.
ودفع الصراع ليبيا إلى حافة الانهيار بعد مرور أربع سنوات على الإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي، حيث أتاحت الفوضى لمقاتلي تنظيم داعش كسب موطئ قدم في البلاد. وقال ليون الأسبوع الماضي إن المشاورات مستمرة مع الطرفين وحذر زعماء الجماعات الصغيرة من عرقلة محاولات تشكيل حكومة وحدة وإبرام اتفاق سلام.
وتولى كوبلر من قبل مهام صعبة في الأمم المتحدة، علما أنه ترأس بعثتها لحفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما عمل أيضا مبعوثا خاصا في العراق ونائبا لممثل الأمم المتحدة في أفغانستان.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.