لجنة «البيان الوزاري» تعقد جلستها الثامنة اليوم و«علاقة المقاومة بالدولة» محور نقاشها

مواقف بالجملة تستنكر رد حزب الله على سليمان

لجنة «البيان الوزاري» تعقد جلستها الثامنة اليوم و«علاقة المقاومة بالدولة» محور نقاشها
TT

لجنة «البيان الوزاري» تعقد جلستها الثامنة اليوم و«علاقة المقاومة بالدولة» محور نقاشها

لجنة «البيان الوزاري» تعقد جلستها الثامنة اليوم و«علاقة المقاومة بالدولة» محور نقاشها

أرخى السجال الأخير بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان وحزب الله على خلفية الموقف من ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» بثقله على ردود الفعل السياسية الصادرة في بيروت في اليومين الأخيرين، وسط مخاوف من أن تساهم هذه المواقف في تأزيم المشهد اللبناني، في وقت لم تتمكن فيه اللجنة الوزارية المكلفة إعداد البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام من إنهاء مهمتها. وبعد سبعة اجتماعات سابقة، تعاود اللجنة اجتماعاتها اليوم من حيث انتهت يوم الجمعة الفائت، أي عند علاقة «سلاح المقاومة بالدولة»، إذ توافق قوى «14 آذار» على تأكيد حق لبنان بمقاومة أي اعتداءات على أرضه وسيادته، على أن تكون الدولة هي المرجعية، وهو ما يلاقي رفض الفريق الآخر.
وفي حين كرر حزب الله أمس تمسكه بإدراج حق «المقاومة» في البيان الوزاري، ووصف نائبه علي فضل الله «المقاومة ودورها وشرعيتها» بأنها «ثابتة الثوابت ودرة البيان الوزاري»، أوضح وزير الصحة وائل أبو فاعور، ممثل كتلة النائب وليد جنبلاط في لجنة البيان الوزاري، أن «هناك إجماعا لدى كل الأطراف على أن لبنان يجب أن لا يكون عاريا في مواجهة إسرائيل، وبالتالي فحق المقاومة حق مجمع ومتفق عليه، وتبقى علاقة هذه المقاومة بالدولة، والصيغة التي بموجبها تعطى حرية الحركة للمقاومة».
وقال أبو فاعور، الذي لعب دورا في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، ما أدى إلى تشكيل حكومة سلام، إن «النقطة الأساسية التي لا تزال مثار جدل في لجنة مناقشة البيان الوزاري هي الموقف من سلاح المقاومة وعلاقته بالدولة وليس من المقاومة ككل». وحذر من أن «استعصاء الاتفاق على البيان الوزاري يقود هذه الحكومة إلى أن تتحول ربما بعد استنفاد المهلة القانونية إلى حكومة تصريف أعمال»، مؤكدا أنه «لا بد من الإسراع في إيجاد صيغ تسوية ولا بد من بعض التقشف من قبل القوى السياسية».
ولا يحدد الدستور اللبناني مهلة لإعداد البيان الوزاري بحد ذاته، لكن الفقرة الثانية من المادة 64 من الدستور تشترط أنه «على الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة 30 يوما من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها»، على أن «لا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة». وكانت حكومة سلام أبصرت النور في 15 فبراير (شباط) الماضي، ما يعني عمليا أن نصف المهلة الدستورية انقضت حتى اليوم من دون إنهاء مسودة البيان، الذي يعد برنامج عمل الحكومة وترفعه إلى البرلمان.
وكان حزب الله أكد بلسان النائب علي فياض أمس: «إننا نخوض النقاش في البيان الوزاري بعقول منفتحة وبإيجابية لكن ليس على حساب الثوابت»، موضحا أنه «في البيان الوزاري لا تهمنا اللغة، بل المضمون»، في حين اتهم نائب الحزب حسن فضل الله الفريق الآخر «بمحاولة التشاطر والتذاكي بإدخال بعض العبارات أو بتقييد المقاومة تحت عنوان مرجعية وإمرة الدولة، وهذا لا يمكن أن يمر».
واعتبر فضل الله، في كلمة خلال حفل تأبيني بجنوب لبنان، أنه «عندما يريد البعض أن يفرض شروطا على البيان الوزاري بتقييد له علاقة بعبارات تضع اليوم المقاومة تحت ما يسمونه مرجعية الدولة، يعني أنهم حسموا الاستراتيجية الدفاعية التي لم نتفق بعد في لبنان عليها، والتي تحتاج إلى حوار وطني من أجل أن ننجزها، وعندها نضع ما نتفق عليه في الاستراتيجية الدفاعية في البيان الوزاري».
في موازاة ذلك، تابع حزب الله هجومه على الرئيس اللبناني، الذي كان دعا قبل ثلاثة أيام الأفرقاء إلى التخلي عن التمسك بـ«المعادلات الخشبية» في البيان الوزاري، في إشارة إلى ثلاثية حزب الله المتمثلة بـ«الجيش والشعب والمقاومة». ورد الحزب في بيان مقتضب أصدره أول من أمس على سليمان بالقول إن «الخطاب الذي سمعناه يجعلنا نعتقد أن قصر بعبدا بات يحتاج فيما تبقى من العهد الحالي إلى عناية خاصة، لأن ساكنه أصبح لا يميز بين الذهب والخشب».
وأكد فضل الله أمس: «إننا نريد رئيسا جديدا للبلاد بمواصفات وطنية تحفظ لهذا البلد عناصر المنعة والقوة فيه، وأن يلتزم بالثوابت الوطنية وأن يبقى على التزامه بالقضايا الأساسية وفي مقدمها قضية المقاومة ومواجهة العدو وحماية البلد».
ولاقى بيان حزب الله سيلا من المواقف المنددة والمتضامنة مع الرئيس اللبناني، فانتقد نائب رئيس البرلمان اللبناني فريد مكاري ما وصفه بـ«التصريحات الانفعالية التي أطلقها حزب الله في حق سليمان». ورأى «أن هذه التصريحات ليست مسيئة إلى شخص الرئيس وإلى مقام الرئاسة فحسب، بل كذلك إلى مناخات التهدئة الإيجابية التي أنتجت ولادة الحكومة».
وفي الإطار ذاته، اعتبرت النائب عن «القوات اللبنانية» ستريدا جعجع أن «تعرض حزب الله لسليمان والنيل من كرامته الشخصية وكرامة موقع الرئاسة هو تطاول مستهجن ويشكل تحديا لجميع اللبنانيين»، معتبرة في بيان أن «استسهال استهداف رئيس الجمهورية بهذا الشكل المخزي لا يوحي بوجود استعداد حقيقي لدى حزب الله لتسهيل إقرار البيان الوزاري وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، بل يعكس حالة ارتباك ورهان على تغييب أي مساءلة ومحاسبة، وبالتالي على رفض أي فرصة للتلاقي في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر بها لبنان، وعلى الاستخفاف بجميع القوى وحتى الوسطية منها التي تسعى وتراهن على الحوار لإقرار البيان الوزاري العتيد».
وأعرب منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل، خلال اتصال أجراه بسليمان، عن تأييده للمواقف الوطنية التي يتخذها سليمان وتضامنه التام معه في وجه الحملة غير المنصفة التي يتعرض لها.
وقال وزير العمل سجعان قزي إن «قصر بعبدا بحاجة فعلا إلى عناية والتفاف ومساندة لأن هذا القصر يرمز إلى أعلى سلطة دستورية في لبنان»، معتبرا أن «الالتفاف حول سليمان يجب أن يكون حقيقيا وليس خشبيا».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.