اللحوم الحمراء والمصنعة.. وعلاقتها بالإصابات السرطانية

مراجعات شاملة للأدلة العلمية تصنف الأنواع المعالجة صناعيًا كمادة مسرطنة للبشر

اللحوم الحمراء والمصنعة.. وعلاقتها بالإصابات السرطانية
TT

اللحوم الحمراء والمصنعة.. وعلاقتها بالإصابات السرطانية

اللحوم الحمراء والمصنعة.. وعلاقتها بالإصابات السرطانية

تحت عنوان «دراسات تقييم استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المُصنعة»، عرضت منظمة الصحة العالمية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي نتائج مراجعة «الوكالة الدولية لأبحاث السرطان» International Agency for Research on Cancer (IARC) لتقييم مدى احتمالات التسبب بالسرطان لتناول كل من اللحوم الحمراء، واللحوم المُصنعة Processed Meat (المعالجة صناعيا) ضمن أنشطة «برنامج الوكالة الدولية للدراسات» IARC Monographs Programme.
وقال التقرير الإخباري للمنظمة العالمية إن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان شكلت مجموعة عمل مكونة من 22 خبيرًا من 10 دول لإجراء مراجعات مستفيضة لمجمل الدراسات العلمية حول اللحوم الحمراء واللحوم المُصنعة. ولاحظ التقرير أن تناول اللحوم يختلف فيما بين دول العالم ليتراوح ما بين عدد قليل من الناس يتناولون اللحوم الحمراء، إلى 100 في المائة من الناس يتناولونها، وأن نسبة أقل تتناول اللحوم المُصنعة، هذا مع العلم، وكما أشار التقرير، أن نحو نصف كمية اللحوم المستهلكة عالميًا هي على هيئة لحوم مصنعة وليست لحوما بهيئتها الطبيعية.

عوامل سرطانية محتملة ومؤكدة

وذكر التقرير أنه بخصوص اللحوم الحمراء فإن نتائج المراجعات العلمية تُصنف اللحوم الحمراء على أنها «عامل مُحتمل التسبب بالسرطان لدى البشر» أي ضمن مجموعة «المجموعة الثانية إيه «Group 2A، وذلك بناء على محدودية توفر الأدلة العلمية التي تدل على أن تناول اللحوم الحمراء يتسبب بالإصابات السرطانية لدى البشر مع توفر أدلة آلية قوية strong mechanistic evidence تدعم هذا التأثير المسرطن. ويضيف التقرير أن هذه النتيجة تم التوصل إليها على وجه الخصوص في ادعاءات احتمالات تسبب تناول اللحوم الحمراء بالإصابة بسرطان القولون وسرطان البنكرياس وسرطان المثانة.
وبالمقابل، وفي توضيح علمي دقيق، ذكر التقرير أن اللحوم المصنعة تُصنف كمادة مسرطنة للبشر، أي ضمن المجموعة الأولى Group 1. وأضاف التقرير أن ثمة ما يكفي من الأدلة العلمية على البشر للإفادة الصريحة أن تناول اللحوم المصنعة يتسبب بسرطان القولون. وكونه في هذا التصنيف، فإن اللحوم المُصنعة شبيهة في خطورتها بتدخين سجائر التبغ وبمادة الأسبيستوس asbestos.
وخلصت لجنة الخبراء إلى أن تناول كمية 50 غراما من اللحوم المُصنعة بشكل يومي يرفع احتمالات الإصابة بسرطان القولون تحديدًا بنسبة 18 في المائة. وهو ما يعني بلغة ترجمة الحقائق الطبية حول احتمالات الإصابات أنه «احتمال صغير»، ذلك أن احتمالات إصابة الرجل بسرطان القولون طوال عمره في عموم الناس هي 4.8 في المائة أي إصابة رجل واحد من بين كل 21 رجلا، والارتفاع بنسبة 18 في المائة لاحتمالات الإصابة بسرطان القولون جراء تناول كمية 50 غراما من اللحوم المُصنعة يعني ارتفاع نسبة الاحتمال إلى 5.6 في المائة، أي رجل من بين كل 18 رجلا.
وعلق الدكتور كيرت ستريف، رئيس برنامج الوكالة الدولية للدراسات بالقول: «بالنسبة للأشخاص، فإن خطر الإصابة بسرطان القولون نتيجة تناولهم اللحوم المُصنعة هو خطر قليل ولكن هذا الخطر يرتفع بارتفاع كمية اللحوم المصنعة المتناولة، وبالنظر إلى العدد الكبير من الناس الذين يتناولون اللحوم المُصنعة فإن التأثير العالمي على الإصابات السرطانية هو مهم في الشأن الصحي العام».

مراجعات علمية

وكانت مجموعة العمل التي تولت تناول موضوع اللحوم في برنامج الوكالة الدولية للدراسات قد راجعت أكثر من 800 دراسة علمية فحصت العلاقة بين أكثر من دزينة لأنواع الإصابات السرطانية وبين تناول اللحوم الحمراء واللحوم المُصنعة في مختلف دول العالم المختلفة في أنواع الأطعمة المحلية فيها، وخاصة الدراسات الواسعة التي تم إجراؤها خلال السنوات العشرين الماضية. وعلق الدكتور كريستوفر واليد، مدير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان بالقول: «النتائج تدعم النصيحة الطبية الحالية بتقليل تناول اللحوم، وفي نفس الوقت تجدر ملاحظة أن اللحوم الحمراء لها قيمتها الغذائية، ولذا فإن النتائج مهمة لتصميم التوازن بين فوائد ومخاطر تناول اللحوم الحمراء واللحوم المُصنعة على هيئة إرشادات تغذية». كما علق الدكتور ديفيد كاتز، مؤسس مركز جامعة يال لبحوث الوقاية بالقول: «هم، أي الباحثون في هذه اللجنة، الأكثر معرفة بالموضوع، ونحن دومًا ننصح بتقليل تناول اللحوم المُصنعة منذ وقت طويل».
وعرّف التقرير اللحوم الحمراء بأنها جميع أنواع لحوم الحيوانات الثديية مثل البقر والعجل والغنم والحصان والضأن وغيرها. وعرّف في نفس الوقت اللحوم المُصنعة بأنها أنواع اللحوم التي تم تحويلها من خلال عملية التمليح والتخمير والتدخين أو أي وسائل صناعية أخرى نحو لحوم تتميز بالطعم أو تحسين فرص الحفظ، ومن أمثلتها الـ«هوت دوغز» والسلامي واللحوم المعلبة وغيرها كثير.

برنامج الدراسات

ويهدف «برنامج الوكالة الدولية للدراسات» إلى التعرف وتقييم الأسباب البيئية المسببة للسرطان في الإنسان، وحتى اليوم قام البرنامج بمراجعة 900 عامل أو مادة، وتسمى Agents. والعوامل والمواد التي تتم مراجعة علاقتها بالتسبب بالسرطان للإنسان قد تكون مواد كيميائية (مثل الفورمالديهايد)، أو مخاليط معقدة (مثل تلوث الهواء)، أو التعرض المهني (على سبيل المثال العمل في إنتاج فحم الكوك)، أو العوامل الفيزيائية (مثل الإشعاع الشمسي)، أو عوامل بيولوجية (مثل فيروس التهاب الكبد B)، أو العادات الشخصية (مثل تدخين التبغ).
وتعمل وكالة IARC مع الخبراء الطبيين الدوليين لتحديد الأولويات من بين المواد أو العوامل التي يشتبه في تسببها بالسرطان، استنادا إلى توافر الأدلة العلمية على السرطنة ومدى تعرض الناس لهذه المواد أو العوامل، وبالتالي يمكن أن تعطى الأولوية في البحث والدراسة لمجموعة واسعة من العوامل أو المواد ذات التأثيرات المختلفة على الصحة العامة.
وعلى سبيل المثال، فإن تلوث الهواء له تأثير كبير على الصحة العامة لأن الجميع يتعرض له، حتى إذا كانت مستويات التعرض له منخفضة بالعموم، ومن ناحية أخرى، فإن التعرض المهني، مثل ذلك الذي ينطوي على التعرض لكلوريد الفينيل قد يكون مرتفعًا جدًا، وبالتالي يمكن أن يكون لها تأثير ملحوظ حتى لو تعرض له عدد قليل جدا من العمال.
ويتم التقييم من قبل فريق عمل من الخبراء الدوليين المستقلين. ويقوم الخبراء بإعداد الوثائق مقدمًا بالاستناد إلى الأدلة العلمية المتاحة، ثم في وقت لاحق يجتمعون لمدة ثمانية أيام بمقر IARC في ليون، للمناقشة ووضع اللمسات الأخيرة على مسودة قرار تقييمهم ما إذا كان عامل أو مادة معينة تتسبب بالسرطان. وخلال هذه الاجتماعات تجري مراجعة نقدية للأدلة العلمية وفقا لمعايير صارمة، والتي تركز على تحديد قوة الأدلة المتاحة حول تقييمهم ما إذا كان عامل أو مادة معينة تتسبب بالسرطان حيث يعمل خبراء في مجموعات فرعية على إجراء مراجعة نقدية لأربعة أنواع من البيانات:
* الحالات والظروف التي يتعرض لها الناس لهذا العامل أو المادة
* الدراسات الوبائية على السرطان لدى البشر المعرضين لهذا العامل أو المادة
* الدراسات التجريبية على السرطان في الحيوانات المختبرية عند تعرضها لهذا العامل أو المادة
* دراسات كيفية نشوء وتطور السرطان حال التعرض لهذا العامل أو المادة.

فئات نتائج التقييم

وخلال الجزء الثاني من الاجتماع، يلتقي الفريق العامل بأكمله معا لمناقشة التقييمات الفرعية والجمع بين هذه إلى التقييمات في تقييم شامل حول تسبب هذا العامل أو المادة في السرطان لدى البشر.
التفريق بين خطر وخطر
وثمة جانب على درجة بالغة من الأهمية في ترجمة وتفسير وفهم مثل هذه التصنيفات من قبل العاملين في الأوساط الطبية وأيضًا من قبل عموم الناس، وهو الفرق بين كلمتين مختلفتين بالإنجليزية ولكن غالبية المعاجم الإنجليزية تخلط بينهما وهما كلمة Risk وكلمة Hazard، وكلاهما يُترجم بكلمة «خطر». ولذا يقول: «برنامج الوكالة الدولية للدراسات» أن التمييز بين كلمة Risk وكلمة Hazard هو المهم، (كلمة Hazard وفق المعجم الإنجليزي - خطر محدق أو داهم لا يمكن تجنبه، حتى وإن كان متوقعا في الغالب. أما كلمة Risk فهي: فرصة محتملة لوقوع الخطر –المحرر).
ويعتبر العامل المقصود خطر hazard للإصابة بالسرطان إذا كان قادرًا على التسبب في السرطان في بعض الظروف. بينما يقيس خطر Risk احتمال أن السرطان سيحدث، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى التعرض لهذا العامل. وبرنامج الدراسات يحدد المخاطر السرطانية cancer hazards حتى عندما تكون المخاطر RISKS منخفضة جدا مع الأنماط المعروفة في استخدام أو التعرض.
ووفق نشرات المركز الكندي للصحة المهنية والسلامة فإن خطر risk هو فرصة أو احتمالات أن يتضرر المرء أو تصيبه تأثيرات صحية سلبية نتيجة التعرض إلى خطر Hazard، بينما خطر hazard هو أي مصدر محتمل التسبب بالضرر الصحي أو غير الصحي. ويُعطي مثالاً لخطر risk الإصابة بالسرطان جراء التدخين بأن المُدخن أكثر احتمالاً بمقدار 12 ضعفا للوفاة بسبب الإصابة بسرطان الرئة مقارنة بغير المدخن، بينما مخاطر hazards التدخين المحتملة تعبر عن العواقب السلبية المحتملة التي تشمل سرطان الرئة وانتفاخ الرئة وأمراض شرايين القلب والدماغ وسرطان المثانة وغيرها الناجمة عن التدخين. ولذا فإن خطر risk يُقدر باعتبار كم تعرض المرء لخطر hazard هذا العامل وكيف تعرض له وما شدة الأضرار تحت ظروف التعرض له.
وكذا الحال عند النظر إلى ميكروب السل باعتباره «عامل خطورة حيويا» Hazardous Biological Agent، بينما احتمالات إصابة إنسان ما بخطر risk مرض السل تعتمد على عوامل أخرى إضافة إلى التعرض لميكروب السل.
وعليه فإن «برنامج الوكالة الدولية للدراسات» يُقيم مخاطر hazards السرطان للتعرض لعامل ما ولا يقيس المخاطر risks المرتبطة لتعرض إنسان ما لهذا العامل، وعلى هذا الأساس تُفهم وتُترجم وتُقرأ نتائج هذا التقرير.

تصنيف المواد المسرطنة وفق خطورتها

* ويُعتمد تصنيف المواد المسرطنة ضمن عدة مجموعات، وتدل نتائج هذا التصنيف على وزن الأدلة حول ما إذا كانت مادة أو عامل معين قادرًا على التسبب في السرطان وهو ما يُسمى تقنيًا عامل خطورة قد تحصل نتيجة تعرض البشر له. والمجموعات هي:
* المجموعة الأولى: مادة أو عامل مسرطن للإنسان. ويتم استخدام هذه الفئة عندما يكون هناك أدلة كافية على السرطنة في البشر. وبعبارة أخرى، هناك دليل مقنع على أن العامل يسبب السرطان. وعادة ما يستند التقييم على الدراسات الوبائية التي تبين نشوء وتطور الإصابة بالسرطان في البشر عند التعرض لخطر هذا العامل أو أدلة كافية على السرطنة في حيوانات التجارب التي تدعمها أدلة قوية لدى أبناء البشر المعرضين لهذا العامل.
* المجموعة الثانية: وتشمل هذه الفئة عوامل تجمعها وجود مجموعة من الأدلة في التسبب بالسرطان لدى البشر وحيوانات التجارب، في جانب منها أدلة إيجابية ولكنها ليست قاطعة في التسبب بالسرطان في البشر، وفي الجانب الآخر أدلة غير متوفرة على البشر ولكن هناك أدلة كافية على السرطنة في حيوانات التجارب. ولذا توجد في المجموعة الثانية فئتان فرعيتان، المجموعة الثانية إيه A وتشمل عوامل تُصنف على أنها «ربما مسرطنة للبشر» ويتم استخدام هذه الفئة عندما يكون هناك دليل محدود حول التسبب بالسرطان في البشر وأدلة كافية على السرطنة في حيوانات التجارب. أما المجموعة الثانية بي، فتشمل عوامل «ربما مسرطنة للبشر» بناء على أدلة محدودة حول التسبب بالسرطان لدى البشر وأدلة أقل من كافية على السرطنة في حيوانات التجارب. بمعنى أن الأدلة حول إثبات التسبب بالسرطان في البشر غير كافية ولا تسمح بالاستنتاجات التي يمكن استخلاصها على السرطنة في البشر.
* المجموعة الثالثة: وتشمل عوامل ليست مصنفة كمادة مسرطنة للبشر. ويتم استخدام هذه الفئة الأكثر شيوعا عندما تكون الأدلة على السرطنة غير كافية في البشر وعدم كفاية أو محدودية الأدلة العلمية في حيوانات التجارب. ومعنى أدلة محدودة في حيوانات التجارب يعني أن المعلومات المتاحة تشير إلى وجود تأثير مسرطن لكن ليست قاطعة.
* المجموعة الرابعة: عوامل ربما ليست مسرطنة للبشر ولا حيوانات التجارب.

* استشارية في الباطنية



آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
TT

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة
التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي» الذي يقام تحت رعاية أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، تحت عنوان «جودة العلاج القائم على البحث العلمي والابتكار»، الذي تنظمه كل من جامعة المستقبل وجامعة الملك عبد العزيز، وتستمر فعالياته خلال يومي السبت والأحد في مركز الملك خالد الحضاري ببريدة.

أهداف المؤتمر

ضمن لقاءات حصرية لملحق «صحتك» بـ«الشرق الأوسط»، أوضح الدكتور محمد صالح الشتيوي رئيس جامعة المستقبل رئيس المؤتمر - أن المؤتمر العالمي السادس للجودة والطب النبوي القائم على الأدلة يحمل شعار «آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي لتحسين حلول الرعاية الصحية وجودة الحياة ومستقبل صناعة الأدوية»، وأنه يوفر منصة مبتكرة وشاملة لعرض أحدث الأبحاث والتطورات المتعلقة بمفاهيم العلاج والوقاية والتشخيص والتعامل مع مختلف الأمراض، باعتبارها نهجاً شاملاً لتحسين جودة الحياة.

شعار المؤتمر

وعن أهداف المؤتمر، صرحت لـ«صحتك» الأستاذة الدكتورة سعاد خليل الجاعوني نائبة رئيس المؤتمر - رئيسة اللجنة العلمية - مديرة الكرسي العلمي لتطبيقات الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، بأن المؤتمر «السادس» يهدف إلى تقديم رؤية شاملة للأبحاث العلمية المبتكرة وبراءات الاختراع، وتطبيقاتها، وتأثيرها على رفع مستوى الصحة وتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى الاستفادة من هذه الأبحاث في دعم صناعة الأدوية لتحقيق اقتصاد حيوي ومستدام.

وأضافت أن هذا المؤتمر يُعد من أهم المؤتمرات البحثية، حيث يستضيف أكثر من 52 طبيباً وباحثاً وعالماً متميزاً من 34 جامعة محلية ودولية. كما يمثل فرصة كبيرة ومرجعاً قيماً للباحثين وطلاب الدراسات العليا للاستفادة من خبرات هؤلاء العلماء. وسيتم عرض أكثر من 200 ورقة بحثية منشورة في مجلات علمية معتمدة و13 براءة اختراع. وسيغطي البرنامج مواضيع متعددة لتحسين جودة الحياة.

وصرح الدكتور سليم بن صالح السليم، مساعد رئيس الجامعة للبحث العلمي وخدمة المجتمع، جامعة المستقبل - رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر - بأن المؤتمر يعمل على رفع الوعي الصحي من خلال الأبحاث العلمية في مختلف المجالات والتخصصات الطبية، ويهتم بتعزيز استراتيجيات تطوير ثقافة البحث الابتكاري باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك توزيع جوائز لأفضل الباحثين. وسيتم مناقشة الرؤية المستقبلية للاستفادة من الأبحاث المبتكرة وبراءات الاختراع لاكتشاف الأدوية، وصولاً إلى اقتصاد حيوي مستدام، تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال البحث العلمي.

أبرز الدراسات والابتكارات العلمية

* اكتشاف تراكيب جديدة مشتقة من الإبل. يستعرض، في المؤتمر، البروفسور أ.د. شاكر موسى، أستاذ علم الصيدلة ومؤسس شركة نانو فارماسيوتيكالز في نيويورك، خبرته في تطوير جزيئات نانوية من منتجات طبيعية مثل الشيتوزان المشتق من الفطر والمحار، وحليب الإبل، ولاكتوفيرين لتطوير أدوية فعالة، بما في ذلك منتجات مثل تمر العجوة، والمسك، والحبة السوداء.

كما يستعرض تطوير أدوية مبتكرة مستوحاة من مكونات الإبل لعلاج الأمراض المزمنة، كتطوير هيبارين منخفض الوزن الجزيئي وغير مضاد للتخثر لعلاج فقر الدم المنجلي، والذي أثبت فعالية أعلى من العلاجات التقليدية بفضل آليات عمله المتعددة. يعمل هذا الدواء كمضاد للمنجلية ومضاد للتخثر، مما يساهم في منع أو حل أزمات الخلايا المنجلية بشكل سريع.

كما أظهر دمج الجزيئات متناهية الصغر من الهيبارين ولاكتوفيرين الموجود في حليب الإبل توافراً حيوياً عالياً عند الاستخدام الفموي، مما يعزز فاعليته في علاج الخلايا المنجلية والسرطان والأمراض الالتهابية والمعدية.

* الذكورة والأنوثة بين التصحيح والتغيير. يقدم البروفسور أ.د. ياسر صالح جمال، استشاري وأستاذ الجراحة العامة وجراحة الأطفال جامعة الملك عبد العزيز - في المؤتمر استعراضاً للفروق بين تصحيح الجنس وتغيير الجنس، مع تقديم تعريف دقيق لكل منهما وتسليط الضوء على الآثار المترتبة عليهما. كما سيوضح الرؤية الإسلامية تجاه كلا المفهومين، مدعومة بالأدلة المستمدة من النصوص الشرعية والمبادئ الإسلامية، مع تسليط الضوء على الموقف الشرعي لهذه القضايا الدقيقة، وتوفير تحليل شامل للأسباب التي تبرر الرؤية الإسلامية وتدعمها.

* الطب النبوي والطب التجديدي: رؤية جديدة في العلاج. تستعرض البروفسورة أ.د. صباح صالح مشرف، استشارية وأستاذة الجراحة التجميلية وباحثة في الكرسي العلمي للتطبيقات العلاجية في الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز، خلاصة خبرتها السريرية الممتدة لأكثر من 14 عاماً في علاج التهاب المفاصل المزمن باستخدام الحقن داخل المفصل لميكروغرافت الدهون الذاتية التي تحتوي على الخلايا الجذعية، التي أثبتت فعاليتها كعلاج تجديدي يساهم في تحسين الحالات المزمنة وإصلاح الأنسجة التالفة، مع تعزيز قدرات الجسم الطبيعية في الشفاء وتجديد الأنسجة، وبأقل تدخل جراحي ممكن.

الطب النبوي يبرز كونه مصدر إلهام لهذه الأساليب، حيث يشير إلى وجود خلايا جذعية في الأنسجة الدهنية، مثل شحم ذيل الأغنام الذي استخدم لعلاج عرق النسا. كما يُذكر وجود هذه الخلايا في حليب الأم، إضافة إلى تسليط النصوص النبوية الضوء على الإعجاز في خلق الإنسان من عظمة العصعص (العجز).

تقدم هذه التجربة نموذجاً عملياً يدمج بين التراث النبوي والطب الحديث، مما يفتح آفاقاً جديدة للعلاج ويعزز من فهمنا للعلاقة بين العلوم الحديثة والممارسات النبوية التقليدية.

قيمة التمور ومياه زمزم الطبية

* التمر: كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة. تقدم البروفسورة أ.د. سعاد خليل الجاعوني، أستاذة أمراض الدم والأورام وأمراض دم الأطفال بكلية الطب، ومديرة الكرسي العلمي لتطبيقات الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز، تحليلاً شاملاً للبيانات المتعلقة بالقيمة الغذائية والطبية للتمور وبذورها.

تحتوي التمور على مجموعة واسعة من المغذيات الهامة مثل الفيتامينات، والأحماض الأمينية، والألياف، والمعادن، مما يمنحها خصائص دوائية واعدة. تشمل هذه الخصائص مضادات الأكسدة، ومضادات الالتهاب، ومضادات السكري، وخصائص مضادة للميكروبات والسرطان، بالإضافة إلى دورها في حماية الكبد، والكلى، والجهاز العصبي.

تشير نتائج الدراسات إلى أن نخيل التمر يُعد حجر الزاوية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية المستدامة. كما أن القيمة الغذائية والخصائص الدوائية للتمور تدعم تطوير أغذية وظيفية ومكملات غذائية تعزز الصحة العامة. علاوة على ذلك، يمكن أن تُستخدم مستخلصات التمور كمكونات طبيعية بديلة للأدوية الصناعية، مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج العديد من الأمراض بطرق آمنة وفعالة.

* حقائق طبية وعلمية عن ماء زمزم مبنية على الأدلة. سيقدم البروفسور أ.د. حامد متولي قسم الأحياء، كلية العلوم التطبيقية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة - في المؤتمر خريطة علمية متكاملة لمعرفة أثر ماء زمزم الوقائي والعلاجي في الإنسان والحيوان والنبات. حيث أثبتت التجارب المختبرية الأولية أن المستخلصات الطبيعية المنتجة باستخدام ماء زمزم كمذيب للمواد الفعالة قد أعطت مؤشرات ونتائج واعدة لفاعلية هذه المستخلصات الطبيعية وزيادة في قدرتها العلاجية. يتوقع فريق الدراسة إضافة مساهمة كبيرة للمجتمع البحثي في مجال المستخلصات الدوائية من منتجات طبيعية باستخدام ماء زمزم والمتفردة فيه المملكة العربية السعودية، مما يزيد من فرص الاستثمارات في هذا المجال لإنتاج مركبات دوائية عالية الكفاءة العلاجية.

* دور العلاج بالحجامة الرطبة في إزالة السموم من المعادن الثقيلة. ستقدم الدكتورة زهرة خليفة، استشارية طب الأسرة، دكتوراه في البيئة والتنمية المستدامة - مملكة البحرين - في المؤتمر عرضاً عن تأثير المعادن الثقيلة على صحة الإنسان، مع تقييم الأدلة المتوفرة حول فعالية العلاج بالحجامة الرطبة كاستراتيجية محتملة لإزالة السموم، حيث تعتمد أساليب إزالة السموم التقليدية بشكل رئيسي على التدخلات الغذائية والطبية.

إن التلوث بالمعادن الثقيلة الناتج عن التلوث البيئي يشكل تهديداً كبيراً لصحة الإنسان. تتراكم المعادن الثقيلة مثل الرصاص، والكادميوم، والزئبق، والزرنيخ في الجسم عبر الجهاز التنفسي، أو الطعام، أو التعرض المباشر. ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه العناصر السامة إلى مشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك اضطرابات الجهاز العصبي، والكلى، والنمو.

* دور العلاج بالحجامة الرطبة في تخفيف الألم. سيقدم الدكتور محمد سعد المحياوي، أستاذ مشارك واستشاري علم الالتهابات والمناعة، بكلية الطب، جامعة الملك عبد العزيز - في المؤتمر دراسة محكمة لتقييم فوائد الحجامة الرطبة على تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة. خلصت الدراسة إلى أن الحجامة الرطبة يمكن اعتبارها علاجاً تكاملياً وفعّالاً لتخفيف الألم وتحسين حياة المرضى، ما يعزز من دورها بوصفها خياراً طبياً شاملاً للمرضى الذين يعانون من الألم المزمن.

تطوير جزيئات نانوية من منتجات طبيعية مثل الشيتوزان المشتق من الفطر والمحار وحليب الإبل

قوة الصمغ العربي

* القوة الطبيعية للصمغ العربي: تعزيز الصحة وطول العمر. تستعرض البروفسورة أ.د. أميمة صابر، خبيرة أمراض الجهاز الهضمي والكبد للأطفال بجامعة الخرطوم، أهمية الصمغ العربي كبريبايوتك طبيعي لتعزيز الصحة وطول العمر. ويُعد الصمغ العربي البريبايوتك الطبيعي الوحيد المعروف، وقد اعترفت بسلامته إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

تشمل فوائده الصحية تقليل مخاطر أمراض القلب، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، وإدارة الوزن، وعلاج أمراض الكلى المزمنة، والسكري، والحساسية الغذائية، والعدوى. يعزز الصمغ العربي صحة الأمعاء ويحسن المناعة، مما يجعله غذاءً وظيفياً أساسياً.

تعتمد التوصيات على أبحاث حول تكوين الصمغ العربي، توزيعه، ودوره في مواجهة أمراض نمط الحياة الناتجة عن التلوث البيئي والجيني. استخدمه سكان أفريقيا الأصليون لعقود لتحسين الصحة وإطالة العمر، مما يبرز قيمته بوصفه علاجاً طبيعياً مبتكراً.

* تأثير الثيموكينون على تكوين الأسنان. تقدم الدكتورة هنادي عبد الله الوافي استشارية أسنان الأطفال بكلية البترجي الطبية بجدة - في المؤتمر نتائج الدراسة التي تثبت تأثير الثيموكينون (TQ)، المكون النشط في الحبة السوداء (Nigella sativa)، على تكوين الأسنان (Odontogenesis) في خلايا لب الأسنان البشرية الطبيعية. وتهدف الدراسة إلى تقييم تأثير الثيموكينون على كفاءة ارتباط الخلايا، ومعدل تكاثرها، وتكوين الأسنان من خلال قياس نشاط إنزيم الفوسفاتيز القلوي (ALP) ومستوى تعبير بروتين السيالوبروتين الخاص بالعاج (DSP).

* تأثير زيت الحبة السوداء على أعراض «كوفيد - 19» الخفيفة. سيقدم الدكتور عبد الرحمن عماد كوشك، أستاذ مشارك في العقاقير والطب النباتي قسم المنتجات الطبيعية والطب البديل كلية الصيدلة، جامعة الملك عبد العزيز بجدة - في المؤتمر دراسة أجريت في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز، استهدفت تقييم فعالية زيت الحبة السوداء في تسريع التعافي من «كوفيد - 19» الخفيف. أظهرت النتائج أن نسبة التعافي في المجموعة العلاجية بلغت 70 في المائة، مقارنة بـ45 في المائة في المجموعة الضابطة، مع وقت تعافٍ أقصر (9.9 يوم مقابل 11.6 يوم). احتاج 3 مرضى من المجموعة الضابطة إلى دخول المستشفى مقارنة بمريض واحد في المجموعة العلاجية. خلصت الدراسة إلى أن زيت الحبة السوداء يعزز التعافي ويقلل احتمالية دخول المستشفى، مما يدعم إمكانيته كونه علاجاً داعماً فعالاً لـ«كوفيد - 19» الخفيف.

وهكذا، فإن المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي يُعد منصة استثنائية تجمع بين الأصالة والابتكار، حيث تسلط الضوء على حلول علمية مبتكرة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة، مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الأمراض ودعم التنمية المستدامة.

* استشاري طب المجتمع.