الأمطار توقف العمليات العسكرية في الأنبار

الأمطار توقف العمليات العسكرية في الأنبار
TT

الأمطار توقف العمليات العسكرية في الأنبار

الأمطار توقف العمليات العسكرية في الأنبار

تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت بشكل مستمر في الأنبار وباقي مدن العراق في غرق مناطق واسعة كانت مسرحا للصراع في الأنبار، بتوقف كامل للعمليات العسكرية، بينما تسببت الأمطار والرياح العالية باقتلاع وغرق مخيمات النازحين من أهالي المحافظة.
وأعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي، أمس، النفير العام لكوادر المحافظة لإغاثة النازحين داخل الأنبار وخارجها، فيما طالب الحكومة والمجتمع الدولي بالوقوف مع المتضررين. وقال الراوي، إن «الحكومة المحلية في محافظة الأنبار أعلنت النفير العام لإغاثة النازحين داخل الأنبار وخارجها وتوفير الملاذات الآمنة لهم، وأطالب المجتمع الدولي والحكومة المركزية بالوقوف صفًا واحدًا مع المتضررين من الظروف المناخية التي يشهدها العراق، ونقوم الآن بالتنسيق مع الحكومة المركزية والحكومات المحلية الأخرى ببقية المحافظات، في إغاثة جميع المخيمات التي تضررت بسبب الأمطار ونقل النازحين إلى ملاذات آمنة».
وأضاف الراوي أن «موجات النزوح المتكررة التي تشهدها مدن الأنبار، مع كل ظرف أمني ومناخي، هي كارثة إنسانية متجددة تتطلب وقفة حقيقية معهم حيث إنهم الفئة التي أمست الأشد ضررًا على مستوى العراق». وطالب الراوي الحكومة المركزية بـ«ضرورة إطلاق موازنة الأنبار التي سبب عدم إطلاقها إرباكا كبيرا في الملف الخدمي والإنساني»، مجددًا في ذات الوقت دعوته لقائد عمليات بغداد الفريق عبد الأمير الشمري بضرورة فتح معبر بزيبز أمام النازحين، للمأساة التي أضافها على كاهلهم في ظل ظروف مناخية وإنسانية صعبة.
ودعا محافظ الأنبار الشعب العراقي أجمع إلى الوقوف صفًا واحدًا تجاه ما يتعرض له نازحو الأنبار، الذين باتوا بين إجرام عصابات داعش ومأساة نزوحهم المتجددة.
وفي السياق ذاته، أعلن مجلس محافظة الأنبار عن حدوث دمار كبير بمخيمات النازحين في عامرية الفلوجة وجسر بزيبز ومخيمات الحبانية بسبب هطول الأمطار الغزيرة التي اجتاحت المنطقة، فيما أكد أن حكومة الأنبار المحلية شرعت بحملة إيواء عاجلة للعائلات النازحة.
وقال عضو مجلس المحافظة راجح بركات، إن «موجة الأمطار الغزيرة التي اجتاحت مخيمات النازحين في ناحية عامرية الفلوجة ومخيم بزيبز والحبانية سببت دمارًا كبيرًا وغرق المخيمات»، مبينًا أن «حكومة الأنبار المحلية شرعت بحملة إيواء عاجلة للعوائل النازحة».
وأضاف بركات أن «الدمار الذي لحق بمخيمات النازحين في الأنبار لم يسجل فيه أي حالات وفاة أو جرحى وما ينفذ من عمليات إيواء وإسناد للعوائل النازحة في المخيمات دون المستوى وهي حلول ترقيعية». وكانت هيئة الأنواء الجوية توقعت، أمس، استمرار تساقط الأمطار في عموم البلاد مع انخفاض في درجات الحرارة في المناطق الوسطى والشمالية، فيما أكدت أن العاصمة بغداد تصدرت مناطق العراق في كميات الأمطار المتساقطة خلال الـ24 ساعة الماضية.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.