إسرائيل تقتل فلسطينيين اثنين في الخليل وتغلق البلدة القديمة

مواجهات في الضفة قبل يوم واحد من جمعة «الغضب لشهداء الخليل»

شابان فلسطينيان يقذفان الحجارة من {نقيفتين} على قوات الاحتلال خلال اشتباكات في مدينة الخليل (أ.ف.ب)
شابان فلسطينيان يقذفان الحجارة من {نقيفتين} على قوات الاحتلال خلال اشتباكات في مدينة الخليل (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تقتل فلسطينيين اثنين في الخليل وتغلق البلدة القديمة

شابان فلسطينيان يقذفان الحجارة من {نقيفتين} على قوات الاحتلال خلال اشتباكات في مدينة الخليل (أ.ف.ب)
شابان فلسطينيان يقذفان الحجارة من {نقيفتين} على قوات الاحتلال خلال اشتباكات في مدينة الخليل (أ.ف.ب)

قتلت إسرائيل فلسطينيين اثنين برصاص الجيش، بزعم أنهما حاولا تنفيذ عمليتي طعن في منطقتين مختلفتين من مدينة الخليل، ليرتفع بذلك عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في المدينة منذ بدء الانتفاضة الحالية إلى 26، بينما أصيب العشرات من الشبان في مواجهات عنيفة مع الاحتلال بمناطق التماس في الضفة الغربية.
وقتل الجنود الإسرائيليون مهدي المحتسب (23 عاما) قرب الحرم الإبراهيمي، بعد ادعائهم أنه آثار شبهة الجنود بتخطيطه لتنفيذ عملية طعن. وادعى ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الشاب حاول أن يخرج سكينا من جيبه لدى اقترابه من أحد الجنود فجرى قتله على الفور. وبعد ساعتين فقط قتل مستوطنون وجنود الشاب فاروق سدر (19 عاما)، في شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، بعد أن ادعى مستوطن وجنود أنه حاول طعن أحدهم قرب بيت هداسا في الشارع عينه.
وقال نشطاء فلسطينيون يوجدون باستمرار في المنطقة إن الشاب سدر أعدم بدم بارد، وإنه لم يكن يحمل أي سلاح، مشيرين إلى أنهم سمعوا طلقات نارية مفاجئة، ولدى وصولهم إلى المكان فوجئوا بقتل الشاب، وحدثت مشادات كلامية بينهم وبين الجنود قبل تدخل المستوطنين الذين حاولوا الاعتداء عليهم. وأوضح النشطاء الذين ينتمون إلى «شباب ضد الاستيطان» أن ما حدث مع «فضل القواسمي» منذ نحو أسبوع ونصف تكرر مجددا مع الشاب سدر، حيث تم تفتيشه من قبل الجنود الإسرائيليين قبل دخوله الشارع، ولم يعثر على أي شيء بحوزته، وجرى السماح له بالدخول قبل أن تطلق النيران باتجاهه.
وأظهرت صور التقطها بعض النشطاء وبثتها أيضا وسائل إعلام عبرية، للشابين الفلسطينيين لحظة قتلهما، أنهما كانا دون أي سلاح بجانب أي منهما، بينما ظهرت سكاكين في صور لاحقة، ما يعزز احتمال أن يكون جنود الاحتلال تعمدوا وضع سكاكين أمام جثث الشبان الفلسطينيين الذين يتم قتلهم لتبرير جرائمهم.
وبهذا تكون إسرائيل قتلت 6 شبان في الخليل فقط، خلال يومين، و26 خلال شهر واحد. وتحتجز إسرائيل جثامين 18 منهم وترفض تسليمهم من بين 32 تحتجزهم ويشملون القدس ومناطق أخرى.
وتظاهر فلسطينيون للمطالبة بتسليمهم جثامين أبنائهم، وتحولت المظاهرات إلى مواجهات عنيفة في الخليل الغاضبة. وتزامن ذلك مع هجمات إسرائيلية مركزة على مدينة الخليل، حيث اعتدت مجموعة كبيرة من المستوطنين بحماية من الجيش على مركبة تابعة لبعثة التواجد الدولي المؤقت، أثناء محاولتها إنقاذ حياة 10 فلسطينيين كانوا في منزل عائلة الشرباتي في شارع الشهداء، كانوا يحتجزون داخل المنزل من قبل المستوطنين.
وهاجم المستوطنون الفلسطينيين في الخليل ومناطق أخرى في الضفة. وأصيب المزارع خالد أبو رجب (43 عاما) من الخليل، بكسور بعد اعتداء مجموعة من المستوطنين عليه لدى قطفه الزيتون في أرضه الواقعة شرق بيت لحم، حيث شهدت الأسابيع الماضية تصاعدا كبيرا في اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون.
وقرر الجيش الإسرائيلي إغلاق المحال التجارية للفلسطينيين في البلدة القديمة في الخليل، ومنع الشبان من أعمار 15 إلى 25 عاما من المرور على الحواجز العسكرية المقامة على مداخل التجمعات الاستيطانية بالمدينة، وفقا لما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
وفي مناطق أخرى في الضفة، اشتعلت مواجهات بين الشبان والجيش الإسرائيلي، أعنفها في بيت لحم ورام الله، في ظل دعوات فلسطينية فصائلية وشعبية لمساندة الخليل.
وإضافة إلى مواجهات الخليل، التي أدت إلى إصابة 4 بالرصاص الحي، أصيب العشرات أيضًا قرب مخيم عايدة في بيت لحم، ونحو 30 إصابة، من بينهم صحافيان على مدخل مدينة البيرة الشمالي في رام الله.
وفي السياق، دعت فصائل فلسطينية إلى اعتبار الجمعة «يوم غضب» في كل الأراضي الفلسطينية، بتصعيد المواجهة مع قوات الاحتلال في كل نقاط التماس، بما أطلق عليه «جمعة الغضب لشهداء الخليل»، داعيةً إلى ضرورة توسيع رقعة المواجهة مع الاحتلال، وتصعيد «الانتفاضة»، وتشكيل قيادة موحدة لضمان استمراريتها.
وفي القدس، أعلن أن نديم شقيرات (52 عاما) من جبل المكبر، قضى نتيجة جلطة قلبية ألمت به، فرفض الاحتلال الإسرائيلي نقله للعلاج، حيث تفرض القوات العسكرية الإسرائيلية حصارا خانقا على البلدة منذ نحو أسبوعين.
وواصلت القوات الإسرائيلية الخاصة لليوم الثالث على التوالي اقتحام مستشفى المقاصد بمدينة القدس، وأصيب العشرات من المرضى والعاملين بالمشفى جراء إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز لحظة اقتحامه، بعد وقفة احتجاجية تم تنظيمها في ساحة المستشفى احتجاجا على الاقتحامات الإسرائيلية المتتالية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.