وزير الدفاع السوداني يرفض الإفصاح عن حجم قواته وتسليحها في اليمن

الجيش السوداني: قواتنا أحبطت محاولة ميليشيا مسلحة حاولت تفريغ شحنة وقود في ميناء الزيت بمدينة البريقة

القوات السودانية المشاركة في {عاصمة الحزم} غير مسموح بالحوض في تفاصيلها
القوات السودانية المشاركة في {عاصمة الحزم} غير مسموح بالحوض في تفاصيلها
TT

وزير الدفاع السوداني يرفض الإفصاح عن حجم قواته وتسليحها في اليمن

القوات السودانية المشاركة في {عاصمة الحزم} غير مسموح بالحوض في تفاصيلها
القوات السودانية المشاركة في {عاصمة الحزم} غير مسموح بالحوض في تفاصيلها

رفض الجيش السوداني الإفصاح عن أعداد وتجهيزات قواته المشاركة في عاصفة الحزم، ووصف العملية بأنها دقيقة وأن مقتضيات الحفاظ على أرواح الجنود تقتضي ذلك.
ونفى تعرض القوات السودانية المشاركة في التحالف العربي لأية هجوم.
وقال وزير الدفاع الفريق أول عوض الكريم بن عوف في تصريحات صحافية أعقبت تقديمه بيانًا للبرلمان أمس، إن القوات المشاركة في عاصفة الحسم تخضع لما تخضع له القوات العاملة في داخل البلاد، وغير مسموح بالخوض في تفاصيلها، ونفى التقارير التي تحدثت عن هجوم شنته ميليشيات الحوثيين على القوات السودانية في عدن.
ونقلت تقارير صحافية أن القوة السودانية المشاركة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية أحبطت السبت الماضي محاولة جماعة مسلحة حاولت تفريغ شحنة وقود في ميناء الزيت بمدينة البريقة غرب عدن، دون وقوع إصابات، وأن جنودا سودانيين تصدوا لهجوم مسلح شنه مجهولون على مستشفى في عدن، ونزعت أسلحة من أشخاص حاولوا الدخول إلى مطار عدن، وهو الأمر الذي احتفت به صفحة القوات المسلحة السودانية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
ونقلت تقارير سابقة أن الوزير نفسه، ذكر أن قوات من النخبة والصاعقة قوامها 6 ألاف مقاتل وضعت على أهبة الاستعداد لطلب قيادة قوات التحالف العربي، وأن الدفعة الثانية من القوات السودانية اتخذت مواقعها قبل أسبوعين في عدن. ولم ينف الوزير ابن عوف تقارير تحدثت عن انتقادات قاسية وجهتها قيادة القوات المسلحة السودانية لتجربة الحكم الاتحادي في البلاد وجهاز الأمن والمخابرات الوطني في ورشة عمل عقدت بالأكاديمية العسكرية لمناقشة تجربة الحكم الاتحادي الأسبوع الماضي، لكنه قال: «الورشة التي عقدت ليست هكذا، هذه الورشة نحن مشاركون فيها، بعد أن كلفت كل الوزارات بعقد ورش مماثلة لتقييم نظام الحكم، وبما أننا جزء من الدولة مثلنا مثل بقية الوزارات، نقول رأينا في الحكم الاتحادي وأين الإخفاقات، وأين النجاحات».
ونقلت صحيفة التغيير الإلكترونية السودانية قبل يومين، أن رئيس أركان العمليات المشتركة الفريق عماد عدوي أبدى خشيته من أن يفقد الجيش السوداني قوميته بسبب تجربة الحكم الاتحادي التي مكنت جهاز الأمن والمخابرات وجعلت منه السلطة العليا في الولايات بحسب القانون، وأن تجربة الحكم الاتحادي ألقت بظلال سالبة على القوات المسلحة، ودعا لمعالجة سلبياتها. ووفقًا للصحيفة المعارضة، انتقد قادة عسكريون السلطات التنفيذية التي منحها الدستور الانتقالي لجهاز الأمن والمخابرات، وأشاروا لتقاطعات كبيرة بين الجيش وولاة الولايات، ودعوا لتعديل قانون الجيش أسوة بتعديل قانون الأمن الوطني.
بيد أن الوزير أقر في إفادته للصحافيين أمس، بالعمل بإنفاذ خطط مع قوات الشرطة وقوات الأمن لنزع السلاح الثقيل واحتكاره للجيش، بقوله: «هنالك إجراءات بيننا والشرطة والأمن، ستتخذ لنزع السلاح»، بيد أنه نفى احتمالات نزع أسلحة جهاز الأمن الوطني والمخابرات الثقيلة قائلاً: «يستحيل نزع سلاح الأمن لأن له الحق في حمل السلاح». وكشف الفريق أول ابن عوف عن اتفاق بين السودان وجنوب السودان على تحديد «الخط الصفري»، وأن الطرفين اتفقا على عقد اجتماعات اللجنة في يوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في الخرطوم، بعد أن كان مقررًا لقاء وزيري دفاع البلدين في روسيا بهذا الشأن، وأضاف: «توصلنا لاتفاق مع جنوب السودان قبل أن نسافر لروسيا، وفي يوم 16 نوفمبر ستكون اللجنة في الخرطوم، وسنتفاهم على تنفيذ كل القضايا العالقة بيننا، وقد اتفقنا على تحديد الخط الصفري، وهو خط يعنى بعمليات الإجراءات الأمنية».
ونفى وزير الدفاع حدوث اعتداءات على مواطنين سودانيين من قبل قوات إثيوبية ومقتل 28 مواطنًا بواسطة عصابات مسلحة إثيوبية تعمل على الحدود بين البلدين، كان قد أعلن عنها وزير الداخلية أول من أمس، بيد أن وزير الدفاع قطع بعدم حدوث تلك المواجهات، وقال: «لم نسمع بالاعتداءات التي تمت في شرق السودان».
وجاء في بيان وزير الداخلية للبرلمان قبل يوم واحد من إعلان وزير الدفاع عدم معرفته بما يحدث قرب الحدود مع إثيوبيا، أن 16 مواطنًا سودانيًا لقوا مصرعهم وجُرح 12 آخرون في اعتداءات نفذتها مجموعات إثيوبية في مناطق (الفشقة، والقريشة، وباسندا، والقلابات) قرب الحدود المشتركة بين البلدين، وأن البرلمان وجه بنشر قوات نظامية لحسم التفلتات في كل الحدود البلاد بما في ذلك منطقة (الفشقة) قرب الحدود مع إثيوبيا.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.