تونس والجزائر توقعان 10 اتفاقيات خلال زيارة الحبيب الصيد

التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب أبرز نقاط الحوار

تونس والجزائر توقعان 10 اتفاقيات خلال زيارة الحبيب الصيد
TT

تونس والجزائر توقعان 10 اتفاقيات خلال زيارة الحبيب الصيد

تونس والجزائر توقعان 10 اتفاقيات خلال زيارة الحبيب الصيد

التعاون الأمني والقضاء على الإرهاب، ومكافحة التهريب عبر الحدود، وتأثير الأزمة الليبية على دول الجوار.. كانت أبرز الملفات التي طرحها الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية خلال زيارته للجزائر التي اختتمها أمس.
وأفضت الزيارة إلى توقيع نحو عشر اتفاقيات تعاون وبرامج تنفيذية بين البلدين، في مجالات الصحة والنقل الجوي والعمل الاجتماعي والسياحة والاتصالات بالإضافة إلى التعاون الأمني والعسكري، كما وقّع الطرفان اتفاقية لتزويد تونس بشاحنات عسكرية من إنتاج الجزائر. ومواصلة لخطط التنمية الحدودية، تم الاتفاق على عقد اجتماع بين خبراء البلدين خلال النصف الأول من العام المقبل بهدف تنمية الشريط الحدودي بين تونس والجزائر. ومن أبرز ما تم الاتفاق عليه في مجال العمالة والتعاون المشترك كان إلغاء العمل بالرخصة للعمال من البلدين بمعنى أن العامل التونسي يمكنه العمل في الجزائر دون الحاجة إلى رخصة، كما كان مسبقا، وكذلك العامل الجزائري يمكنه العمل بتونس دون رخصة. وتأتي زيارة الصيد للجزائر تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال، وقد ترأس الطرفان أعمال الدورة العشرين للجنة المختلطة الكبرى الجزائرية التونسية.
وفي هذا السياق، اعتبر تهامي العبدولي وزير الدولة التونسي المكلف بالشؤون العربية والأفريقية في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية أن التنسيق في المجلات السياسية والأمنية في أعلى مستوياته، وتابع قوله «هناك تنسيق تام في ملف مكافحة الإرهاب سواء من حيث آلياته أو استراتيجيات مقاومته أو التنسيق الاستخباراتي».
وبشأن الملف الليبي، قال العبدولي إن تونس والجزائر ليس لهما أي أجندة سياسية في هذا الملف وإن غايتهما فقط الحفاظ على ليبيا من أجل مصلحة الليبيين. وكانت تونس والجزائر سباقتين في تشكيل هيكل ما يسمى بدول الجوار منذ شهر أبريل (نيسان) 2013 وهي مبادرة سعت إلى رفض أي تدخل عسكري في ليبيا لما قد ينجر عنها من تداعيات إقليمية سلبية.
وأشارت مصادر غير رسمية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الزيارة الحكومية قد تكون سعت إلى تطبيع العلاقات بين تونس والجزائر إثر غضب الجانب الجزائري من تصريحات نسبت إلى فرحات الحرشاني وزير الدفاع التونسي التي قال فيها إن الجزائر مصدر للإرهابيين إلى بلاده. وكان الحرشاني قد نفى تلك التصريحات أمام أعضاء البرلمان التونسي واعتبر العلاقة بين تونس والجزائر مثالية وهما على اتفاق كامل فيما يتعلق بمحاربة المجموعات الإرهابية وأنهما يخوضان نفس الحرب.
وتعد هذه ثاني زيارة يقوم بها الصيد إلى الجزائر، منذ توليه منصبه مطلع العام الحالي، وسط تواتر أنباء حول توتر العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى التقارب الأميركي - التونسي في المجال العسكري وهو الأمر الذي تنظر إليه الجزائر على أنه لا يخدم المصالح المشتركة للبلدين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.