الحوثيون يفرضون مناهج طائفية تمجد الانقلاب في مدارس اليمن

عبث بالمقررات يجعل الطالب يشعر بأنه يدرس في إيران وليس اليمن

نماذج لكتب منهجية حوثية («الشرق الأوسط»)
نماذج لكتب منهجية حوثية («الشرق الأوسط»)
TT

الحوثيون يفرضون مناهج طائفية تمجد الانقلاب في مدارس اليمن

نماذج لكتب منهجية حوثية («الشرق الأوسط»)
نماذج لكتب منهجية حوثية («الشرق الأوسط»)

فرضت جماعة أنصار الله الحوثية مناهج طائفية تمجد الانقلاب على الطلاب الذين يستعدون لبداية عام دراسي جديد الأسبوع المقبل، في وقت يختفي فيه وزير التربية والتعليم عن الأنظار تاركا مهمة اتخاذ القرارات التعليمية لنائبه الدكتور عبد الله الحمدي الموالي للحوثيين وعلي عبد الله صالح.
وتمجد المناهج التعليمية الجديدة التي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخ منها، الحوثيين وأنصارهم، وتتمنى الموت لقوات التحالف العربي التي تباشر تحرير اليمن ومناصرة الشرعية منذ مارس (آذار) الماضي، حيث جاء في أحد الأناشيد ما ينص على «منك الشجاعة يا حسين تدفقت.. وشعاركم للثائرين دليل».
وفي مادة الرياضيات حشروا المصطلحات العسكرية في المنهج، على غرار «اشترى محمد 3 بنادق يوم الجمعة، وفي يوم الأحد اشترى 4 بنادق، فما مجموع البنادق التي اشتراها محمد؟»، كما تضمنت المناهج قطعة مكتوبة تنص على: «إن كل تلك الحشود والأساطيل في البحر الأحمر، وخليج عدن لا تخيفنا أبدا، ولا تهز فينا شعرة، وإننا حاضرون في أي وقت لأي مواجهة مع أي عدو يريد أن يركعنا له، سواء في الداخل أو في الخارج».
وخلال اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» مع نائب وزير التعليم الدكتور عبد الله الحمدي، حاول الهروب بتجنب الحديث عن المناهج التعليمية الجديدة، والتركيز على أن المشكلة التي يعاني منها الطالب اليمني تتمثل في الدمار الشامل الذي تعرضت له المدارس نتيجة القصف الذي تعرضت له من قبل طيران التحالف والقوات الموالية للشرعية في اليمن.
وأكد العميد ركن سمير الحاج الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، أن جميع المدارس التي استهدفها الطيران تحولت قبل ذلك إلى مخازن سلاح ومضادات للطيران ترمى من داخلها، ومن ثم أصبحت هدفا مشروعا. وقال إن من تسبب في تحويل المدارس إلى هدف مشروع لقوات التحالف والقوات الموالية للشرعية هو علي عبد الله صالح والحوثي، نتيجة استخدام دور التعليم كمخازن أسلحة ومنصات لإطلاق مضادات الدفاع الجوي، ومراكز عمليات عسكرية.
وشدد الحاج على أن استراتيجية قوات التحالف هي عدم استهداف الأعيان المحمية في القانون الدولي مثل المدارس والمستشفيات والمتاحف ودور العبادة بشكل عام، لكن استخدامها كمخازن أسلحة ومنصات لإطلاق مضادات الدفاع الجوي يجعلها هدفا مشروعا، مشيرا إلى أن ما فعله الحوثي وصالح هو انتهاك القانون الدولي من خلال استخدامهم الأعيان المحمية في الحرب، وأن المدارس من بين الأعيان التي انتهك الانقلاب حرمتها.
وتساءل الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني عن كيفية بدء السنة الدراسية، وذهاب الطلاب للمدارس في اليمن، خاصة في محافظة تعز والبيضاء والجوف ولحج وبقية المحافظات تحت قصف الميليشيات العشوائي، مشددا على أنه من الصعب بدء العام الدراسي في الفترة الحالية، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة الإسراع في فك حصار اليمنيين بشكل عام كي تبدأ الدراسة بشكل آمن.
واستغرب صدور قرارات تخص منظومة التعليم في اليمن، من بينها تحديد موعد بدء العام الدراسي من جهة غير مسؤولة وغير شرعية، في وزارة وزيرها مختفٍ منذ أشهر، وتديرها ميليشيات، تحت قيادة نائب الوزير الذي يدين بالولاء لعلي عبد الله صالح بشكل مفضوح.
واستنكر المتحدث باسم الجيش الوطني، المقررات اليمنية وما يحدث فيها من عبث وصفه بـ«الصفوي»، وبما يوحي لقارئها ومتلقيها بأنه يدرس في إيران وليس في اليمن، من خلال تمجيدها لأشخاص ومذاهب، مؤكدا أن المقررات التعليمية السابقة في اليمن كانت تتسم بالتسامح الديني والمذهبي والحث على التآخي.
وشدد الحاج على أن ما يحدث من انتهاكات لن يتوقف إلا بتحرير اليمن كما هو الهدف الرئيسي لقوات التحالف، واستعادة الشرعية وحماية الشعب اليمني. من جهته، زعم نائب وزير التعليم الدكتور عبد الله الحمدي، أن العملية التعليمية متأثرة من القصف المستمر منذ ثمانية أشهر، وأن المدارس حصلت على النصيب الأكبر في تدمير البنية التحتية، وقال إنه يوجد في اليمن 1300 مدرسة ما بين مدمرة كليا أو جزئيا، واصفا ما حدث بأنه انتهاك لحقوق الطفل، وأنه كان من المفترض تجنيب المدارس القصف والتدمير، حفاظا على حقوق الطفل.
ولفت إلى أن وزارة التربية والتعليم بدأت في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بتهيئة المدارس من خلال حملة العودة للمدرسة، التي تستهدف إيجاد بدائل للمدارس المدمرة كليا وترميم المدارس المدمرة جزئيا، واصفا الوضع بالصعب في ظل عدم وجود خيارات إلا استمرار العملية التعليمية حتى لو كانت (تحت الأشجار). وشدد على أن العملية التعليمية ستجري حتى في ظل ظروف الحرب، وأن ما يقارب ستة ملايين ونصف المليون طالب وطالبة بعضهم نازحون، سيبدأون العام الدراسي الأسبوع المقبل، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.