«الشرق الأوسط» تستعرض بعض أهم المنتجعات الاستشفائية في الهند

علاجات لإنقاص الوزن ورحلة لتجديد الشباب

«الشرق الأوسط» تستعرض بعض أهم المنتجعات الاستشفائية في الهند
TT

«الشرق الأوسط» تستعرض بعض أهم المنتجعات الاستشفائية في الهند

«الشرق الأوسط» تستعرض بعض أهم المنتجعات الاستشفائية في الهند

أترغب في الذهاب إلى منتجع متكامل للتطهر من سموم نمط الحياة الشاق وتريد بوابة لدخول مكان يمكنك أن تسترخي فيه بين أحضان الطبيعة بقضاء وقت في التأمل في حالة من الهدوء والصفاء؟
يكمن العلاج في القيام بزيارة إلى أشهر المنتجعات الصحية العالمية في الهند، حيث يستطيع الشخص تجديد شبابه والتداوي. في مراكز أيورفيدا، يتم تطبيق نظام علاجي هندي قديم من الطب الطبيعي والبديل للتخلص من عوامل الكآبة الموترة في حياة المدينة المحمومة.

* لماذا ينصح باللجوء إلى علاجات الأيورفيدا؟
يتلقى الكثيرون بمختلف أنحاء العالم علاجات الأيورفيدا وترعاه شخصيات عالمية بارزة. المشاهير أمثال العارضة البريطانية الشهيرة ناعومي كامبل والمخرج السينمائي الإيطالي برناردو برتولوتشي ونجم التلفزيون والسينما إنجبورغ شونر ونجمة البوب مادونا وممثلة هوليوود ديمي مور ووالدا أسطورة كرة القدم جيرارد مولر، وشيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير – القائمة لا نهاية لها – مجرد بعض الأمثلة لتلك الشخصيات التي تقسم على روعة اللمسة العلاجية التي قدمت لها في المنتجعات الصحية الهندية، حيث يتذوقون أعاجيب الطب القديم.
من خلال خط مميز من العلاج باليوغا والأيورفيدا، لا يمكن أن تكون الهند سوى إحدى الوجهات المثالية للعناية بالصحة!

* فيما يلي بعض الوجهات المثالية للعناية بالصحة والعافية في الهند:

* «كالاري كوفيلاكوم كيرالا»، المعروف أيضا باسم قصر العلاج
هل يمكن أن يكون هناك طريق ملكي للاستشفاء العميق؟ إن إقامتك في «كالاري كوفيلاكوم» في ولاية كيرالا جنوب الهند التي عادة ما تعرف باسم «بلد الرب» ستجعلك تصدق هذا.
يجمع «كالاري كوفيلاكوم»، الواقع بين بحر العرب وغاتس الغربية، وهو قصر سابق بني في عام 1980، بين تجربة العلاج بالأيورفيدا والزراعة العضوية وحياة معتمدة على الطبيعة وترف العيش في القصور.
الضيوف هنا يعاينون إنتاج مطبخ أيورفيدا مكتف ذاتيا بالكامل وعلاجات طبيعية مستخلصة من أعشاب طازجة وأنواع مختلفة من التدليك وفصول اليوغا. هناك أربعة أنواع من برامج الصحة المتخصصة: «راسايانا تشيكيتسا» (لمكافحة علامات تقدم العمر) و«ماناشانثي» (للراحة من الضغوط)؛ و«بانشا كارما» (لتجديد الشباب)؛ و«ثانلياكينا تشيكيتسا» (إنقاص الوزن)، التي عادة ما تستمر لمدة 14 أو 21 أو 28 يوما.
يتمثل أقرب مطار دولي في كوتشين على بعد 105 كيلو، والذي يمكن الوصول إليه خلال ساعتين ونصف الساعة بالسيارة.
تحمل العلامة الأولى التي يطالعها المرء لدى دخوله المنتجع عبارة: «ألق عالمك وراء ظهرك». ولدى وصول الزائرين، يجري إعطاؤهم ملابس لاستخدامها خلال فترة إقامتهم وهي زوج من البيجامات القطنية البيضاء وبعض القباقيب. يعتبر الحد الأدنى لمدة الإقامة الموصى بها في هذا المنتجع هو أسبوعان – يقول الأطباء المقيمون إن هذه هي أقل فترة مطلوبة لتحقيق التناغم للجسم اعتمادا على ممارسات أيورفيدا تعود إلى 5 آلاف عام مضت. يسير كل يوم في كالاري وفق نظام معين، عناصره ثابتة (الاستيقاظ في الخامسة صباحا وممارسة تمارين اليوغا على سبيل المثال)، ولكن على نحو يعتمد بالكامل على ما يصفه لك الأطباء الخبراء.
الهدف في «كالاري كوفيلاكوم» أن «تولد من جديد» تماما.
تمضي الأيام الأولى من فترة إقامتك في «كالاري» في عملية «تطهير» باستخدام الزيوت لتطرية بشرة جسدك وتليينه عن طريق ملئه داخليا وخارجيا بالزيوت.
يبدأ سعر سبعة برامج تجديد ليلي للبشرة من 1200 دولار تقريبا.

* منتجع «أناندا» في جبال الهيمالايا
يأخذك منتجع «أناندا» الصحي الواقع في التلال السفحية الصافية من سلاسل جبال الهيمالايا إلى أسطورة من الرعاية الصحية. الأجواء الهادئة المحيطة بجبال الهيمالايا الساحرة في الخلفية، والجو الخالي من التلوث، المنبعث من نضارة الطبيعة ويساعدك العبير في الاسترخاء والاستمتاع بإجازة في صحة وهدوء. بقصره المبهر، والإطلالة الرائعة على بعض من أعلى المرتفعات في العالم، لا عجب في أن أناندا صنف باعتباره أفضل منتجع سياحي من قبل «تلغراف» ومجلة «السفر والترفيه». التدليك الأيورفيدي: يوفر المنتجع تدليكا بأسلوب الأيورفيدا يساعدك في الاسترخاء والشعور بالراحة الذهنية.
يرى طب الأيورفيدا الهندي القديم أن الجسم والذهن يحتاجان للعلاج معا للحصول على التأثير المرجو. فممارسة التمارين في صالات الجمنازيوم وحدها لن تساعدك في إنقاص وزنك. عليك أن تتعامل مع جسمك وذهنك معا لتحقيق هدفك. تساعد أنواع التدليك بالزيوت في حرق الدهون وأيضا في تنشيط الدورة الدموية. اليوغا والتأمل: تعتبر اليوغا في منتجع «أناندا سبا» تقليدية تماما ويتم إعدادها خصيصا بما يناسب احتياجات كل فرد. يتحدث إليك المعلمون المدربون ليجمعوا معلومات عن تكوين جسدك ويحددون بالتبعية جدول لتمارين اليوغا لك. هناك خبراء لياقة يساعدونك في جهدك لإنقاص وزنك. هل تعلم أن اليوغا تحميك من البدانة وأمراض القلب؟ في «أناندا سبا»، يجري توخي أقصى درجات الدقة في إعداد القوائم لكل سائح، فهي ليست قائمة واحدة مشتركة لجميع الزائرين. يجري إعداد نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية والدهون والكربوهيدرات بأعشاب أيورفيدا بما يلائم احتياجات كل فرد. يكون التركيز على الحبوب الكاملة والفواكه الطازجة والخضراوات والبروتينات الخفيفة ومنتجات الألبان منخفضة الدهون. أعيد التأكيد على أن الشخص يحتاج لقضاء وقت طويل هنا للاستفادة من البرامج الشخصية المخطط لها بدقة للضيوف. وتضم البرامج أنظمة صحة هندية تقليدية معتمدة على أسلوب الأيورفيدا. واليوغا وفيدانتا مقترنة بأفضل خبرات العلاج الدولية.

* شرياس بنغالور
على مسافة نحو 40 كلم خارج مدينة بنغالور التي تعج بالنشاط، يعد منتجع «شرياس» بتجربة فريدة لتنقية جسدك وعقلك وروحك من خلال اليوغا والأيورفيدا وأسلوب الحياة البسيط. يمكن القول إن «شرياس» يعتبر المنتجع الوحيد في الهند المخصص لتقليد اليوغا الروحاني، ممتزجا مع الرفاهية المعتدلة التأملية. وبوصفه أحد أكثر المنتجعات الفخمة المرغوبة في العالم والمخصص للصوفية الهندية والصحة، فقد تم إدراج «شرياس» في دليل Relais&chateaux لعام 2011. تضم المساحة الممتدة على مسافة 25 فدانا من الأرض الخضراء، أكواخا وحديقة للنباتات العضوية وحمامات سباحة ممتدة على مساحات لا متناهية وساحة ملاعب وسرادقا لليوغا ومساحات خارجية خصبة. ويتمثل علاج حقيقي هنا في المستحضرات التي تحمل توقيع منتجع «شرياس» في علاج من أربع خطوات ينظف ويطهر ويقشر البشرة ويشد الجلد. يستخدم مزيج غني من العسل والحليب وخثارة اللبن في التنظيف والفراولة في إزالة الخلايا الميتة والزيوت الأساسية في إنعاش البشرة. يساعد مقشر وقناع في استخلاص السموم وتنشيط الدورة الدموية. يقع المنتجع على بعد 43 كم (قيادة ساعة بالسيارة) من مطار بنغالور الدولي. ويبلغ سعر برنامج مدته أسبوعان للفرد الواحد 350 ألف روبية.

* مركز «سوكيا» الصحي الشامل – بنغالور
يعتبر المركز الممتد على مساحة 30 فدانا، منتجعا صحيا فاخرا يركز على العلاجات الصحية البديلة. يقدم العلاج بالعلق الطبي – لتطهير الجسم من السموم – إضافة إلى تنظيف الأنف واليوغا والتأمل وغيرها من أنواع العلاج الأخرى المعتمدة على الأيورفيدا، بما فيها نظام غذائي عضوي، لهؤلاء الباحثين عن تجديد الشباب. يعتبر مركز «سوكيا» الذي أنشأه الدكتور إيزاك ماثاي، الذي لديه مجموعة عملاء من المشاهير العالميين، مكانا للعلاج الطبيعي وممارسات التمتع بالصحة والعافية، بما فيها الأيورفيدا والمعالجة المثلية. كذلك، تتوفر مجموعة مختلفة من أنواع التدليك والعلاج. تركز البرامج العلاجية المقدمة هنا على الاسترخاء وتجديد الشباب وتحسين نوعية الحياة. ليس هذا منتجعا لقضاء العطلة، لكنه مكان لتسجل فيه إذا كان لديك هدف التمتع بالصحة والعافية. حينما تقوم بالتسجيل في «سوكيا»، فإنك تخلع نفسك من كل أشكال التظاهر وتلقي بنفسك في أحضان الطبيعة وتسمح للعلاج بأن يتدفق داخلك. تدعم سخانات المياه الشمسية وأجهزة توفير الطاقة مثل استغلال مياه الأمطار والري بالتنقيط والتسميد العضوي المائتي مصنع الكائنة في الحديقة المعتمدة على العلاج بالأيورفيدا التي توفر عناصر طازجة مطلوبة لأنواع العلاج الطبيعي. يلبي مركز إنتاج الزيت المحلي نحو 60 في المائة من الاحتياجات. وينتج الحقل العضوي خضراوات وفواكه؛ بل حتى العسل الذي تضعه على العصيدة أو الحبوب عضوي. وقد حصل هذا المركز على الكثير من الجوائز تحت هذه الفئة. مما لا شك فيه أن عملاء «سوكيا» ينتمون إلى الطبقة العليا، التي تضم شخصيات رفيعة المقام من منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة وحائزين على جائزة نوبل وأفراد أسرة مالكة من الشرق الأوسط وإنجلترا والهند، والكثير من رؤساء مجالس الإدارات الوطنيين والدوليين. وتضم قائمة المشاهير تينا ترنر وسارة فيرغسون وجورج هاريسون وستينغ.
أحدثت زيارة كاميلا زوجة الأمير تشارلز، دوقة كورنوول، العام الماضي ضجة في الصحف المحلية والدولية. فقد خضعت لعلاج شامل متكامل تضمن الأيورفيدا والمعالجة بالطبيعة والمعالجة المثلية واليوغا وبعض أنواع العلاج المكملة، ويذكر أنها أمضت أربعة أيام في المنتجع الصحي، وأقامت في الجناح الرئاسي الذي يبلغ سعر الإقامة به 100 ألف روبية لليلة الواحدة.

* منتجع «غوا» لتجديد النشاط البيولوجي
تقوم عيادة تجديد النشاط البيولوجي «غوا»، التي يضمها منتجع فخم على طول الشواطئ الصخرية لغوا بترتيب برامج علاجية، تهدف بالأساس إلى إنقاص الوزن. قام غلين شيمر، خبير اللياقة الأسترالي الشهير بتدريب الكثير من اللاعبين الرياضيين المشاركين في الأولمبياد وأبطال التنس، بإنشاء هذه العيادة. يركز برنامج الصحة واللياقة الذي يستمر لمدة 28 يوما بالعيادة على مساعدة الأفراد في استعادة صحتهم وقلب موازين «علوم الصحة» باكتساب كتلة جسم من دون دهون بأكبر قدر ممكن، مع فقدان الدهون الزائدة من خلال التدليك والتمارين الرياضية والمشي السريع والغذاء الصحي.
ويهدف البرنامج أيضا إلى مساعدة الأشخاص في إنقاص وزنهم من خلال برنامج يقوم على نظام غذائي صحي ومتوازن والسير بتمهل وقليل من التمارين وجلسات التدليك، يتبنى المفهوم تجربة شاملة «للذهن والجسد والروح». وبعيدا عن المشاهير الهنود، يقال إن البرنامج قد ساعد أبطال الرياضة بمختلف أنحاء العالم وغيرهم كثيرين. تفصل أليلا ديوا غوا 30 دقيقة بالسيارة عن مطار غوا الدولي.
بالطبع، ضع في اعتبارك أنك ستنفق بسخاء قبل دخولك هنا، فبرنامج إقامة شامل بالمنتجع الصحي قد يكلفك مليون روبية. يضم البرنامج إقامة في غرف فائقة الفخامة، تضم حمامات سباحة خاصة ووجبات غذائية وخدمات منتجع صحي ومكملات غذائية صحية وتحليل طبي وتحليل تغذية وتعليم خاص بالنظام الغذائي وتدريب لياقة. وبوصفه مركزا خاصا، فإنه لا يقبل سوى 10 عملاء فقط في كل مرة.
في موسم الرياح الموسمية الحالي، الذي يعتبر وقتا مثاليا لاستعادة الشباب وتجديد النشاط، إذا كنت تبحث عن نظام تأمل يومي منظم وترغب في خسارة المزيد من الكيلوات وتبحث عن علاج بديل لمشكلة في الظهر تعاني منها من فترة، أو ترغب فقط في إنعاش حواسك من خلال تدليك استرخائي للأنسجة العميقة، فأعد خطة لقضاء إجازة للاهتمام بصحتك في الهند – سواء أكانت من أجل مكافحة علامات تقدم العمر أم فقدان الوزن أم التغلب على الضغط والتوتر، قد تكون إجازة صحية أفضل وسيلة متاحة لتجديد روحك المنهكة.



طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.


كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
TT

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق. إنه ليس مشروعاً تجارياً مستداماً فحسب، بل يقوم على التجديد، ويحدث أثراً إيجابياً بشكل فعّال. أمام ذلك الفندق هدف طموح، يتمثل في أن يصبح خالياً من الفضلات والمخلفات تماماً، وقد اقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف. يقول أكيلي: «لم نصل إلى نقطة عدم وجود مخلفات، وصدقاً ربما لا نصل أبداً. مع ذلك لقد حققنا تقدماً كبيراً، حيث تحول 99.5 في المائة من مخلفاتنا بعيداً عن مكبّ النفايات». ويأتي هذا الرقم مع وجود أكثر من ألف نزيل يومياً في القرية.

مشروع "سويت بوتيتو" (الشرق الاوسط)

يجب أن تمثل الفضلات والمخلفات دائرة مكتملة. عندما تسمع عبارة «فندق بيئي»، من المرجح أن يكون مصطلح البصمة البيئية هو أول ما يخطر ببالك، والتدوير هو الوقود الذي يشغل محرك فندق «بوتاتو هيد». لقد حظرنا استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المكان منذ 2017، ويُمنح كل شيء ضروري فرصة حياة ثانية داخل «معمل المخلفات»، حيث يُعاد إنتاج كل شيء، بدءاً بقواعد الأكواب، وصولاً إلى زجاجات المياه وقطع الأثاث، بل بُنيت بعض مباني الفندق من قوالب الطوب المهملة المستبعدة والمواد البلاستيكية.

الرياضة واليوغا من النشاطات المرغوبة في السفر (الشرق الاوسط)

ويعمل طاهٍ يكرّس جهده للوصول إلى مستوى الخلو من الفضلات تماماً في كل المطاعم لضمان الإبداع والفاعلية. ويشارك فريق العمل بانتظام في دورات تعليمية خاصة بالطهي من دون مخلفات. كذلك يُهدى كل نزيل عند وصوله مجموعة أدوات خاصة بتحقيق هذا الهدف، ويُدعى إلى المشاركة في جولة «متابعة الفضلات» لرؤية عملية التدوير على أرض الواقع.

المشروع الأكثر تأثيراً للفندق هو «مشروع المخلفات المجتمعي»، وهو مركز لتجميع المخلفات والنفايات افتُتح عام 2024 بالتعاون مع جهات تجارية محلية أخرى. ولإدراكنا أن الفصل السليم أمر ضروري، شارك فندق «بوتاتو هيد» خبرته مع الجهات الشريكة لضمان نجاح العمل. ويقول أكيلي: «أكبر إنجاز نفتخر به ليس الحدّ من المخلفات داخل الفندق، بل مشاركة ما تعلمناه خارج جدرانه». وتتم معالجة ما يصل إلى نحو 5 أطنان من المخلفات والنفايات يومياً، وقد وسّع ذلك نطاق تأثير الفندق، وأسّس لمستقبل أكثر نظافة للسكان المحليين، ووفّر وظائف جديدة في إطار هذا العمل. ويُعاد استثمار كل الأرباح، التي تدرّها عملية بيع المنتجات، التي خضعت لعملية إعادة التدوير، في المجتمع. وأوضح قائلاً: «الفكرة هي أن يستمر تحسين وتطوير النموذج بما يساعد الجزيرة، لا نحن فقط، في الاقتراب من تحقيق هدف عدم تشكل أي مخلفات».

الاستدامة مطلوبة في السفر العصري (الشرق الاوسط)

المجتمع مهم

أصبح الإخلاص لمناصرة المجتمع المحلي ضرورياً لتحقيق الاستدامة الشاملة حين يتعلق الأمر بالفنادق. كثيراً ما يتم إغفال وتجاهل الجانب الاجتماعي للاستدامة، لكن مجال الضيافة يتمحور حول الناس، ولا يمكن لفندق أن يصبح موجوداً بشكل مستدام دون أن يضع في الاعتبار كيفية تأثيره على النزلاء والعاملين والسكان المحليين. ويقول أكيلي: «المجتمع يمنح الفندق روحه، ومن دون ذلك سيصبح مجرد مبنى آخر. نحن نرى أنفسنا جزءاً من النظام البيئي، لا جزءاً منفصلاً عنه. ونتعاون مع المبادرات المحلية ونفتح أبوابنا للمشروعات المجتمعية، سواء أكانت برامج توعية بالمخلفات والنفايات أم ورش عمل ثقافية وأماكن إقامة إبداعية. ليس هدفنا هو استضافة النزلاء فحسب، بل تقديم شيء ذي معنى إلى المكان الذي يضمّنا».

وقد وزّع مشروع «سويت بوتاتو»، الذي نفّذه الفندق، أكثر من 38 ألف وجبة على المحتاجين خلال عام 2024، وشارك العاملون في أعمال الزراعة والتوصيل التطوعي وتنظيف الشاطئ. وأوضح أكيلي قائلاً: «يحدث التغيير عندما يدرك الناس الأمور المهمة. لهذا السبب نبدأ بفريق العمل لدينا أولاً. عندما يعيشون ويتنفسون الغرض والغاية، ويشعرون باتصالهم به، يشاركونه بشكل عفوي وتلقائي مع نزلائنا ومجتمعنا». يمنح الفندق سلامة وسعادة فريق العمل به الأولوية. يقول أكيلي: «نريد ضمان تطور كل من يعمل معنا، ليس على المستوى المهني فقط، بل فيما يتعلق بجودة الحياة أيضاً، بما في ذلك الصحة والسعادة والاستقرار المالي».

المنتجات التي تستخدم في الفنادق تخضع لعنصر الاستدامة ايضا (الشرق الاوسط)

الإحساس بالمكان

يمكن أن يصبح تسليط الضوء على الموطن جزءاً قوياً ومؤثراً بوجه خاص من استراتيجية الاستدامة للفنادق، حيث يدعم الأنظمة الاقتصادية المحلية، مع تقديم مذاق فريد للثقافة والتراث إلى النزلاء. ويوضح أكيلي: «الموطن همزة وصل بين ما نفعله وبين المكان الذي نوجد فيه. منذ اللحظة التي يصل فيها النزلاء نريد أن يشعروا بروح بالي من خلال الطعام والناس والحكايات التي تجعل هذا المكان مميزاً. يتعلق الأمر بالاتصال بالوجهة، لا إعادة تكوين شيء يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر في العالم».

إن فخر فندق «ديسا بوتاتو هيد» بهويته يتضح ويبرز منذ اللحظة التي يُقدّم فيها إلى النزيل مشروب الـ«جامو»، وهو مشروب عشبي إندونيسي تقليدي، عند تسجيل دخوله إلى الفندق، ويتجلى في كل قرار يتعلق بمشتريات الفندق. تعمل المطابخ عن كثب مع المزارعين المحليين، وتدعم التنوع البيولوجي بالمنطقة من خلال تقديم النباتات الأصيلة قدر الإمكان. ويساعد التعاون والعمل مع الحرفيين بالجزيرة في الحفاظ على المهارات التراثية. على سبيل المثال، بُنيت الأجنحة في الفندق باستخدام قوالب طوب المعبد المضغوطة يدوياً، وهي طريقة بناء تقليدية في بالي. ويقول أكيلي: «نحن لا نشتري المكونات أو المواد الأولية فقط، بل نصنع نظام تدوير يعود بالنفع على الآخر. بهذه الطريقة نكوّن حلقة إيجابية متجددة بدلاً من حلقة سلبية استبعادية».

جناح كاتامانا الذي يراعي الاستدامة (الشرق الاوسط)

يتعلق الأمر بتحقيق التقدم لا المثالية

أهم جزء من تعريف مشروع تجاري مسؤول هو التزامه بالتطوير والتحسين المستمر.

المثالية أمر لا يمكن الوصول إليه. الاستدامة هي ببساطة التقدم خطوة نحو الأمام في المرة الواحدة. ويعدّ التواصل الشفاف عنصراً أساسياً من هذا الأمر، حيث يساعد في توعية العملاء وتحفيز العاملين والحثّ على إحداث تغيير أكبر في مجال العمل. يقول أكيلي: «نحن لا نروي قصصاً للتسويق، بل نحثّهم على إلهام الآخرين ليكونوا جزءاً من هذه الحركة. تبني الشفافية والثقة، والثقة تصنع الفعل».

الإخلاص للرحلة هي أهم ما في الأمر، ولا يقتصر ذلك على المنتجعات الفاخرة أو الوجهات الفريدة. إن أي فندق مستعد دائماً لمواصلة التعلم واتخاذ خطوات ملموسة قابلة للقياس نحو مستقبل أكثر استدامة هو فندق بيئي. ويضيف أكيلي: «سوف نواصل تطوير كل جزء مما نفعله، بدءاً بالمشتريات، ووصولاً إلى تصميم المنتج والعمليات اليومية حتى نظل متجددين ومشاركين في التجديد قدر الإمكان. وسوف نواصل مشاركة ما نتعلمه، وندعو الآخرين إلى الانضمام إلينا في إحداث تغير من أجل التجديد. نحن نختار التقدم لا المثالية. لا يهم الحجم، لكن الأمر المهم حقاً هو بدء إحداث تغييرات».


سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
TT

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»، وتدعو هذه الشراكة الضيوف إلى تبنّي روح السفر البطيء وإعادة اكتشاف الوقت كهدية ثمينة، وتشجيع لحظات التوقّف والتأمل وإعادة التواصل في عالم اليوم السريع الإيقاع.

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

استلهم الفندق ديكورات موسم الأعياد من فن الخط، حيث تبرز في الردهة شجرة لافتة مزيّنة بظروف مختومة بالشمع مع لمسات ذهبية وفضية وحمراء، إلى جانب الأختام الأيقونية لـ«باينيدر». يجسّد هذا العرض التزام علامة القرطاسية الفلورنسية بالحرفية والاهتمام بالتفاصيل.

وتعكس الشجرة أيضاً الرؤية المشتركة بين العلامتين الفلورنسيتين، ليس فقط من خلال تصميمها، بل أيضاً عبر تجربة «A Wish for Florence»؛ حيث يكتب الضيوف أمنياتهم ورسائلهم للمدينة على ورق كتابة من «باينيدر». ثم تُوضع الرسائل في صندوق عيد ميلاد خاص ليتم حفظها وإرسالها لاحقاً إلى عمدة فلورنسا.

رسائل مكتوبة بخط اليد (الشرق الأوسط)

ويدعو فندق سافوي ضيوف الأجنحة إلى عيش سحر عيد الميلاد من خلال تجارب باينيدر الخاصة والقرطاسية الفاخرة، بما في ذلك ورش الخط المخصّصة، وأقلام الحبر الفاخرة، وورق الكتابة المميز. في هذه اللحظات الحميمة، حيث يتوقف الزمن، يصنع الضيوف ذكريات مكتوبة بخط اليد ويعيدون اكتشاف متعة الكتابة.

تعاون ما بين أهم شركة قرطاسية وسافوي في فلورنسا فترة الأعياد (الشرق الأوسط)

كما تشمل فعالية «Wrapped in Time» جانباً خيرياً من خلال التعاون مع مستشفى جيميلي للأطفال في روما، حيث اجتمعت فرق باينيدر وفندق سافوي لكتابة رسائل مليئة بالأماني الطيبة للأطفال، تحمل رسائل أمل وخيال ودهشة. ومن خلال هذه اللفتة، يعيدون إحياء السحر الحقيقي لعيد الميلاد، الذي ينبض حين نمنح وقتنا واهتمامنا ورعايتنا للآخرين.