المقاومة تنفذ عملية قرب منزل الرئيس هادي

مقاتلات التحالف تقصف مواقع وآليات للحوثيين بمحافظتي البيضاء وحجة

المقاومة تنفذ عملية قرب منزل الرئيس هادي
TT

المقاومة تنفذ عملية قرب منزل الرئيس هادي

المقاومة تنفذ عملية قرب منزل الرئيس هادي

أسقطت المقاومة الشعبية ثلاثة مسلحين وجرحت آخرين في هجوم نوعي استهدف ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح في العاصمة اليمنية صنعاء، في شارع الستين بالقرب من منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، تزامنا مع غارات جوية لطيران التحالف العربي الذي دمّر مخزنا للتموين العسكري ومواقع عسكرية في جبل «النهدين».
وذكرت المقاومة الشعبية في إقليم آزال، في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنها هاجمت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، دورية تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع أمام منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي في «الستين» الغربي بالعاصمة صنعاء، موضحة أن رجال المقاومة هاجموا الدورية بالقرب من مبنى مجلس النواب الجديد، حيث يتمركز عدد من مسلحي الميليشيات، وبينت المقاومة أن الهجوم نفذ بقنابل يدوية، وأسفر عن مقتل 3 من مسلحي الميليشيات وجرح آخرين.
وكثفت مقاومة أزال من عملياتها - أخيرا - داخل العاصمة صنعاء، حيث باتت تقترب من مواقع تعد مناطق محصنة ومشددة الحماية والحراسة عليها كما هي الحال بمحيط شارع الستين الذي يضم معسكرات الفرقة أولى مدرعات، ومنزل الرئيس هادي، ومعسكرات لكلية الطيران. وكانت المقاومة نفذت قبل أيام عملية استهدفت قيادات حوثية في صنعاء، وقتل منهم 15 باستخدام قنابل يدوية.
وتسيطر الميليشيات منذ سبتمبر (أيلول) 2014، على جميع المقرات العسكرية والمدنية في صنعاء، وحولت عددا من منازل القيادات العسكرية ورجال الأعمال المملوكة لخصومها، إلى معتقلات وسجون يزج داخلها بالعشرات من السياسيين والشباب المناهض للميليشيات.
وكانت الطائرات الحربية لقوات التحالف العربي قد شنت غارات مكثفة على مواقع الميليشيات في كل من العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة، حيث دمرت مواقع وعتادا عسكريا للحوثيين وقوات صالح في جبل «النهدين» في الضاحية الجنوبية للعاصمة صنعاء، كما استهدفت أحد مخازن التموين العسكري في شارع تعز، وأفاد سكان محليون بتصاعد أعمدة الدخان من دار الرئاسة التي تضم معسكرات «جبل النهدين» والقصر الرئاسي.
وفي محافظة صعدة شمال البلاد، قصفت طائرات التحالف العربي مخازن سلاح في مديرية حيدان، جنوب غربي المحافظة، ودمرت المخازن، كما استهدفت الغارات تجمعات لمسلحين في مديرية ساقين، وسوق منطقة حيدان، إضافة إلى مديرية مجز، وسقط قتلى وجرحى.
وفي محافظة الجوف، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر في المقاومة الشعبية، بمقتل القائد الحوثي والمشرف الأمني بمديرية المتون بالجوف في حادث انقلاب سيارته، أمس، وأكدت المصادر أن القيادي يدعى «أبوكيان بن محمد بن عايض»، وقتل مع مرافقيه بعد انقلاب سيارتهم بجوار نقطة الحوثيين في قرية المحزام.
من جهة ثانية، شنت مقاتلات التحالف العربي أمس غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات للحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح بمحافظتي البيضاء وحجة.
وقالت مصادر محلية، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية، إن القصف استهدف تجمعات وآليات للحوثيين وقوات صالح بمنطقة العرقوب الواقعة بمحافظة البيضاء (168 كلم جنوب شرقي العاصمة صنعاء)، كما استهدف القصف مواقع أخرى للحوثيين في محيط مدينة رداع.
وأوضحت المصادر أن القصف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين لم تتضح حصيلتهم بعد، إلى جانب تدمير آليات وذخائر لهم.
وفي محافظة حجة (123 كلم شمال غربي العاصمة صنعاء)، قالت مصادر محلية أخرى إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع ومخازن أسلحة للحوثيين في جبل الكراس
بمديرية حيران، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها بكثافة.
وتواصل مقاتلات التحالف العربي قصف مواقع الحوثيين وقوات صالح في اليمن منذ نحو سبعة أشهر، مخلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوفهم.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».