الرئيس السوداني يتعهد باستمرار الحوار دون شروط

البشير يعلن عن تشريع وتعديل 60 قانونًا خلال أيام

الرئيس السوداني يتعهد باستمرار الحوار دون شروط
TT

الرئيس السوداني يتعهد باستمرار الحوار دون شروط

الرئيس السوداني يتعهد باستمرار الحوار دون شروط

جدد الرئيس السوداني التأكيد على التزام حكومته بالحوار والوصول للسلام الذي دعت إليه، وعلى تمسكها ببرنامج الإصلاح، وعن تعديل وتشريع أكثر من ستين قانونًا في غضون الأيام المقبلة، كما تعهد باستمرار سياساته الخارجية، استنادًا على حسن الجوار وتبادل المصالح، وثبات موقف السودان الداعم والمؤيد للقضية الفلسطينية.
وقال الرئيس البشير في خطابه للهيئة التشريعية المكونة من البرلمان ومجلس الولايات أمس، إن حكومته ملتزمة بالحوار باعتباره وسيلة، وملتزمة بما يفضي إليه من نتائج، إضافة إلى عملها على دعم التنمية المستندة على رؤية استراتيجية واضحة في مجال السلام، وبالسعي لتعزيز هذه الرؤية في مخرجات الحوار الذي يجري حاليًا: «دون أن يكون ذلك تعبيرًا عن ضعف، أو إملاء من أحد»، وفقا لقوله.
ولتأكيد أن السلام خيار طوعي بالنسبة لحكومته، أشار البشير إلى أن الأوضاع الميدانية قبل إعلان وقف العدائيات كانت في أفضل أحوالها، وأن قواته أفلحت في تحجيم أعمال الحركات المسلحة، وحاصرتها في جيوب ضيقة، ومع ذلك أعلن وقف العدائيات انطلاقًا من نظرته لأهمية السلام.
وتعهد البشير ببسط سلطان الدولة بسطًا شاملاً ونهائيًا، وبحماية الحدود في كافة أجزاء البلاد في العام المقبل، مؤكدًا مواصلة الجهود في إصلاح المؤسسات والتشريعات لتحقيق النزاهة والشفافية من خلال وسائل متعددة، خاصة في المعاملات الإلكترونية المالية التي تيسر أداء الخدمات، وتضمن سرعتها وكفاءتها ونزاهتها.
في نفس السياق، تعهد البشير بحماية دماء المواطنين وأموالهم وأعراضهم، باعتبارها أولوية تسعى الدولة إلى تحقيقها عبر كل السبل، عن طريق الانتشار الشرطي الكامل، أو تطوير الخدمات الشرطية بإنشاء مجمعات خدمية متكاملة ومتطورة. وأوضح البشير أن الجهود بذلت في سبيل إرساء السلام وتنظيم الاتفاقيات الناجحة، التي ترسخ دعائم السلم في دارفور، بقوله «إذ جرى تمديد اتفاق الدوحة بآلياته الفاعلة عامًا آخر، فسيشهد مزيدًا من مشاريع التنمية وبث الأمن، ليعود النازحون إلى قراهم ويزاولوا نشاطهم المعهود».
وأضاف البشير أن الترتيبات تسير سيرًا حسنًا لإنجاز الاستفتاء، الذي سينظم في كل ولايات دارفور خلال شهر أبريل (نيسان) 2016. ليرسي دعائم المستقبل المتسم بالممارسة السياسية الراشدة في هذا الإقليم.
وبخصوص سياسات السودان الخارجية، قال البشير إنها ستظل قائمة على احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام خيارات الشعوب، وتابع موضحا «سنعمل جاهدين على تطوير وتوثيق علاقات السودان مع دول الجوار حفاظًا على وشائج القربى والأخوة وصونًا لأمننا الإقليمي». وجدد البشير موقف السودان الثابت من قضية فلسطين بقوله: «موقفنا ناطق بالثبات ومناصرة الحقوق العادلة في استعادة الأرض والحد من الاستيطان، وبخاصة المسجد الأقصى الذي يشهد مؤامرة التقسيم، حيث يصعِّد الاحتلال من عملياته القمعية ضد الشعب الفلسطيني المطالب بحقوقه الشرعية».
وتعهد الرئيس باستمرار سياسات الشراكات الاستراتيجية مع الصين وروسيا وتركيا والهند، والسعي لتواصل الحوار مع أوروبا وأميركا لحل القضايا العالقة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.