النجيفي لـ«الشرق الأوسط» : التدخل الروسي يحول العراق إلى ساحة جديدة للصراع الدولي

نائب الرئيس العراقي السابق أكد أن معركة الأنبار تحرز تقدمًا ولا بد من الاعتماد على عشائرها

أسامة النجيفي
أسامة النجيفي
TT

النجيفي لـ«الشرق الأوسط» : التدخل الروسي يحول العراق إلى ساحة جديدة للصراع الدولي

أسامة النجيفي
أسامة النجيفي

أعلن نائب الرئيس العراقي السابق، رئيس كتلة (متحدون) البرلمانية، أسامة النجيفي، أن التدخل الروسي على خط محاربة الإرهاب في العراق، سيفاقم الصراع هناك، ويحول العراق إلى ميدان جديد للصراع الدولي.
وقال النجيفي لـ«الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر دولي لمعالجة التحديات المشتركة بين العالم العربي والغرب، في جامعة أكسفورد البريطانية، أمس: «لا نعتقد أن وجود روسيا وسوريا في أي تعاون عسكري سيكون مفيدًا في المعركة ضد الإرهاب». ومضى يقول إن الدخول الروسي على خط الأزمة في العراق سيحقق مزيدًا من الصراع الدولي داخل الأرض العراقية، مما يؤدي إلى تأخير هزيمة الإرهاب وسيتم تنمية الإرهاب وتطويره.
وكان النجيفي يتحدث عن التحالف الرباعي الذي أعلن عن انضمام العراق إليه، ويشمل كذلك روسيا وإيران وسوريا، وقلل النجيفي من إمكانية قيام هذا التحالف، وقال: «رسميًا ليس هناك تحالف رباعي، هناك فقط مركز استخبارات مشترك بين الدول الأربع ونحن معترضون على هذا المركز أصلاً».
وقال: «علينا أن نعتمد في حربنا على الإرهاب على القدرات العراقية، والتحالف الدولي كالولايات المتحدة، وليس إدخال روسيا في صراع دولي على أرضنا». وقال النجيفي إن تحرير المناطق التي تحتلها «داعش» غرب العراق، بطريقة ناجحة وتؤدي للاستقرار، لن يتم إلا إذا شارك فيها وبشكل أساسي أبناء تلك المناطق.
وأضاف أن معركة تحرير الرمادي، التي تحرز تقدمًا يقودها الجيش العراقي، وتعتبر عشائر الأنبار هي الظهير لهذا الجيش في تحرير مناطقهم من أيدي تنظيم داعش، وقال إن المقاتلين من هؤلاء العشائر الذين قدر عددهم بنحو سبعة آلاف مقاتل، جرى تدريبهم من قبل الحكومة العراقية والجيش الأميركي. وقال إن هناك جهودًا تجرى حاليًا بشأن تحرير نينوى، وجرى تدريب عدد من المقاتلين من أبناء محافظة نينوى، وقال: «بدأنا بجهود فردية تدريب مقاتلين من أبناء محافظة نينوى، ولم تساهم معنا الحكومة العراقية بشكل فاعل، كما أن القوات الأميركية لم تساهم معنا في تدريب هؤلاء المقاتلين».
ومضى يقول: «إن هذه القوى المدربة تحتاج إلى تسليح، وتحتاج إلى معدات لازمة لتكون جاهزة لخوض المعركة، ونحن بحاجة إلى قوات أكبر وإلى تدريب عدد أكبر من المتطوعين لتحرير الموصل».
وقال إن معركة تحرير الرمادي تحقق تقدمًا من قبل الجيش العراقي وعشائر الأنبار، وقد وصلت القوات إلى أطراف مدينة الرمادي وما زال الإرهاب المتمركز داخل المدينة متحصنًا فيها ويعرقل تحرير الرمادي. وقدّر عدد القوات التي تمتلكها «داعش» داخل الرمادي نحو ألف مقاتل.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».