رام الله تعلن عن 57 «شهيدًا» منذ بداية الشهر الحالي.. بينهم 13 طفلاً

الاحتلال يعدم فلسطينيًا بدعوى محاولته طعن جندي.. والضفة تشهد مواجهات محدودة

جنود الاحتلال يعتقلون شابًا فلسطينيًا في مدينة جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود الاحتلال يعتقلون شابًا فلسطينيًا في مدينة جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

رام الله تعلن عن 57 «شهيدًا» منذ بداية الشهر الحالي.. بينهم 13 طفلاً

جنود الاحتلال يعتقلون شابًا فلسطينيًا في مدينة جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود الاحتلال يعتقلون شابًا فلسطينيًا في مدينة جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

قتلت إسرائيل فلسطينيًا في الضفة الغربية بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن على حاجز عسكري في الضفة الغربية، فيما قضى آخر بقطاع غزة متأثرًا بجروحه التي أصيب بها منذ نحو أسبوع في مواجهات شهدتها المناطق الحدودية الشرقية للقطاع.
وأطلق جنود إسرائيليون النار على فتى من سكان بلدة قباطية وقتلوه بدم بارد، بزعم أنه حاول تنفيذ عملية طعن على حاجز الجلمة في جنين شمال الضفة الغربية.
وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن الفتى «حاول طعن حارس بالسكين دون أن يصاب الحارس بأذى»، وأضاف: «يستدل من التحقيقات الأولية على أن المخرب توجه راكضًا باتجاه أحد الحراس شاهرًا سكينًا محاولاً طعنه، إلا أن الحارس استبقه وأطلق النار عليه وأرداه قتيلا». وشكك الفلسطينيون بالرواية الإسرائيلية، وقالوا إن الفتى تم إعدامه بشكل متعمد من قبل قوات الاحتلال.
ووفقا لمصادر فلسطينية فإن الفتى أحمد أبو كميل (16 عامًا) حين وصل إلى الحاجز لم يكن يحمل بيده أي سلاح أبيض أو أي آلة حادة، مشيرةً إلى أن الفتى ترك ينزف لوقت طويل ومنعت طواقم الهلال الأحمر من الوصول إليه حتى أعلن عن «استشهاده».
وفي غزة قضى خليل أبو عبيد (25 عامًا) متأثرًا بجروحه التي أصيب بها منذ نحو أسبوع شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إنه «بـ(استشهاد) الفتى كميل، والشاب أبو عبيد، يرتفع عدد (الشهداء) الذين ارتقوا منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، إلى 57 شهيدًا، بينهم 13 طفلاً، بينهم الأسير فادي الدربي الذي (استشهد) في مستشفى (سوروكا)، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد».
وقالت وزارة الصحة «إن 23.2 في المائة من (الشهداء) هم من الأطفال، فيما بلغ عدد (الشهداء) في الضفة الغربية بما فيها القدس 40 (شهيدًا)، وفي قطاع غزة 17 (شهيدًا)، من بينهم أم حامل وطفلتها ذات العامين، فيما (استشهد) شاب من منطقة حورة بالنقب، داخل أراضي 1948».
وشهدت بعض نقاط التماس في الضفة الغربية مواجهات محدودة أدت إلى إصابة فلسطينيين غالبيتهم بالرصاص المطاطي. وكانت المواجهات أقل حدة من الأيام الماضية سواء في الأعداد أو قوة الاشتباك ونوعية الإصابات.
لكن مستوطنين هاجموا حقول الزيتون في مناطق شمال الضفة الغربية وأحرقوا بعض الأراضي، وتصدى لهم شبان من اللجان الشعبية لحراسة القرى.
إلى ذلك، واصلت إسرائيل حملة الاعتقال الليلية في الضفة الغربية، واعتقلت نحو 14 فلسطينيًا من بينهم القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إسلام حامد الذي تتهمه بالمسؤولية عن إطلاق النار تجاه موقع عسكري إسرائيلي عام 2010.
وفي القدس، أغلقت الشرطة الإسرائيلية عددًا من أبواب القدس القديمة بدعوى أنها تبحث عن شاب فلسطيني حاول طعن مستوطن إسرائيلي قرب باب الأسباط وفر من المكان. في حين أعلنت عن اعتقال فتى يبلغ من العمر 17 عامًا من سكان يطا بالخليل، بدعوى العثور على «أداة حاد» (مفك) بحوزته، وتخطيطه لتنفيذ عملية طعن في تل أبيب. كما أغلقت حاجز قلنديا الواصل بين القدس ورام الله لعدة ساعات للاشتباه بوجود جسم مشبوه، مما أحدث أزمة سير خانقة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.