رئيس الوزراء الأردني يبحث مع نظيره المغربي تطورات الشرق الأوسط

ابن كيران يلتقي الملك عبد الله الثاني اليوم

رئيس الوزراء الأردني يبحث مع نظيره المغربي تطورات الشرق الأوسط
TT

رئيس الوزراء الأردني يبحث مع نظيره المغربي تطورات الشرق الأوسط

رئيس الوزراء الأردني يبحث مع نظيره المغربي تطورات الشرق الأوسط

بحث رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور مع نظيره المغربي عبد الإله ابن كيران في دار رئاسة الوزراء في عمان، أمس، العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وآخر التطورات والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط.
وحسب بيان لرئاسة الوزراء الأردنية أكد الجانبان الحرص على تعميق العلاقات المشتركة وتعزيزها في شتى الميادين، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وجرى خلال اللقاء بحث تعزيز التعاون بين البلدين في مجال استخراج واستغلال وتسويق الفوسفات باعتبار الأردن والمغرب من أكبر المنتجين والمصدرين لهذه المادة الحيوية على المستوى العالمي، والتعاون في مجال الطاقة المتجددة، لا سيما أن المغرب متقدم في هذا المجال.
بالإضافة إلى بحث العمل على تعزيز وتطوير التعاون الاقتصادي وزيادة حجم المبادلات التجارية بين البلدين في إطار الاتفاقيات التجارية التفضيلية الموقعة بين البلدين.
كما بحث الجانبان زيادة التعاون في مجالات السياحة وصناعة الأدوية وتكنولوجيا المعلومات بين البلدين، وذلك لرفع مستوى التبادل التجاري الذي يبلغ حاليا نحو 400 مليون دولار ويميل قليلا لصالح المغرب.
ووجه النسور تحية احترام وتقدير إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، مشيرا إلى احترام العالم كله لرؤيته في عملية الإصلاح.
وقال إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملك محمد السادس «التقطا الساعة الصحيحة والتوقيت الصحيح لإحداث الإصلاحات الصحيحة بالمقدار الصحيح وبالحكمة والحسابات الدقيقة»، مشيرا إلى أن «الشعبين الأردني والمغربي ينالان قطافها الآن». ولفت إلى «ما فعله الأردن والمغرب في الدمقرطة والتوسع في الحريات العامة والتوسع في تفويض السلطة من قبل الملك عبد الله الثاني والملك محمد السادس، حيث أخذ شعبا البلدين المغزى بأن ما فعلنا جنّب القطرين الشقيقين الويلات التي تستطيع دول أخرى تفاديها، وإن كنا نتوقع بأن تلك الدول لو سادها الحكمة لكان الحصاد مختلفا والنتائج مختلفة أيضا».
وبخصوص اجتماعات اللجنة العليا الأردنية - المغربية المنوي عقدها في الرباط، أوضح النسور أنها دليل على استمرار البلدين في وتيرة التعاون والتعامل، معربا عن أمله أن يتمخض عنها مزيد من المشاريع المشتركة. وأشار إلى أن هناك الكثير مما يجمعنا على أكثر من صعيد اقتصادي وعلمي وثقافي.
بدوره، قال ابن كيران إن الأردن والمغرب تجمعهما علاقات خاصة، أرسى دعائمها قيادتا البلدين. وأضاف: «إننا أمام ظروف صعبة وتحديات أخرى، سنتجاوزها لتعزيز مسار الإصلاح الديمقراطي ومواجهة تحدي التنمية وتحدي المحافظة على وحدة الأمة العربية والإسلامية والرفع من شأنها بين الأمم».
وقال إن الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني «هما من أكثر القادة المؤهلين ليقوموا بهذه المهمة برفقة وتعاون ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية الأخرى».
وأشاد ابن كيران بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قادها الملك عبد الله الثاني «بحكمة واقتدار» في الأردن.
وكان من المنتظر أن يقابل ابن كيران أمس الأحد العاهل الأردني وكبار المسؤولين الأردنيين. وكانت جرت مراسم استقبال رسمية لرئيس وزراء المملكة المغربية لدى وصوله إلى دار رئاسة الوزراء، حيث كان الرئيس النسور في مقدمة مستقبلي ابن كيران، كما كان في الاستقبال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، وأمين عمان عقل بلتاجي، ومحافظ العاصمة خالد أبو زيد.
وعزفت الموسيقى السلامين الملكيين الأردني والمغربي، بينما استعرض ابن كيران حرس الشرف الذي اصطف لتحييه.
ويرافق الضيف، في زيارته إلى المملكة، التي تستمر ثلاثة أيام، مستشاره عبد الرحمن الشيخي، ومدير التشريفات في رئاسة الحكومة المغربية عمر ايت، والسفير المغربي لدى عمان لحسن عبد الخالق.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.