تحرك نوعي لمقاومة تهامة بدعم من التحالف.. ومواجهات عنيفة في الدريهمي وريمة

مقاومة الحديدة تعلن تحذيرها الأخير للموالين للحوثي

تحرك نوعي لمقاومة تهامة بدعم من التحالف.. ومواجهات عنيفة في الدريهمي وريمة
TT

تحرك نوعي لمقاومة تهامة بدعم من التحالف.. ومواجهات عنيفة في الدريهمي وريمة

تحرك نوعي لمقاومة تهامة بدعم من التحالف.. ومواجهات عنيفة في الدريهمي وريمة

شرعت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة الواقع غرب اليمن، الذي يضم 4 محافظات، بتنفيذ خططها العسكرية لمواجهة ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، التي تعتمد على عدة محاور، أبرزها حجة، وريمة، والقرى المتاخمة لإقليم تعز.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن تحرك المقاومة الشعبية في إقليم تهامة يأتي بالتزامن مع تكثيف طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لعدد من المواقع الرئيسية لميليشيا الحوثيين، ومستودعات السلاح في الإقليم، إضافة إلى الحشد العسكري للمقاومة الشعبية والجيش النظامي الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، في منطقة مأرب، وعلى تخوم الجوف المتاخمة لحدود حجة من الشمال.
وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن هناك تنسيقًا متواصلاً مع المقاومة الشعبية في المدن التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، وتحديدًا في إقليم تهامة، الذي يعيش مرحلة إعداد ألوية عسكرية متكاملة، حول آلية الضربات التي تنفذها المقاومة بالتزامن مع الضربات الجوية، وذلك بهدف تكبيد الحوثيين أكبر خسائر قبيل عملية التحرير.
وأضاف المصدر أن عملية تحريك الجيش النظامي والمدرب الذي يجمع في تشكيله الكثير من أفراد المقاومة، لا بد أن تتم وفق خطط واضحة تتمثل في معلومات مؤكدة حول قوة ومكان وجود العدو «على حد وصفه»، وهو ما تقوم به المقاومة الشعبية من عملية عسكرية وفتح ثغرات في ميليشيا الحوثي تساعد الجيش وقوات التحالف العربي إلى التوغل البري دون وجود مفاجآت تنعكس سلبًا على هذا التحرك.
وقامت المقاومة الشعبية فجر أمس (الجمعة)، تنفيذ جملة من الهجمات العسكرية، مع ضرب طيران التحالف لمواقع تجمع الحوثيين في شمال مديرية الزيدية بالقرب من محافظة الحديدة، شعر بها سكان المدينة، الذين رصدوا سيارات الإسعاف التي تسيطر عليها الميليشيا وهي تنقل مصابيها بالعشرات إلى أقرب المستشفيات في المحافظة، في حين لم يقدر شهود العيان عدد القتلى في صفوف الميليشيا.
ونجحت قوات التحالف العربي، أثناء غاراتها الجوية لمنطقة ميدي التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، من استهداف إبراهيم محمد علي الكحلاني، المسؤول الأمني لميليشيا الحوثي في محافظة حجة، ومشرف جبهة ميدي، كما يعد الكحلاني أحد أكبر قيادات أنصار الله في إقليم تهامة، والمسؤول عن جبهات القتال ضد الشرعية.
وقال عبد الحفيظ الخطامي صحافي وناشط اجتماعي في محافظة الحديدة، إن المقاومة الشعبية في إقليم تهامة طورت من عملياتها القتالية لمواجهة ميليشيا الحوثيين، من خلال قيامها بسلسلة من الهجمات النوعية في محافظات الحديدة، حجة، وريمة.
تابع الخطامي: «إضافة إلى العملية التي نفذت من أبطال الزرانيق، فجر أمس (الجمعة)، في هجوم على عربة نقل لأفراد ميليشيا الحوثيين في مدخل مدينة بيت الفقيه قادمين من منطقة الجحبة إلى مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، التي نتج عنها عشرات القتلى في صفوف الحوثيين، إضافة إلى المقاومة الشعبية لإقليم تهامة استهدفت نقطة تابعة لميليشيات الحوثي في مفرق العطاوية بمديرية الزيدية، أسفرت عن إصابات متفرقة لأفراد ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح.
وحول المحاور التي اعتمدتها المقاومة الشعبية في إقليم تهامة، قال الخطامي إن المقاومة الشعبية تقوم بعدة أدوار للدفاع عن المنطقة، ومن ذلك صد الهجوم الحوثي على جميع المنشآت، كما تقوم بتنويع هجماتها وتحديد المواقع المستهدفة، التي تعتمد على مركز تجمع جماعة الحوثي ومنها مهاجمة نقطة تابعة لميليشيات الحوثي في المدخل الرئيسي لمحافظة ريمة بالأسلحة الرشاشة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
ولفت الخطامي إلى أن العمليات التي تنفذها المقاومة الشعبي تأتي متوافقة مع العمليات الجوية التي تنفذها قوات التحالف العربي، بضرب أبرز مواقع تجمعات ومخازن أسلحة الحوثيين، في شمال وجنوب مدينة الحديدة، إذ تمكن طيران التحالف من قصف منطقة الكداح بالخوخة مستهدفا مواقع لميليشيات الحوثي والمخلوع، يتبعه على الأرض استهداف المقاومة الشعبية لنقاط أمنية تابعة لميليشيا الحوثي في مديرية بني قيس بمحافظة حجة، باستخدام قذائف «آر بي جي» على هذه النقاط الأمنية، ومنها منطقة اللوحة بالمديرية.
وفي سياق متصل، وجهت المقاومة التهامية تحذيرًا للمتحوثين من تهامة (الموالين للحوثي)، الذي قالت إنه آخر تحذير، على امتداد الشريط الساحلية، خصوصا في مدينة الخوخة والدريهمي والقرى التابعة لها، بأنهم سيكونون أهدافًا مشروعة للمقاومة وبأن عليهم سرعة طرد الميليشيات المسلحة من بيوتهم وعدم التهاون معهم أو التجنيد لها، وأن من ثبت تعاونه مع الميليشيات أو جند لها أو جعل منزله مخزنًا للأسلحة سيكون هدفًا من أهداف المقاومة.
ويأتي ذلك التحذير بعدما كانت المقاومة قد نشرت بعض أسماء من وصفتهم بـ«الخونة» وبأنهم سيكونون أهدافهم المشروعة، وحددتهم بـ47 شخصًا.



أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».