منهج دراسي جديد للحوثيين يتضمن فكرهم المتطرف

يحتوي على كلمات لحسين بدر الدين الحوثي.. وإيران تتعهد بطباعته كاملاً

تلاميذ بالتعليم الأساسي في صنعاء  (غيتي)
تلاميذ بالتعليم الأساسي في صنعاء (غيتي)
TT

منهج دراسي جديد للحوثيين يتضمن فكرهم المتطرف

تلاميذ بالتعليم الأساسي في صنعاء  (غيتي)
تلاميذ بالتعليم الأساسي في صنعاء (غيتي)

قالت مصادر في صنعاء إن وزارة التربية والتعليم لن تطبع أو تنزل منهجا دراسيا للعام الدراسي الجديد، 2015 – 2016، وإنها خصصت موقعا إلكترونيا ليقوم الطلاب وأولياء الأمور بتنزيل المنهج السابق من الموقع. وجاءت هذه المعلومات بعد التأكد من اعتزام المتمردين الحوثيين تأليف منهج دراسي جديد، وتعميمه على المدارس، خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المنهج الدراسي، الذي أعده الحوثيون يتعلق بالمرحلة الأساسية (الصف الأول حتى التاسع)، وهي المرحلة التي تشمل المرحلتين، الابتدائية والإعدادية.
وبحسب منشور تداولته بعض وسائل الإعلام والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن وزارة التربية والتعليم «رفضت المنهج الجديد لطلاب التعليم الأساسي المقر من قبل الحوثيين»، الذي «يحتوي على كلمات لحسين بدر الدين الحوثي وقصص مختلقة, وتشير المعلومات التي يتداولها الناشطون إلى أن الوزارة رفضت طباعة المنهج الجديد بحجة عدم وجود ورق وإلى أن الحوثيين أعلنوا أن جمهورية إيران تعهدت بطباعة المنهج الدراسي الجديد، كاملا.
ورفض الكثير من العاملين في حقل التربية والتعليم التعليق على الخبر، خشية تعرضهم لإجراءات عقابية من الميليشيات الحوثية، كما تعرض ويتعرض كل المعارضين والمخالفين للحوثيين في الرأي.
وقال أحد هؤلاء التربويين لـ«الشرق الأوسط»، والذي اشترط عدم ذكر اسمه، إن إنزال منهج دراسي «يحتوي على صور مؤسس جماعة الحوثي حسين بدر الدين الحوثي وكذلك الدروس التي يحاول من خلالها الحوثيون حصر الولاية بهم وتعليمها للأجيال، يعد انقلابا على ثورتي سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدتين ويفتح الطريق أمام أعداء الوطن من خلال فرض الوصاية على الشعب التي تتبناها اليوم هذه الجماعة من خلال التسويق لفكرها».
التربوي اليمني أكد أن ما يسعى إليه الحوثيون «لن يتم خصوصا أن هذه الجماعة قد أثبتت للجميع من خلال تصرفاتها أنها لم تكن تحمل مشروع بناء دولة بل أجندة خارجية ومشروع تدمير وعدم قبولها بالآخر يؤكد النزعة الطائفية التي تنتهجها هذه الجماعة».
وفي سياق استهدافهم للتعليم في اليمن، كان الحوثيون اتخذوا، الأسبوع الماضي، قرارا بإغلاق 13 جامعة أهلية ونحو 50 برنامجا تخصصيا في عدد من الجامعات الأخرى، وهو القرار الذي صدر عن وزارة التعليم العالي، بصورة مباشرة، دون العودة إلى اللجان الأكاديمية الخاصة بإصدار قرارات الإغلاق، واعتبرت بعض الأوساط اليمنية، القرار يندرج في إطار تدمير اليمن.
يأتي هذا بالإضافة إلى ما أكدته الكثير من المصادر من أن الجامعات الأهلية تعرضت، الفترة الماضية، لعمليات ابتزاز مالي كبيرة من قبل أشخاص نافذين في الميليشيات الحوثية، على غرار ما يتعرض له القطاع المالي الخاص وكل القطاعات في اليمن، منذ الانقلاب على الشرعية.
وضمن ما سرب من المنهج الدراسي الجديد، تمرينات دراسية وأسئلة تكرس لدى الأطفال التعرف إلى السلاح والتعلق به كأمر طبيعي، إضافة إلى شعار الصرخة الحوثي، الذي أخذوه عن الإيرانيين، وصور لحسين الحوثي (شقيق زعيم المتمردين، عبد الملك الحوثي).
وكانت وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، ضمن الوزارات التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثيين، وإلى جانب التدمير الذي تعرضت له المؤسسات التعليمية في البلاد على أيدي الميليشيات الحوثية من خلال السيطرة والتوجيه السياسي وتصفية المعارضين بداخلها، عمدت الميليشيات إلى احتلال المدارس والمنشآت التعليمية في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات، وحتى على مستوى المدن والقرى والبلدات والمديريات.
وحولت الميليشيات المدارس إلى مواقع عسكرية في طول وعرض البلاد، وما زالت تستخدمها في بسط سيطرتها على المناطق التي تقع فيها المدارس، إلى جانب تحويلها إلى مخازن للأسلحة والذخائر وسجون للمعارضين والمناوئين في كثير من المحافظات اليمنية.
وقد مر العام الدراسي، الماضي، في اليمن بصعوبة ولم تتمكن معظم المدارس من إكمال المناهج الدراسية واعتمدت على نتائج الطلاب للفصل الدراسي الأول، فيما ما زالت البلاد مفككة ومقسمة، ولا يعرف مستقبل الطلاب فيها للعام الدراسي الجديد.
ويعتقد مراقبون في الساحة اليمنية أن الحوثيين لن يتورعوا عن القيام بأي أعمال مهما كانت استفزازية للمواطنين، والتحكم بمصائرهم، إلى جانب إهانة المعتقدات، ويشير المراقبون إلى خطورة سيطرة المتمردين على وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية، في إطار سعيهم إلى فرض مسألة وجودهم كأمر واقع ولفترة طويلة من الزمن، بحسب المراقبين.



غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
TT

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)

في الوقت الذي جدد فيه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة المدعومة من إيران مستهدفة محافظتي الحديدة والبيضاء.

جاءت هذه التطورات في وقت أفادت فيه هيئة بريطانية مختصة بالأمن البحري بأن سفينة أبلغت عن تعرُّضها لهجمات لم تصبها أثناء وجودها في جنوب البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن منذ نحو عام تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

في هذا السياق، أفاد مكتب غروندبرغ في بيان، الثلاثاء، بأنه التقى في مسقط بكبار المسؤولين العُمانيين والمتحدث باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام.

وبحسب البيان، ناقش المبعوث الأممي التدابير اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن، وتحسين الظروف المعيشية، والاستجابة للتطورات الإقليمية. كما استكشفت المناقشات سبل تعزيز الالتزامات نحو عملية سياسية يمنية شاملة.

وفي اجتماع غروندبرغ مع المتحدث باسم الحوثيين، ذكر البيان أنه طالب أيضاً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من المعتقلين تعسفياً.

ويأمل المبعوث الأممي أن تقود جهوده إلى تحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي ازدادت تعقيداً مع هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن وتصعيدهم إقليمياً، وهو ما أدى إلى تجمد التوصل إلى اتفاق للسلام.

غارات غربية

ضمن العمليات التي تقودها واشنطن في اليمن منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها، الثلاثاء، غارات لليوم الرابع على التوالي، وصفتها بـ«الأميركية البريطانية».

ونقل إعلام الحوثيين أن 3 غارات استهدفت منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

وإذ لم تشر الجماعة إلى الأضرار الناجمة عن هذه الغارات، قالت إن غارة استهدفت سيارة في مديرية الصومعة في محافظة البيضاء، كما استهدفت غارتان نفذتهما طائرة أميركية من دون طيار أهدافاً في مديرية ذي ناعم والصومعة في المحافظة نفسها الواقعة إلى الجنوب الشرقي من صنعاء.

وكانت الجماعة اعترفت أنها تلقت، الاثنين، 7 غارات، وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)

وفي حين بلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي؛ لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة، في رسالة استعراضية فُهمت على أنها موجَّهة إلى إيران بالدرجة الأولى.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

هجوم دون أضرار

في سياق التصعيد الحوثي ضد السفن، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على مسافة 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت، الثلاثاء، عن انفجارات عدة في محيطها.

وبينما أضافت الهيئة أنه لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار بالسفينة، وأن الطاقم بخير، لم تتبنَّ الجماعة الحوثية من جهتها المسؤولية عن هذه الهجمات على الفور.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان قد وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

وخلال الأشهر الماضية تبنّت الجماعة إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

من آثار الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.