الجبير: إيران جزء من المشكلة وروسيا تذكي الصراع الطائفي بالشرق الأوسط

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قبيل اجتماع مع نظرائه الأميركي والروسي والتركي، اليوم، في فيينا، إن الأعمال الروسية في سوريا تذكي الحرب هناك، وإن الصراع لن ينتهي إلا بخروج الرئيس بشار الأسد دون شروط. بينما أظهرت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لقناة تلفزيونية، فتورا روسيا تجاه الاجتماع، بسبب استبعاد إيران منه.
وقد صدرت هذه التصريحات في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر تركية، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن أنقرة كانت تلقت تأكيدات عن استعداد الروس للنظر في مصير الأسد، مشترطين عملية انتقالية من 18 شهرا يكون الأسد فيها جزءا من السلطة، على أن تجرى بعدها انتخابات رئاسية يحق للأسد الترشح فيها.
واستبق وزير الخارجية السعودي القمة الدبلوماسية التشاورية بشأن القضية السورية، والتي تعقد صباح اليوم في فيينا، بالتأكيد على الموقف السعودي المعلن بضرورة الرحيل العاجل غير المشروط للرئيس بشار الأسد، كحل لوقف الصراع الذي تشهده سوريا. الأمر الذي أكده وزير الخارجية الأميركي جون كيري من برلين بقوله إن «شيئا واحدا يقف في طريق الحل في سوريا.. الأسد».
ويلتقي بالعاصمة النمساوية فيينا اليوم كل من جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، وسيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، وعادل الجبير وزير الخارجية السعودي، وفريدون أوغلو وزير الخارجية التركي، للتشاور حول الكيفية التي يمكن أن تنقذ الشعب السوري من الحرب التي تطحنه لفترة ناهزت الخمس سنوات.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد وصف التدخل الروسي في سوريا بالخطير والخطير جدا «لكونه يزيد من تفاقم الصراع الدائر»، مضيفا أن السعودية قد أوضحت ذلك للحكومة الروسية.
جاء ذلك في معرض ردود للجبير على أسئلة الصحافيين، قبل لقائه بنظيره سيباستيان كورتس، وزير الخارجية النمساوي، بمبنى الخارجية النمساوية.
إلى ذلك، أوضح الجبير أن السعودية تعتقد أن التدخل الروسي سينظر له على أنه اقتحام روسي لصراع طائفي بمنطقة الشرق الأوسط، محذرا مما قد يؤجج المشاعر في الشارع العربي، ومما قد يزيد من تدفق المقاتلين، مؤكدا أن التصرفات الروسية في سوريا تغذي الحرب التي لا يمكن أن تنتهي إلا مع خروج غير مشروط للرئيس الأسد من سوريا.
وردا على سؤال عما إذا كان الرئيس بشار الأسد يمكن أن يلعب دورا في أي حكومة سورية مؤقتة، قال الوزير السعودي إن «السيناريو الأحسن يتمثل في أن نستيقظ صباحا ولا يكون الأسد موجودا»، مشددا على أن دور الأسد يتمثل في مغادرة سوريا.
في سياق موازٍ، وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، ثمنت مصادر دبلوماسية غربية أهمية المشاركة السعودية في لقاء فيينا الذي وصف بأنه بالغ الأهمية، عله يساعد على وقف الدماء والحرب التي تطحن الشعب السوري بمختلف فصائله سواء حكومية أو معارضة أو رافضة للطرفين وبقية الأطراف التي ترفع السلاح. وفيما لم يعلن بعد مكان اللقاء، توقعت مصادر أن يتم بمقر السفارة الأميركية في فيينا.
وقالت مصادر تركية، لـ«الشرق الأوسط»، إن التجاوب التركي مع الدعوة الأميركية للقبول بالأسد كجزء من المرحلة الانتقالية مرده إلى إشارات تلقتها أنقرة عن استعداد الروس للنظر في مصير الأسد، مشترطين عملية انتقالية من 18 شهرا يكون الأسد فيها جزءا من السلطة، على أن تجرى بعدها انتخابات رئاسية يحق للأسد الترشح فيها، وهو ما أكدت المصادر التركية أنه مرفوض من أصدقاء الشعب السوري كافة. وأشارت المصادر إلى أن الرد التركي جاء من خلال إعلان مقابل عن القبول بوجود الأسد «رمزيا» ولمدة ستة أشهر.
وأكدت مصادر في المعارضة السورية وجود هذا التوجه، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن دخول الروس في لعبة المفاوضات حول المهل الزمنية لرحيل الأسد قد يكون مؤشرا إيجابيا، مشددة على أنه من غير المطروح القبول بالأسد شريكا في المرحلة الانتقالية، ولا دخوله في أي انتخابات مستقبلية، مهما كانت الضمانات المطروحة.
وفي إطار تطوير «هجومها» على صعيد الأزمة السورية، استبقت موسكو اللقاء الرباعي المرتقب اليوم في فيينا بتصريحات أدلى بها سيرغي لافروف إلى القناة الإخبارية الرسمية «روسيا 24»، قال فيها: «إننا واثقون من أنه لا آفاق للمحاولات الرامية إلى إنشاء مجموعة خارجية داعمة للتسوية السورية من دون مشاركة إيران. كما أننا واثقون من أنه من المهم مبدئيا أن تضم مثل هذه المجموعة في الظروف الراهنة مصر وقطر والإمارات العربية والأردن».
وأوضح لافروف أن روسيا عندما وافقت على صيغة المحادثات التي اقترحها شركاؤها بشأن اللقاء المزمع عقده في فيينا، أكدت على موقفها هذا، وعلى ضرورة إشراك الدول المذكورة في عملية التسوية السورية. وقال الوزير الروسي إن «موسكو ستنطلق من مواقف بناءة خلال اللقاء الروسي الأميركي السعودي التركي حول سوريا»، اليوم.
غير أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال إن إيران جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل، وذلك في معرض رده على تصريح لافروف.
إلى ذلك، قالت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أمس الخميس، إنه من الضروري إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في عملية الانتقال السياسي في سوريا. وقالت للصحافيين أثناء زيارة لبرلين، أمس: «أرى أننا تعلمنا من دروس العراق أنه يجب أن نحرص على أن تكفل العمليات والتحولات السياسية سلامة كل مكونات المجتمع وإشراكها في العملية»، بحسب ما نقلته «رويترز». وأضافت بقولها: «هذا ما نعكف على دراسته، ومن ثم فإن الانتقال يجب يقينا أن يكون فيه الأسد، وسيكون جزءا من مرحلة البداية».
إلى ذلك، بحث الجبير مع نظيره النمساوي سيباستيان كورتس، أمس، القضايا بالمنطقة وعلى رأسها القضية السورية، وضمان مستقبل مستقل لسوريا، وحل لهذا النزاع الذي يؤدي إلى مرحلة انتقالية لا تشمل وجودا لبشار الأسد. كما بحث معه الجوانب التجارية وتعزيزها، مشيرا إلى أنه وجه الدعوة إلى وزير الخارجية النمساوي لزيارة السعودية في المستقبل.
وتشهد فيينا اليوم اجتماعا دبلوماسيا آخر يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي ونظيراه التركي والنمساوي، بالإضافة للمسؤولة عن الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وذلك لمناقشة آخر تطورات قضية المهاجرين وطالبي اللجوء ممن لا تزال فيضاناتهم تتدفق من سوريا والعراق نحو أوروبا بحثا عن ملاذ آمن.