عباس: لا نريد التصعيد والعنف.. ومستعدون لمفاوضات وفق الشرعية

بان كي مون بعد لقائه الرئيس الفلسطيني يشدد على وقف العنف وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يصافح السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمرهما الصحافي في رام الله (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يصافح السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمرهما الصحافي في رام الله (أ.ب)
TT

عباس: لا نريد التصعيد والعنف.. ومستعدون لمفاوضات وفق الشرعية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يصافح السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمرهما الصحافي في رام الله (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يصافح السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمرهما الصحافي في رام الله (أ.ب)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الفرصة ما زالت قائمة لإحياء عملية السلام، وإنه يريد العودة إلى المفاوضات، ولكن بعد أن تلتزم إسرائيل بتنفيذ ما عليها من تعهدات وفق القوانين الدولية.
وأعلن عباس في مؤتمر صحافي مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، في مقر الرئاسة في رام الله، التزامه بالعودة إلى عملية السلام، لكن بشرط أن تتوفر «الشجاعة لدى الإسرائيليين» من أجل ذلك، محددا شروط أي عودة للمفاوضات، بوقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى والتزام إسرائيل بالاتفاقيات.
وقال عباس إن الفلسطينيين لا يريدون العنف ولا التصعيد الميداني، ولا يدعون للكراهية، لكن «اليأس والإحباط من استمرارا الاحتلال، وانسداد الأفق السياسي، وانغلاق المستقبل أمام الشباب، إضافة إلى إجراءات الخنق الاقتصادي، والإذلال اليومي، جميعها أسباب ولدت هذه الحالة من التمرد على الواقع».
وأضاف: «إننا نطمح للعيش في أمن وأمان واستقرار في وطننا ومع جيراننا كافة، ومع الإسرائيليين أيضا. وإنني أجدد القول هنا، إن يدنا ما زالت ممدودة للسلام القائم على الحق والعدل، وإن الإنكار لحقوقنا والبطش بشعبنا لن يجديا، وإن الفرصة ربما ما زالت سانحة من أجل سلام حقيقي على أساس الشرعية الدولية. نحن لا نريد أن نطلب أكثر مما قررته الشرعية الدولية، ونحن ملتزمون به إذا ما توفرت الشجاعة والإرادة لدى الطرف الآخر».
وحذر عباس من تطور الأحداث نحو حرب دينية، إذا «استمر الاحتلال وانتهاكاته للمقدسات المسيحية والإسلامية في القدس الشرقية، وخصوصا للمسجد الأقصى»، مشددا على ضرورة «الحفاظ على الوضع التاريخي القائم وليس الوضع القائم الذي فرضته إسرائيل منذ عام 2000».
وجدد عباس طلبه «توفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني»، قائلا إن من واجبات السلطة حماية شعبها، لكننا فقدنا «القدرة على حماية أنفسنا وشعبنا من الهجمات الإرهابية للمستوطنين وللجيش». وأضاف مخاطبا بان كي مون: «نأمل أن تساعدونا في الحصول على الحماية الدولية في ظل ما يتعرض له شعبنا، جراء الاحتلال والاستيطان وعنف وإرهاب المستوطنين، وبما فيها إجراءات العقاب الجماعي (..) أين يوجد هذا في أي مكان في العالم؟ هو ليس موجودا إلا عندنا، إذا ارتكب شخص فعلا ما فتتم معاقبة عائلته وبلده، مثل عمليات هدم البيوت، وتشريد عشرات العائلات، وتركها دون مأوى».
واتهم عباس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بضرب الاتفاقيات بين إسرائيل والسلطة عرض الحائط، وقال إنه من دون التزام إسرائيل فإنه لا يمكن الاستمرار بها. واعتبر عباس نيل الشعب الفلسطيني استقلاله في دولته الخاصة به على حدود عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، وإطلاق سراح جميع الأسرى من السجون الإسرائيلية، هو الضمانة الأكيدة والوحيدة للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وسخر عباس من نتنياهو الذي قال إن سبب «الهولوكوست» ليس الزعيم الألماني أودلف هتلر إنما الحاج الفلسطيني أمين الحسيني، قائلا: «إنه يبرئ هتلر (...) ويتهم الحاج أمين الحسيني بهذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق اليهود، الآن يقول إن هتلر غير مسؤول عنها، هذه طريقة دنيئة حقيرة يريد منها نتنياهو أن يغير تاريخهم، ويتهم الحج أمين الحسيني بأنه من ارتكب الجرائم بحقهم».
وزاد عباس متهما نتنياهو بإيواء «داعش» و«النصرة» في إسرائيل قائلا: «لقد اتهمني السيد نتنياهو بأنني (داعش). أنا ضد (داعش) وضد (القاعدة) وضد (النصرة) و(السمرة والغبرة)، وضد كل إرهاب في العالم، وضد المستوطنين الإرهابيين، لكن أريد أن أسال نتنياهو: أين يوجد (داعش) و(النصرة) عنده؟ أين يقيمون عنده؟ لا أريد أن أعطي جوابا، فليسأل صحافته الإسرائيلية أين يوجدون عنده».
ولم يعقب بان كي مون في رام الله على تصريحات نتنياهو، الذي كان التقاه قبل يوم واحد فقط، واكتفى بالقول إن الطريقة الوحيدة لإنهاء مختلف أعمال العنف تتم من خلال حل سياسي يتضمن إقامة دولة فلسطينية تعيش بأمن وسلام مع دولة إسرائيل ومع مختلف الجيران في المنطقة.
وشدد بان كي مون على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي ويلتزم بتحقيق خيار السلام بين فلسطين وإسرائيل، مضيفا: «تحدينا الأكبر هو إيقاف العنف، ووقف إزهاق مزيد من الأرواح بسبب العنف».
ونقل بان كي مون عن نتنياهو أن إسرائيل ستقدم كل الضمانات بأنها لا تريد تغيير أي شيء في القدس، ولا تريد تغيير الوضع القائم في المدينة.
وحث على إنهاء العنف بين إسرائيل والفلسطينيين قائلا: «الطريق الوحيد لإنهاء العنف هو تحقيق تقدم حقيقي وملموس باتجاه حل سياسي، بما في ذلك إنهاء الاحتلال الإسرائيلي».
ومن جهتها قالت حركة حماس إن تصريحات بان كي مون خلال زيارته للمنطقة، منحازة للاحتلال وتتعارض مع القانون الدولي.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.