26.5 % نسبة المشاركة الرسمية في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية

بعثتا الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي أشادتا بنزاهة العملية الانتخابية رغم ضعف الإقبال

موظفون تابعون للجنة الانتخابات أثناء عدهم الأصوات بعد الجولة الأولى للانتخابات المصرية (إ.ب.أ)
موظفون تابعون للجنة الانتخابات أثناء عدهم الأصوات بعد الجولة الأولى للانتخابات المصرية (إ.ب.أ)
TT

26.5 % نسبة المشاركة الرسمية في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية

موظفون تابعون للجنة الانتخابات أثناء عدهم الأصوات بعد الجولة الأولى للانتخابات المصرية (إ.ب.أ)
موظفون تابعون للجنة الانتخابات أثناء عدهم الأصوات بعد الجولة الأولى للانتخابات المصرية (إ.ب.أ)

قال المستشار أيمن عباس، رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية في مصر، أمس، إن نسبة المشاركة في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، والتي شملت 14 محافظة، بلغت 26.56 في المائة.
وأضاف عباس، خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون المصري، أن إجمالي الأصوات بلغ 7278594 صوتا، مضيفا أن الأصوات الصحيحة بلغت 6584128 بنسبة 90.46 في المائة. وجاءت محافظة الوادي الجديد الأعلى في التصويت بنسبة 37 في المائة، بينما جاءت محافظة الجيزة كأقل المحافظات إقبالا بنسبة 21 في المائة.
ويبلغ عدد الناخبين في محافظات المرحلة الأولى 27 مليونا و402 ألف و353 ناخبا. وأشار عباس إلى نجاح 4 مرشحين «فردي» في الجولة الأولى للانتخابات من بين 2548 مترشحا، وهم: عبد الرحيم علي محمد (دائرة الدقي)، ومحمد حمد محمد دسوقي (دائرة مدينة أسيوط)، ومحمد الباشا عيد أحمد (دائرة ديروط)، وجمال محمد آدم (دائرة الواحات الخارجة). في حين نجحت قائمتا «في حب مصر» في قطاع غرب الدلتا وجنوب الصعيد.
وأشار إلى أن الإعداد لعملية الانتخابات جاء بالتعاون بين أجهزة الدولة، ومنها القوات المسلحة التي نقلت أكثر من 2000 قاض إلى لجانهم الانتخابية، فضلا عن تأمين القضاة، وخرجت الانتخابات دون حادث يعوق سير عمل الانتخابية. كما وجه الشكر لجميع الوزارات. وقال رئيس اللجنة إن 97 في المائة من اللجان الفرعية انتظم العمل بها في الانتخابات، وإنه لا يوجد سوى 3 في المائة من المخالفات الخاصة بتأخر اللجان والضوابط الإعلامية والإعلانية والانتهاكات داخل بعض اللجان الفرعية.
في السياق ذاته، أعربت جامعة الدول العربية عن ارتياحها للأجواء التي جرت فيها عملية الاقتراع في انتخابات مجلس النواب داخل مصر وخارجها، مؤكدة أن بعثة الجامعة ستواصل عملها ومتابعتها لمجريات جولة الإعادة والمرحلة الثانية، على أن تصدر تقريرها النهائي متضمنا ملاحظاتها التفصيلية وتوصياتها بعد إعلان النتائج النهائية ونسب المشاركة من قبل اللجنة العليا للانتخابات، لترفعه إلى الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمينة العامة المساعدة للجامعة العربية لقطاع الإعلام والاتصال، رئيس بعثة الجامعة في متابعة الانتخابات، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن بعثة الجامعة تسجل أن كل الجهات المعنية بالعملية الانتخابية وعلى رأسها اللجنة العليا للانتخابات والقضاة والجيش والشرطة والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة، بذلت جهدا كبيرا في هذه الجولة، مؤكدة على ضرورة بذلها المزيد من الجهود لمعالجة ما ظهر من ملاحظات خلال الجولة الأولى وتفاديها في الجولات المقبلة.
وكشفت أبو غزالة أن المتابعين في الميدان استخدموا لأول مرة آلية جديدة لرصد العملية الانتخابية، وذلك باستخدام الاستمارات الإلكترونية من خلال برنامج يتلقى ملاحظات المتابعين ويحدثها بشكل متواصل، ويحول هذه الملاحظات إلى غرفة العمليات عن طريق رسومات بيانية وإحصائيات مئوية.
وأضافت أن فرق البعثة زارت خلال يومي الاقتراع 1266 لجنة اقتراع، و25 لجنة فرز، وكانت موجودة في 466 مركز اقتراع في 11 محافظة. وتم رصد عدد من الملاحظات تتعلق بفترة الدعاية الانتخابية، والتي شهدت بعض التجاوزات لا سيما استمرارها خلال يومي الاقتراع. وتعتبر البعثة أن هذه التجاوزات وإن كانت لا تؤثر بشكل جوهري على العملية الانتخابية إلا أنها يجب تلافيها خلال الجولة المقبلة.
وأكدت رئيسة بعثة الجامعة العربية في متابعة الانتخابات أن أهم ملاحظات البعثة تتركز في تأخر بعض اللجان عن موعد بدء الاقتراع الرسمي، مؤكدة أن الكمية الكافية من المواد الانتخابية توافرت في غالبية اللجان. وأشادت أبو غزالة بنسبة مشاركة المرأة المصرية في الانتخابات، وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، كما لاحظت مشاركة نسبة كبيرة من الأميين في عملية الاقتراع خاصة في محافظات الصعيد.
من جهته، أكد آموس ساوير، رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي لمراقبة الانتخابات، أن نسبة التصويت المنخفضة للتصويت في المرحلة الأولى لن تؤثر على شرعية البرلمان المقبل، مشيرا إلى أن «الشعب شارك في التصويت في انتخابات شفافة ونزيهة وفي جو آمن».
واعتبر ساوير، خلال مؤتمر صحافي أمس، أن الانتخابات البرلمانية هي مجرد بداية، وأن الأحزاب السياسية تحتاج إلى تقوية نفسها. وأضاف: «الاتحاد الأفريقي لاحظ ضعف إقبال الشباب على الانتخابات، وأوصى في تقريره بضرورة إشراك الشباب في العملية السياسية، حتى يتسنى لهم القيام بدورهم في الحفاظ على الاستقرار والسلم من أجل التطور الديمقراطي في البلاد».
وقال رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي إن البعثة لاحظت أن الجولة الأولى تمت بطريقة منظمة وسلمية، والتصويت والفرز جريا من دون تدخل. واعتبر أن الانتخابات جرت بشفافية إلى حد كبير، حيث لاحظ المراقبون حضور المنظمات غير الحكومية والمراقبين الدوليين من دون تقييد.
وقال إن بعثة الاتحاد الأفريقي لاحظت أن التوزيع العام لمراكز الاقتراع سهل تدفق الناخبين وضمن سرية الاقتراع بالشكل الكافي، كما لاحظت البعثة مدى كفاية المواد الانتخابية في جميع مراكز الاقتراع التي زارها مراقبو الاتحاد الأفريقي.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».