40 صحافيًا يتعرضون للتعذيب الممنهج بسجون الحوثيين

نقابة الصحافة اليمنية توجه خطابًا للأمم المتحدة لإنقاذهم

40 صحافيًا يتعرضون للتعذيب الممنهج بسجون الحوثيين
TT

40 صحافيًا يتعرضون للتعذيب الممنهج بسجون الحوثيين

40 صحافيًا يتعرضون للتعذيب الممنهج بسجون الحوثيين

خاطبت نقابة الصحافيين اليمنية الجهات الدولية للتدخل السريع للحفاظ على سلامة الإعلاميين من التعذيب اليومي الذي قد يؤدي إلى الوفاة، خاصة مع ارتفاع عدد المعتقلين من الصحافيين الذي تجاوز 100 صحافي، منهم 30 صحافيا في تعز وإب، ونحو 15 صحافيا في صنعاء، وقرابة 3 صحافيين في ذمار وصعدة، وأكثر من 5 صحافيين في الحديدة، وعشرات من الصحافيين المطاردين.
وكانت ميليشيا الحوثي تسرف على مدار شهرين متتاليين في تعذيب أكثر من 40 صحافيا يمنيا يمثلون وسائل إعلامية محلية وأجنبية كانت تعمل بشكل رسمي قبيل الانقلاب العسكري على الشرعية، فيما عمدت الميليشيا إلى ترويع أهالي الصحافيين وتهجيرهم من مساكنهم داخل المدن التي تسيطر عليها. ووضعت ميليشيا الحوثي مسوغا قانونيا جديدا للإعلام والصحافة في البلاد، خاصة في إقليم تعز وصنعاء، تلاحق من خلاله من وصفتهم بالخونة لدعمهم للشرعية، وأولئك المختلفين في الرأي مع الميليشيا، دون الرجوع للجهات القضائية في إصدار الأحكام، وهو ما جعلها تنفرد بإجراءات القبض والاعتقال والتحقيق وإصدار الحكم في نهاية المطاف بعد عملية تعذيب تستمر لشهرين تسعى من خلالها الميليشيا إلى نشر الخوف والرعب في وسائل الإعلام اليمنية المحايدة.
ولم تفصح ميليشيا الحوثيين عن مواقع اعتقال الصحافيين الذين اقتيدوا من منازلهم قبل شهرين، ومنعت أي تواصل لأهالي المعتقلين الإعلاميين أو ترحيلهم لجهات الاختصاص كالنيابة العامة للتحقيق في ما نسب إليهم، فيما قامت الميليشيا بأخذ أموال طائلة من أهالي الصحافيين للإفراج عنهم لكنها لم تفِ بوعدها لهم.
ومن أبرز تلك المخاطبات التي تصف حالة الصحافيين في اليمن، واطلعت عليها «الشرق الأوسط»، الرسالة الموجهة إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، التي تضمنت صورا وشهادات لعدد من الصحافيين الذين خرجوا من معتقلات الحوثيين، وروايات أهالي الصحافيين إبان عملية الاعتقال والضرب وطردهم من مساكنهم، إضافة إلى رسائل مماثلة إلى «صحافيين بلا حدود» ومنظمة الصحافة الدولية، واتحاد الصحافيين العرب، إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم تتحرك هذه الجهات لوقف عمليات التعذيب بحق الصحافيين.
وقال عبد الحفيظ الحطامي، نائب نقابة الصحافيين في الحديدة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن عملية اعتقال الصحافيين ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة مع تضييق الخناق على الحوثيين من قبل قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية»، مشيرا إلى أن «أعداد المعتقلين تزداد يوما بعد يوم، ونعمل بالتنسيق مع الجهات كافة للتوصل إلى حلول للإفراج عن الصحافيين».
وأضاف الحطامي أن «نقابات الصحافيين في اليمن، والجهات المعنية بالشأن الإعلامي، خاطبت الهيئات والمنظمات الدولية ومنها هيئة الأمم المتحدة، للتدخل السريع وإنقاذ الصحافيين من عمليات التعذيب والملاحقة العسكرية في المدن كافة التي يسيطر عليها الحوثيون، ونعول على هذه الجهات في وقف هذه الإجراءات التي تتبعها ميليشيا الحوثي غير النظامية، خاصة أن هناك الكثير من الصحافيين إن لم يكونوا معتقلين فهم ملاحقون تحت ذريعة أنهم موالون لقوات التحالف العربي». ووفقا للقانون الدولي الإنساني حول حماية الصحافيين في مناطق النزاعات، فإن القانون ينص على ضرورة احترامهم وحمايتهم من الهجوم المتعمد، فيما تنص المادة 79 من البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف لعام 1949 على أن الصحافيين الذين يباشرون مهام مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاص مدنيون.
وبهذه الصفة، بحسب وصف القانون الدولي، تلتزم جميع الدول بحماية الصحافيين بمقتضى أحكام الاتفاقيات، كما يحظر القانون الدولي الإنساني في جميع النزاعات المسلحة أي عنف ضد الحياة والأشخاص، لا سيما القتل بكل أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب، وأخذ الرهائن، والاعتداء على الكرامة الشخصية، خاصة المعاملة المهينة، أو إصدار عقوبات وتنفيذ الإعدامات من دون حكم سابق صادر عن محكمة مشكلة قانونا تكفل جميع الضمانات القضائية المعترف بضرورتها من طرف الشعوب.وهنا يقول شقيق أحد الصحافيين المعتقلين (لم نورد اسمه خوفا من الملاحقة العسكرية لميليشيا الحوثي): «إن شقيقي اعتقل في نهاية أغسطس (آب) الماضي، ولم نعلم إلى أي وجهة اقتيد، وبعد فترة وجيزة أخبرنا بأنه نقل لأحد المستشفيات لتلقي العلاج بعد أن تعرض لعملية تعذيب على مدار 5 أيام دون توقف، إلا أننا منعنا من رؤيته والاطمئنان عليه». وأضاف الشقيق الأصغر للصحافي المعتقل: «طيلة تلك الفترة ونحن نحاول أن نصل إلى أي معلومة حول مكانه، ومعرفة ما إذا كان على قيد الحياة أم لا، وفي هذه الأثناء طلبت الميليشيا منا مبالغ مالية كبيرة للإفراج عنه، وقمنا على الفور بتجميع المال وتسليمه لهم، إلا أنهم لم يفرجوا عنه وظلوا يماطلون في الكشف عن موقعه».



قتال عنيف في منبج... وتوتر في حمص والساحل

رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
TT

قتال عنيف في منبج... وتوتر في حمص والساحل

رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)

بينما واصلت السلطات السورية الجديدة حملاتها لملاحقة خلايا تتبع النظام السابق في أحياء علوية بمدينة حمص وفي الساحل السوري، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الجمعة، بأن قتالاً عنيفاً يدور بين الفصائل المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد في منطقة منبج شمال سوريا.

وأشار «المرصد السوري» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا في الاشتباكات في محيط مدينة منبج. وذكر «المرصد» أيضاً أن الجيش التركي قصف بعنف مناطق تسيطر عليها «قسد».

وجاء ذلك في وقت قالت فيه «قوات سوريا الديمقراطية» إن القوات الموالية لتركيا شنّت هجوماً واسع النطاق على عدة قرى جنوب منبج وشرقها، مؤكدة أنها نجحت في التصدي للمهاجمين الذين يحاولون منذ أيام السيطرة على المنطقة المحيطة بسد تشرين على نهر الفرات.

جانب من تشييع مقاتلَيْن كرديين قُتلا في معارك منبج ودُفنا في القامشلي بشمال شرقي سوريا يوم الخميس (أ.ف.ب)

وتريد تركيا طرد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكّل عماد «قوات سوريا الديمقراطية» من المنطقة؛ بحجة أنها فرع سوري لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنّف إرهابياً.

إلى ذلك، في حين كان التوتر يتصاعد في الأحياء ذات الغالبية العلوية في حمص خلال عمليات دهم بحثاً عن عناصر من النظام السابق وتصل ارتداداته إلى الساحل السوري، اجتمع نحو خمسين شخصية من المجتمع الأهلي بصفتهم ممثلين عن طوائف دينية وشرائح اجتماعية في محافظة طرطوس مع ممثلين سياسيين من إدارة العمليات العسكرية (التي تولت السلطة في البلاد الآن بعد إطاحة نظام الرئيس السابق بشار الأسد). وعلى مدى أربع ساعات، طرح المشاركون بصراحة مخاوف المناطق الساحلية؛ حيث تتركز الغالبية الموالية للنظام السابق، وتم التركيز على السلم الأهلي والتماسك المجتمعي في سوريا عموماً والساحل السوري خصوصاً، بعد تقديم إحاطة سياسية حول الوضع في الداخل السوري والوضع الدولي، والتطورات الحالية وتأثيرها في الواقع السوري.

قوات أمنية خلال عمليات التمشيط في حمص الجمعة (أ.ب)

قالت ميسّرة الجلسة الصحافية، لارا عيزوقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المشاركين في الجلسة التي نظّمتها «وحدة دعم الاستقرار» (s.s.u) مثّلوا أطيافاً واسعة من المجتمع المحلي، من مختلف الطوائف الدينية، والشرائح الاجتماعية، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين سياسيين من إدارة العمليات. وأكدت لارا عيزوقي أن أبرز مطلب للوفد الأهلي كان ضرورة إرساء الأمن، مشيرة إلى تقديم اقتراح بتفعيل لجان حماية محلية؛ بحيث تتولى كل منطقة حماية نفسها في المرحلة الراهنة لمنع الفوضى، مع الاستعداد لتسليم المطلوبين، على أن تُمنح ضمانات فعلية لمنع الانتقامات.

معتقلون يُشتبه بأنهم من النظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)

وتابعت لارا عيزوقي أن الافتقار إلى الأمن، وحالة الانفلات على الطرقات، أديا إلى إحجام كثير من الأهالي عن إرسال أولادهم إلى المدارس والجامعات، وبالتالي حرمانهم من التعليم. وأشارت إلى أن الجلسة الحوارية تضمّنت مطالبات بالإفراج عن المجندين الإلزاميين الذين كانوا في جيش النظام السابق رغماً عنهم، وجرى اعتقالهم من قِبل إدارة العمليات.

ولفتت إلى أن الوفد الأهلي شدد أيضاً على ضرورة وضع حد لتجاوزات تحدث، مضيفة أنه جرت مناقشة مطولة لما جرى في قرية خربة معزة؛ حيث أقر الأهالي بخطأ حماية المطلوبين، وأن ذلك لا يبرر التجاوزات التي حصلت أثناء المداهمات.

يُشار إلى أن اشتباكات حصلت في طرطوس في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي لدى ملاحقة قوى الأمن الضابط في جيش النظام السابق محمد حسن كنجو الملقب بـ«سفاح سجن صيدنايا»، وهو رئيس محكمة الميدان العسكري التي تُتهم بأنها السبب في مقتل آلاف المعتقلين.

ومما طرحه أهالي طرطوس، في الجلسة، مطلب صدور عفو عام، إذ إن هناك مئات من الشباب المتعلم اضطرهم الفقر إلى العمل في الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام. ويريد ممثلو الأهالي بحث إمكانية ضم هؤلاء إلى وزارة الدفاع مجدداً، لتجنّب الانعكاسات السلبية لكونهم عاطلين عن العمل. وحسب لارا عيزوقي، كشف ممثل الإدارة الجديدة عن نية «إدارة العمليات» إصدار عفو عام يستثني المتورطين بشكل مباشر في جرائم النظام السابق.

مواطنون في حمص خلال قيام قوات أمن الحكم الجديد بعمليات دهم الجمعة بحثاً عن عناصر من النظام السابق (أ.ب)

ولفتت لارا عيزوقي إلى وجود ممثلين عن شباب بأعمار تتراوح بين 20 و30 سنة، وقالت إنهم يعتبرون أنفسهم ينتمون الى سوريا، لا إلى طائفة معينة ولا يريدون الهجرة ويتطلعون الى لعب دور في مستقبل سوريا، متسائلين عن كيف يمكن أن يحصل ذلك إذا تمّ تأطيرهم داخل مكوّن طائفي.

وحول تسريح الموظفين، عبّر مشاركون عن مخاوف من تسريح آلاف الموظفين لا سيما النساء من ذوي قتلى النظام واللواتي تعلن عائلاتهن -مع لفت النظر إلى اتساع رقعة الفقر وتعمّقها في الساحل خلال سنوات الحرب- حالة الإفقار الممنهجة التي طالت محافظة طرطوس بصفتها محافظة زراعية تدهورت زراعتها في السنوات الماضية.

أطفال في شاحنة بمدينة حمص الجمعة (أ.ب)

وشهدت مدينة طرطوس، بين مساء الخميس وصباح الجمعة، حالة توتر مع توارد أنباء عن جريمة قتل وقعت قرب «شاليهات الأحلام» حيث تستقر مجموعات من «فصائل إدارة العمليات». وحسب المعلومات، أقدم مجهولون على إطلاق نار على شخصين، مما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الأهالي طالبوا «هيئة تحرير الشام» التي تقود إدارة العمليات العسكرية، «بوضع حد للاعتداءات والانتهاكات التي تُسهم في زعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي الذي تعيشه المنطقة».

وأشار «المرصد» إلى أن ملثمين مسلحين أعدموا أحد أبناء حي الغمقة الشرقية في مدينة طرطوس، وهو شقيق شخص مطلوب بقضايا جنائية، وذلك خلال تفقد القتيل شاليهاً يملكه في منطقة «شاليهات الأحلام».

وتشهد مناطق تركز العلويين في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية انفلاتاً أمنياً بسبب انتشار السلاح، وتحصّن مطلوبين من عناصر النظام السابق في أحياء وقرى، مما يثير مخاوف من تأجيج نزاع مناطقي.

يُشار إلى أن «إدارة العمليات العسكرية» استكملت، الجمعة، حملة التمشيط التي بدأتها في حمص يوم الخميس، وشملت أحياء العباسية والسبيل والزهراء والمهاجرين، بحثاً عن فلول ميليشيات النظام السابق. وأفيد باعتقال عشرات الأشخاص بينهم من أُفرج عنهم بعد ساعات فقط.