مذكرة تفاهم أميركية ـ روسية تحدد «مسافة آمنة» بين الطائرات

«الأطلسي» قلق من «وقوع حادث جوي» إثر التدخل الروسي في سوريا

مذكرة تفاهم أميركية ـ روسية  تحدد «مسافة آمنة» بين الطائرات
TT

مذكرة تفاهم أميركية ـ روسية تحدد «مسافة آمنة» بين الطائرات

مذكرة تفاهم أميركية ـ روسية  تحدد «مسافة آمنة» بين الطائرات

أعلن بيتر كوك المتحدث باسم البنتاغون عن توقيع مذكرة تفاهم عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا تتضمن برتوكولا للتعاون وفتح خط اتصال على الأرض مع الروس، لتنسيق التعاون والاتصالات بين الحملات الجوية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا والحملات الجوية التي تقوم بها روسيا داخل سوريا، وتجنب دون مخاطر صدام. في الوقت الذي أعلن فيه ألكسندر فرشبو مساعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أمس (الثلاثاء)، أن الحلف قلق من «خطر وقوع حادث» جوي في سوريا بين روسيا والتحالف الدولي اللذين ينفذان عمليات عسكرية منفصلة بأهداف مختلفة.
وقال كوك في مؤتمر صحافي مساء أمس (الثلاثاء)، إن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها لا تتضمن تعاون استخباراتي بين الجانبين، مشيرا إلى أنها تتضمن اتفاقًا حول أسلوب الاتصال في الجو ومعايير السلامة والاحتفاظ على مسافات آمنة، وقال: «أملنا أن يلتزم الجانب الروسي بالمعايير التي يلتزم بها الطيارين الأميركيين وطياري التحالف».
ورفض كوك الإفصاح عن تفاصيل مذكرة التفاهم والمعايير التي توضح بالتحديد المسافة الآمنة بين طائرات التحالف والطائرات الروسية التي تحلق في الأجواء السورية، مشيرًا إلى أن «الجانب الروسي طلب عدم نشر تفاصيل مذكرة التفاهم. وقال كوك، إن أي طائرة روسية تقوم بتخطي المسافة الآمنة المحددة والقيام بأي تحرك عدواني سيكون ذلك خرقًا لمذكرة التفاهم».
وشدد المتحدث باسم البنتاغون على استمرار الإدارة الأميركية في دعم المعارضة السورية المعتدلة وتقديم المساعدات الإنسانية، وأكد أن موقف البنتاغون حول التصرفات الروسية والضربات التي تقوم بها روسيا داخل سوريا لم يتغير، وأن الاستراتيجية الروسية في سوريا عير مفيدة وستزيد من تعقيد الأزمة السورية.
وكان ألكسندر فرشبو مساعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أعلن، أمس (الثلاثاء)، أن الحلف قلق من «خطر وقوع حادث» جوي في سوريا بين روسيا والتحالف الدولي اللذين ينفذان عمليات عسكرية منفصلة بأهداف مختلفة.
وأكد للصحافيين في لشبونة على هامش المنتدى الذي يضم الحلف الأطلسي والصناعة الدفاعية، ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أن «أهداف العمليات الجوية الروسية فوق سوريا وتلك التي ينفذها التحالف المناهض لتنظيم داعش، ليست نفسها، ما يزيد خطر وقوع حادث يخرج عن السيطرة». وأوضح: «سنتحاور في الأسابيع المقبلة لمعرفة ما إذا يجب اتخاذ تدابير أو إجراءات وقائية إضافية للتحقق من سلامة الحدود التركية».
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تلقت مذكرة من الجيش الأميركي بشأن تجنب حدوث اشتباك في الجو فوق سوريا حيث تنفذ القوات الجوية الروسية والأميركية عمليات منفصلة. ونسبت وكالة إنترفاكس إلى الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع قوله، إن الوثيقة المقدمة تمثل خطوة مهمة للأمام. وتؤكد موسكو التي تدخلت في النزاع في سوريا لمساعدة نظام بشار الأسد، أنها تستهدف تنظيم داعش ومجموعات «إرهابية» أخرى معارضة للنظام يعتبرها الغربيون «معتدلة».
ومطلع أكتوبر (تشرين الأول) حذر الحلف الأطلسي روسيا من دخول طائراتها المجال الجوي التركي، الأمر الذي بررته موسكو بأنه يعود «لسوء الأحوال الجوية».
وينظم الحلف من الثالث من أكتوبر وحتى السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، أكبر تدريبات عسكرية منذ أكثر من 10 سنوات بمشاركة 36 ألف جندي في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال.
وكانت هذه المناورات مقررة منذ زمن طويل، لكن حجمها يؤكد سياسة تعزيز التدريبات التي قررها الحلف خلال قمة في ويلز في سبتمبر (أيلول) 2014 بسبب الأزمة الأوكرانية.
وقال فرشبو: «على المعتدين المحتملين أن يأخذوا علما بقدراتنا وجهوزيتنا»، موضحًا أن «المناورات لا تستهدف أي بلد بالتحديد».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.