بعثات المتابعة الدولية والمحلية تثني على سير العملية الانتخابية خلال يومها الأول

محاولات التأثير على الناخبين واختراق «الصمت الانتخابي» أبرز الملاحظات

بعثات المتابعة الدولية والمحلية تثني على سير العملية الانتخابية خلال يومها الأول
TT

بعثات المتابعة الدولية والمحلية تثني على سير العملية الانتخابية خلال يومها الأول

بعثات المتابعة الدولية والمحلية تثني على سير العملية الانتخابية خلال يومها الأول

أثنت بعثات المتابعة الدولية والمحلية على سير العملية الانتخابية خلال يومها الأول (أمس) داخل مصر، رغم ضعف الإقبال فيها، مشيدة بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتأمين العملية الانتخابية وضمان نزاهتها، غير أنها في المقابل رصدت ملاحظات «محدودة» تتعلق معظمها باستمرار بعض المرشحين في الدعاية رغم قاعدة «الصمت الانتخابي»، ومحاولات التأثير على الناخبين، وتأخر فتح بعض اللجان عن موعدها.
وبدأ الناخبون في 14 محافظة مصرية أمس التصويت في المرحلة الأولى لانتخاب مجلس نواب (برلمان) جديد، ويستمر الاقتراع حتى مساء اليوم (الاثنين). ويبلغ عدد الناخبين المؤهلين للتصويت في تلك المرحلة 27 مليونا و402 ألف و553 ناخبا، يتوزعون على 103 لجان انتخابية عامة.
وتجري العملية الانتخابية في ظل إشراف قضائي كامل بلغ 16 ألف قاضٍ وبتأمين 435 ألف ضابط وجندي من القوات المسلحة والشرطة، ومتابعة 17 ألفا و465 مراقبا محليا و717 متابعا دوليا.
وبينما ذكرت البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات أن لديها «شواهد كافية على جدية الدولة المصرية في توفير مناخ يضمن حرية ونزاهة الانتخابات». قال الدكتور عمرو عبد الحكيم عامر، المرشح ضمن قائمة تحالف «نداء مصر» لـ«الشرق الأوسط» أمس «النظام ممتاز والمعاملة ممتازة والجيش منتشر في كل مكان»، نافيا من خلال متابعته رصده أي عمليات «تزوير في ظل وجود قضاة أثناء التصويت وأيضا حتى انتهاء عملية الفرز».
ومن جهتها، تفقدت بعثة الجامعة العربية أمس عددا من اللجان الانتخابية، حيث رصدت إقبالا من كبار السن على المشاركة في التصويت. وقالت هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيسة بعثة الجامعة، إن البعثة تغطي أكثر من 90 في المائة من لجان المرحلة الأولى.
وأشارت أبو غزالة إلى أن افتتاح اللجان تم حسب تعليمات اللجنة العليا للانتخابات، مشيرة إلى أنها وجدت إقبالا من الناخبين داخل اللجان، وأن كبار السن هم الأكثر إقبالا في الساعات الأولى. وتوقعت أن يقبل الشباب على اللجان خلال الساعات المقبلة، مشيرة إلى أن قلة المشاركة ترجع إلى ظروف العمل الخاصة بهم سواء في القطاع الخاص أو العام.
وذكر التقرير الأول لـ«البعثة الدولية - المحلية المشتركة» لمتابعة الانتخابات، أن انطباعات فريق البعثة إيجابية جدا، حيث تتوفر شواهد كافية على كفاءة وحياد اللجنة المشرفة على العملية الانتخابية وجديتها في توفير مناخ يضمن انتخابات برلمانية حرة ونزيهة.
وتغطي البعثة 70 دائرة انتخابية بفرق من المتابعين الدوليين والمحليين.
وتتشكل البعثة المشتركة من ممثلي (منظمة الكوميسا، الشبكة الدولية للحقوق والتنمية، المعهد الدولي للسلام والعدالة وحقوق الإنسان، مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان). وتتابع البعثة نحو 164 دائرة على مستوى الجمهورية.
وأشار التقرير إلى أن البعثة لم تتعرض لأي معوقات تحد من قدرتها على متابعة عموم العملية الانتخابية بحرية كاملة، فضلا عن أنها لم تتلقَ من منظمات المجتمع المدني المصرية أي شكاوى تفيد تعرضها لعوائق مؤثرة قد تحد من قدرتها وحريتها على متابعة العملية الانتخابية.
وأكد التقرير أن البعثة لم تتلقَ أي شكاوى أو إفادات تشير إلى مظاهر سلبية في عملية التصويت للمصريين بالخارج والتي جرت أمس وأول من أمس.
كما بدأت غرف عمليات المجلس القومي لحقوق الإنسان بمتابعتها المرحلة الأولى للعملية الانتخابية، من خلال غرفتين مركزيتين إحداهما بالمقر الرئيسي بالمجلس، حيث يقومان بمتابعة سير العملية الانتخابية في محافظات المرحلة الأولى من خلال فرق عمل ميدانية، وغرف فرعية بفروع المجلس بالمحافظات المختلفة.
وقال بيان للمجلس إنه يستعين ببعض غرف عمليات منظمات المجتمع المدني والائتلافات الحاصلة على تصاريح متابعة العملية الانتخابية من اللجنة العليا للانتخابات، إلى جانب التنسيق والتواصل مع غرف عمليات المجالس المماثلة وهي المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي لشؤون الإعاقة.
وأكد رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فايق، أثناء قيامه بجولة ميدانية لمتابعة سير الانتخابات بعدة مدارس بمحافظة الجيزة، أن الانتخابات هي الركيزة الأساسية في عملية البناء الديمقراطي باعتبار أن الانتخابات حق كفله الدستور والقانون ومبادئ حقوق الإنسان، مشددًا على أن المشاركة واجب وطني على كل مصري ممن لهم حق الانتخاب.
ورصدت «الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي»، عددا من السلبيات التي تم رصدها خلال اليوم الأول للتصويت، مؤكدة أن أبرز المشاهدات تلخصت في فتح اللجان في وقت متأخر في بعض القرى بمحافظات الصعيد، واستمرار الدعاية الانتخابية، خاصة خارج اللجان، كما أنه تم منع بعض المراقبين من دخول اللجان.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.