محمود عباس يدين إضرام فلسطينيين النار في «قبر يوسف»

الجيش الإسرائيلي سيقدم مرتكبي العمل الدنيء إلى العدالة

محمود عباس يدين إضرام فلسطينيين النار في «قبر يوسف»
TT

محمود عباس يدين إضرام فلسطينيين النار في «قبر يوسف»

محمود عباس يدين إضرام فلسطينيين النار في «قبر يوسف»

دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الجمعة)، إضرام فلسطينيين النار في قبر يوسف في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة الذي وصفه بـ«العمل المدان والمرفوض».
وأوردت وكالة وفا الرسمية للأنباء أنّ عباس أمر «بتشكيل لجنة تحقيق فورية فيما جرى في قبر يوسف» فجر اليوم، عندما قامت «مجموعة بتصرفات غير مسؤولة والبدء في إصلاح الأضرار».
وشدد عباس على «رفضه المطلق لمثل هذه الأعمال وأي أعمال خارجة عن النظام والقانون وتسيء إلى ثقافتنا وديننا وأخلاقنا» مطالبا الجهات المسؤولة بسرعة إنجاز إعادة الترميم.
وأضرم فلسطينيون النار فجر يوم «جمعة الثورة»، الذي يتوقع أن يشهد مظاهرات دُعي إليها إثر الصلاة، في «قبر يوسف» المقام المقدس لدى اليهود المتاخم لمخيم بلاطة شرق نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إنّ عشرات الشبان اقتحموا المقام وأضرموا النار فيه مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة، ما أدّى إلى احتراقه من الداخل بشكل كامل. وأضافت أن فرق الإطفاء التابعة لبلدية نابلس تمكنت من السيطرة على النيران.
من جهته أكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنير أنّ «حرق وتدنيس قبر يوسف الليلة الماضية يعد خرقًا واضحًا وتناقضا مع قيمة الحرية في العبادة».
وحسب ليرنير فإن الجيش الإسرائيلي «سيتخذ كافة التدابير اللازمة لتقديم مرتكبي هذا العمل الدنيء إلى العدالة وترميم الموقع ليعود إلى حالته السابقة وضمان عودة حرية العبادة إلى قبر يوسف».
ويشكل «مقام يوسف» كما يسميه الفلسطينيون بؤرة توتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ الاحتلال الإسرائيلي لنابلس في 1967.
ويؤكد الفلسطينيون أنّ الموقع وهو أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية وكان مسجدًا قبل الاحتلال الإسرائيلي، يضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات.
لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا ويقولون: إن عظام النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان. ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفًا للحقائق هدفه سيطرة إسرائيل على المنطقة بذرائع دينية.
ويزور المستوطنون الموقع عادة بحماية من الجيش الإسرائيلي وبتنسيق مع السلطة الفلسطينية. وفي كل مرة تفرض فيها زيارة المستوطنين للمقام تغلق القوات الإسرائيلية المنطقة المحيطة به وغالبا ما تندلع في المنطقة اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين.
وشهد محيط «قبر يوسف» طوال السنوات السابقة صدامات دامية قتل فيها عدد كبير من الإسرائيليين والفلسطينيين وخصوصًا في 1996 عندما اشتبك الأمن الوطني الفلسطيني مع الجنود الإسرائيليين وسقط آنذاك قتلى من الطرفين.
أمّا الحكومة الإسرائيلية فتحمّل السلطة الفلسطينية مسؤولية تصعيد الهجمات ضد الإسرائيليين.
وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهاماته أمس، وقال: «حان الوقت ليكفّ الرئيس عن تبرير العنف، بل عن الدعوة إليه»، مجددًا في الوقت نفسه استعداده للقاء عباس.
كذلك، رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في حديث إذاعي أنّ «عباس التزم منع العنف وعليه أن يندِّد به بقوة وبوضوح»، مضيفا: «يجب ألّا يقوم بتحريض على مثل هذه الأعمال».
ومن المقرر أن يتوجه كيري إلى المنطقة في «الأيام المقبلة»، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.
من جهة ثانية، دعت الفصائل الفلسطينية إلى تنظيم مظاهرات بعد صلاة الجمعة اليوم، بعد أسبوعين على تصعيد أعمال العنف في القدس والضفة الغربية وصولا إلى قطاع غزة، ما تسبب بمقتل 32 شخصًا وسقوط مئات الجرحى في الجانب الفلسطيني، ومقتل سبعة أشخاص وجرح العشرات في الجانب الإسرائيلي.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية مساء أمس، السماح فقط للرجال الذين تجاوزوا الأربعين بالصلاة في المسجد الأقصى «في إطار إجراءات للحيلولة دون تنفيذ أي هجوم إرهابي».
في نيويورك، يعقد اليوم، اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي دعا إليه الأردن العضو في المجلس، للبحث في التطورات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد انتفاضتي 1987 - 1993 و2000 - 2005.
وبدا وكأن حدة التوتر تراجعت أمس، للمرة الأولى بعد انتشار كثيف لجنود الجيش الإسرائيلي وعناصر الشرطة وحرس الحدود حاملين بنادقهم وهم يراقبون الساحات العامة والتقاطعات ومحاور الطرق الكبرى ويجولون في أماكن لم يكن من المعتاد رؤيتهم فيها.
ومن المفترض أن يجري نشر 300 جندي إضافي الأحد في القدس لتعزيز الشرطة، حسبما أعلن الجيش.
وتعود آخر عملية انتشار كبيرة للجيش داخل مدن إسرائيلية إلى 2002 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ورافقتها عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة.
في باريس، حذر لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي، من خطر «تفكك» حل «الدولتين». قائلا: «نحن نحذّر أيضا من خطر أن يستغلّ داعش القضية الفلسطينية، الأمر الذي ستكون له عواقب وخيمة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.