بن دغر يخلف صالح.. والانشقاقات تضع المؤتمر الشعبي في مهب الريح

قيادي في الحزب: قرار عزل الرئيس السابق تأخر كثيرًا بعدما ارتهن لإيران ودعم الحوثي

أحمد عبيد بن دغر
أحمد عبيد بن دغر
TT

بن دغر يخلف صالح.. والانشقاقات تضع المؤتمر الشعبي في مهب الريح

أحمد عبيد بن دغر
أحمد عبيد بن دغر

قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ محمد بن ناجي الشائف، إنه لم يكن مقبولاً أن يظل المخلوع رئيسًا للحزب، بعدما ارتهن لإيران ودعم الحوثي في الانقلاب على الشرعية.
ونوه الشائف، نجل شيخ قبيلة بكيل كبرى قبائل اليمن وأحد أقطاب الرئيس المخلوع طوال فترة حكمه، بتعرض قيادات من حزب المؤتمر لضغوطات من قبل الميليشيات المسلحة التابعة للحوثي، مؤكدًا في تصريح صحافي أن قيادات المؤتمر قوية وستكسر الحصار وسيقومون بالدور المطلوب منهم في الوقت المحدد؛ إذ إنهم حريصون على استمرار المؤتمر كحزب له رصيده ومكانة.
وأضاف عضو اللجنة العامة في المؤتمر الشعبي العام، أن الحزب تأخر في عزل علي عبد الله صالح من رئاسة الحزب، رغم المطالب الداخلية المبكرة بالقيام بهذه الخطوة.
وكان الشايف أكد في مقابلة مع «سكاي نيوز عربية»، أنه جرى الاتفاق على عقد مؤتمر في القاهرة، لانتخاب قيادة جديدة مؤقتة للحزب، إلى حين عقد المؤتمر الثامن للحزب في اليمن. وقال: «لا نخشى ردة فعل من صالح ولا من غيره، وقرارنا بعزله لا رجعة فيه، فالمؤتمر ليس ملكًا لصالح، بل هو ملك للشعب اليمني، وموضوع صالح انتهى».
وأكد على وجود قادة من الحزب داخل اليمن يقودون العمليات على الأرض ضد ميليشيات الحوثي وصالح في عدن وتعز وشبوة ولحج، في رد على من يقول إن الحزب لم يعد موجودًا داخل البلاد.
وقال إن عدم اصطفاف الأحزاب السياسية في اليمن منذ البداية إلى جانب الحكومة الشرعية «له حسابات خاطئة»، مضيفًا أن عدم وضوح موقف هذه الأحزاب لا يخدم مصالح اليمن في الاستقرار.
وفيما يتعلق ببعض قيادات الحزب الموجودين في العاصمة العمانية مسقط، قال الشايف: «إنهم لا يمثلون المؤتمر الشعبي العام لا من قريب ولا من بعيد»، مضيفًا أن «البوصلة الآن تتجه إلى تخليص اليمن من الحوثيين، وإعادة إعماره».
وقال محمد الحميري، عضو البرلمان اليمني، والناطق باسم مقاومة محافظة تعز، لـ«الشرق الأوسط»، إن أي عضو بالحزب سينحاز لمصلحة وطنه سيكون محل احترام، وإن كان متأخرًا.
وقال قيادي في المؤتمر الشعبي العام لـ«الشرق الأوسط»، إن الأيام القابلة ستشهد تطورات غير مسبوقة على صعيد حزب المؤتمر، وتحديدًا بما له صلة بالصف القيادي، مشيرًا إلى أن اجتماع قادم في القاهرة سيكون محوره انتخاب قيادة جديدة مجسدة لمستقبل الحزب الذي أوصله الرئيس صالح إلى منتهى السقوط الأخلاقي والوطني والتاريخي والسياسي والحزبي، مؤكدًا أن القيادة الجديدة معنية باستعادة الحزب واستنهاضه مجددًا.
وأشار إلى أن هناك شبه إجماع على تولي الدكتور عبد الكريم الإرياني لزمام الحزب، ولكن وبما أنه اعتذر لأسباب صحية، فإن مستشار الرئيس هادي والنائب الأول لرئيس حزب المؤتمر الشعبي، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، يتوقع أن يرأس الحزب للفترة القادمة خلال اجتماع القاهرة المقرر الأسبوع المقبل، مجددًا تأكيده أن الرئيس صالح تم عزله قبل أيام في اجتماع الرياض.
وطالب أحرار المؤتمر في مدينة تعز، جنوب اليمن، بوضع حد للممارسات الحوثية والوقوف صفًا واحدًا في موجهة التحديات، وقالوا إن المؤتمر في تعز له وجود قوي ويملك أغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية، لكن هناك مجموعة غرر بهم وخدعهم الحوثي، ناصحين إياهم بأن يستفيقوا من غفلتهم وأن يلتحقوا بالشرعية.
ونوهوا بدور التحالف العربي بقيادة المملكة، مؤكدين أنه لولا هذا الموقف لعاد اليمن إلى الوضع الماضي البائد. وشددوا على أن المرحلة القادمة تستوجب التكاتف ولملمة الجروح والعمل بمسؤولية لإنقاذ اليمن.
وتحدثت قيادات مؤتمرية في محافظات يمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن الانشقاقات الأخيرة طالت رأس القيادة، وهو ما يعني أن المؤتمر بات في مهب الريح، بحسب تعبيرهم.
وكشفت هذه القيادات، ولأول مرة، عن أن المؤتمر لم يعد له وجود على المستويين الوسطي والأدنى، وذلك بسبب تصرفات الرئيس المخلوع، وإصراره على البقاء كرئيس للمؤتمر، وفي وقت تؤكد جميع شواهده أنه لم يعد صالحًا لقيادة حزبه بعيد الثورة العارمة التي اجتاحت محافظات اليمن.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.