الجيش الليبي ينفي تدخله في حوار الأمم المتحدة.. والمفتي يطالب بتحكيم الشريعة

اشتباكات مفاجئة في طرابلس.. واتفاق لوقف الحرب في الجنوب

الجيش الليبي ينفي تدخله في حوار الأمم المتحدة.. والمفتي يطالب بتحكيم الشريعة
TT

الجيش الليبي ينفي تدخله في حوار الأمم المتحدة.. والمفتي يطالب بتحكيم الشريعة

الجيش الليبي ينفي تدخله في حوار الأمم المتحدة.. والمفتي يطالب بتحكيم الشريعة

نفى الجيش الليبي مجددا تدخله بأي شكل من الأشكال في العملية السياسية، ومحاولة التوصل إلى اتفاق السلام الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة. بينما طالب الشيخ الصادق الغرياني، مفتي ليبيا المناوئ لسلطتها الشرعية المعترف بها دوليا، بأن يتضمن اتفاق السلام تلبية طلبات تحكيم الشريعة التي صاحبت المسودة التي وزعتها البعثة الأممية مؤخرا.
وقالت قيادة الجيش الليبي، الذي يترأسه الفريق خليفة حفتر، في بيان ألقاه الناطق الرسمي باسمها مساء أول من أمس، إن مهمة الجيش هي محاربة الجماعات المتطرفة بكل أسمائها وأشكالها، وإنه لا علاقة له مطلقا بالشؤون السياسية. واعتبر البيان المقتضب أن «الإشاعات التي يتم تداولها عن تدخل المؤسسة العسكرية في الشؤون السياسية غير صحيحة».
في المقابل، قال الصادق الغرياني، المقال من منصبه كمفتٍ للبلاد بسبب تأييده للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في العاصمة الليبية طرابلس، في مقال جديد بعنوان «هل هو مجرد اتفاق سياسي أم فرض وصاية؟»، إن أي اتفاق سيبقى حبرا على ورق ومن دون قيمة، إذا كان الحاكم الذي ينفذ القوانين الطموحة، ويطبق المبادئ والدساتير، غير مؤمن بها. ورأى الغرياني أن العقيد الراحل معمر القذافي أمضى عشرات السنين في السلطة، وهو يدعي تطبيق الشريعة، بينما ينكر من دين الله ما هو معلوم بالضرورة، مشددا على أن «الاتفاق الدولي، حتى لو كان رائعا، فإنه لا يجب أن تفرح به حتى تعلم لمن سيسلم الوطن، وهل سيسلم فعلا، أم من يملكون التعيين والبدايات هم من يملكون الدوام والنهايات». واعتبر الغرياني في المقابل أن الحل يكمن في تصالح أهل ليبيا على اختلاف توجهاتهم ومناطقهم في ما بينهم، وأن يطووا صفحة الماضي ليقطعوا الطريق على تدويل القضية، معتبرا أن مؤتمر الوفاق الوطني، المرتقب بمدينة مصراتة، قد يكون بداية جادة لمصالحة جيدة «وحينها لا عذر لمن نشط وتجاوب مع مصالحة بوساطة دولية، كلفته عناء وسفرا، أن يتخلف عن دعوة لمصالحة وطنية داخل بلده وبين أهله».
من جهتها، رفضت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان منح الحصانة للمتورطين بانتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا. وانتقدت في بيان لها رسالة منسوبة إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة، وجهت إلى أطراف الحوار السياسي الليبي، يؤكد فيها على منح الحصانة القانونية من المحاكمة للمسؤولين في كل مؤسسات الدولة بحكم وظائفهم، إبان فترة النزاع المسلح طوال عام كامل. ورأت اللجنة أن «أي اتفاق سياسي في ما بين طرفي النزاع يجب ألا يتم على حساب حقوق الضحايا والمتضررين، أو أن يكرس لحالة الإفلات من العقاب».
واندلعت أمس اشتباكات عنيفة بمنطقة حي الأكواخ في العاصمة طرابلس، بين مجموعة مسلحة تنتمي إلى مدينة مصراتة، وأخرى تنتمي إلى مدينة ككلة، بعدما اعتدت كتيبة «السيطرة» التابعة للمجلس العسكري بمصراتة على أحد شباب مدينة ككلة، وقامت بإطلاق الرصاص عليه، مما أدى إلى إصابته. وفي المقابل، اختطفت المجموعة المسلحة نفسها شابا آخر من مدينة ككلة في المنطقة نفسها، لكن لم تعلن أي جهة رسمية عن وقوع ضحايا جراء الحادث.
في غضون لك، أعلنت الحكومة الانتقالية، التي يترأسها عبد الله الثني، أنها نجحت في التوصل لوقف لإطلاق النار، وافتتاح الطريق الشمالي الرابط بين مدينة الكفرة ومناطق الواحات جنوب البلاد، بعد اشتباكات قبلية. إذ قال الناطق الرسمي باسم الحكومة حاتم العريبي، لوكالة الأنباء الرسمية، إن الاتفاق شمل هدنة إنسانية، ودخول المواد الغذائية والدوائية والسلع التموينية، إضافة إلى الوقود، بإشراف لجنة من قبيلتي التبو والزوية، وبمتابعة من سلاح الجو الليبي الذي سيؤمن الطريق.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.