السلطات اللبنانية تدفع الحراك المدني إلى مواجهة مع القضاء

تراجع ملحوظ في زخمه.. وأزمة النفايات تدخل منعطفًا جديدًا مساء اليوم

شخصيات دينية سنية في لبنان تظاهرت أمس أمام السفارة الروسية في بيروت ورفعت شعارات منددة بالغارات الروسية في سوريا (إ.ب.أ)
شخصيات دينية سنية في لبنان تظاهرت أمس أمام السفارة الروسية في بيروت ورفعت شعارات منددة بالغارات الروسية في سوريا (إ.ب.أ)
TT

السلطات اللبنانية تدفع الحراك المدني إلى مواجهة مع القضاء

شخصيات دينية سنية في لبنان تظاهرت أمس أمام السفارة الروسية في بيروت ورفعت شعارات منددة بالغارات الروسية في سوريا (إ.ب.أ)
شخصيات دينية سنية في لبنان تظاهرت أمس أمام السفارة الروسية في بيروت ورفعت شعارات منددة بالغارات الروسية في سوريا (إ.ب.أ)

نجحت السلطات اللبنانية مرة جديدة في العبث بأولويات ناشطي الحراك المدني بعد توقيف عدد منهم على خلفية أعمال الشغب التي شهدتها المظاهرة التي نفذوها يوم الخميس الماضي، ما أدى تلقائيا إلى حرف اهتمامهم عن القضايا الحياتية التي يتابعونها وتراجع زخمهم في الشارع بعد دخولهم في مواجهة مباشرة مع القضاء. وصعّد الناشطون مؤخرا من تحركاتهم المطالبة بإخلاء سبيل الموقوفين الـ5 بعد رد قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا كل طلبات إخلاء السبيل التي قدمت إليه. وتوعد محامو الحراك المدني بالتصعيد بعيد رد طلبات إخلاء السبيل، مؤكدين أنّهم سيتقدمون بطلبات جديدة اليوم الخميس.
وأوضحت المحامية والناشطة في الحراك رانيا غيث، أن الشبان الـ5 الذين لا يزال يتم احتجازهم «يحاسبون على أساس مواد جنحية لا تستدعي بقاءهم قيد الاعتقال 7 أيام متتالية»، لافتة إلى أن القاضي يتهمهم بـ«المس بالمؤسسات العسكرية وبتحقير وشتم الجيش والقوى الأمنية وبالقدح والذم دون امتلاك أي إثباتات مادية».
وقالت غيث لـ«الشرق الأوسط»: «أصلا المحكمة العسكرية ليست هي المخولة والمعنية بالبت بهذا الملف بل القضاء العدلي»، متحدثة عن «سلسلة مخالفات يقترفها القضاء أبرزها التحقيق مع أحد الموقوفين وهو قاصر دون وجود مندوبة أحداث».
وإذ أكدت غيث أن تصعيد الحراك المدني مستمر لتحقيق مطالبه وعلى رأسها حل أزمة النفايات، أعربت عن أسفها لـ«حرف السلطات أنظار واهتمامات شباب الحراك عن هدفهم الأساسي لإلهائهم واستنزافهم قضائيا». وأضافت: «الموقوفون يتعرضون للترهيب والتخويف لحثّهم على التخلي عن الحراك، وهم حاليا بحالة صحية ونفسية صعبة».
وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ادعى على 11 موقوفا في مظاهرة الخميس الماضي وعلى 19 آخرين متوارين عن الأنظار، في «جرائم القيام بأعمال شغب ورمي حجارة على القوى الأمنية ومعاملتها بالشدة وتخريب الأملاك العامة والخاصة»، وإذ أخلى سبيل أحدهم، أحال البقية إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا الذي ارتأى إخلاء سبيل 5 منهم.
وبينما تركزت المواجهة بشكل أساسي مؤخرا بين الحراك وتيار «المستقبل» باعتبار أن وزير الداخلية نهاد المشنوق محسوب على التيار المذكور كما رئيس الحكومة مقرب منه، إلا أن معظم القوى السياسية الأخرى هاجمت حركة الناشطين لأسباب أو لأخرى، وقد تصدى لها عناصر محسوبون على حركة «أمل» التي يتزعمها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالقوة خلال المظاهرات الأخيرة.
وواصل المشنوق يوم أمس هجومه على الحراك واعتبر أن هناك «شعارات حق يراد بها باطل، لها هدف واحد هو الاعتداء على إرث رفيق الحريري في بيروت»، مشددا على أنه «بالقانون والحزم سنكسر يد كل من سينال من هذا الإرث».
ووصف رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» الحراك بـ«المشبوه»، مشددا على أن «تحطيم هيكل الدولة وتشويه صورتها وتبديد جهودها لا يصب في مصلحة اللبنانيين، الذين ستبقى الدولة ملاذهم الأول والأخير والأوحد بصرف النظر عن أعمال بعض الصبية المخربين والعبثيين الذين يريدون كل شيء ولا شيء في الوقت ذاته».
أما على صعيد أزمة النفايات التي يعتبرها الحراك أولوية بالنسبة له، فمن المفترض أن تدخل منعطفا جديدا مساء اليوم، حيث من المقرر أن تعقد للجنة المكلفة متابعة الملف اجتماعا يتم خلاله تثبيت مواقع المطامر بشكل نهائي، والانطلاق للتحضير لجلسة مجلس الوزراء، ومنها إلى عملية إتمام نقل النفايات، بحسب ما أعلن وزير الزراعة أكرم شهيب.
وكانت الحكومة قد أقرت قبل أكثر من 3 أشهر خطة وضعها شهيب لمعالجة أزمة النفايات، وتقضي بـ«نقل النفايات المتراكمة في بيروت وجبل لبنان منذ يوليو (تموز) الماضي إلى مطمر الناعمة لمدة 7 أيام، على أن يتم اعتماد مطمرين صحيين في منطقة عكار شمال لبنان ومنطقة المصنع شرقي البلاد». ويجري حاليا تحديد موقع نهائي لمطمر في منطقة البقاع شرقي البلاد بعد تحديد موقع مطمر في عكار شمالا.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.