دعا إلى تخلي الناس عن أفكارهم والبدء في التعارف مع الأشياء وجهًا لوجه

فرنسيس بيكون ومحاكمة العقل وتطهيره من أوهامه

فرنسيس بيكون و غلاف «الأورجانون الجديد»
فرنسيس بيكون و غلاف «الأورجانون الجديد»
TT

دعا إلى تخلي الناس عن أفكارهم والبدء في التعارف مع الأشياء وجهًا لوجه

فرنسيس بيكون و غلاف «الأورجانون الجديد»
فرنسيس بيكون و غلاف «الأورجانون الجديد»

يعد فرنسيس بيكون (1561-1626)، أحد الكبار الذين برزوا خلال القرن السابع عشر، حيث عمل على مهاجمة سلطة القدماء، حين اعتبر معظم الأفكار التي كانت سائدة آنذاك، قيدا يمنع الانطلاق نحو المستقبل، فهي لا تسمح بالسيطرة على الطبيعة وجعلنا أسيادا عليها. ولأجل ذلك، ألف كتابا اسمه: «الأورجانون الجديد، إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة»، وترجمه إلى العربية، الدكتور عادل مصطفى، وهو من إصدار دار رؤية للنشر والتوزيع عام 2013، وتعني كلمة الأرغانون حرفيا، الأداة الجديدة، عوضا عن الأداة الأرسطية القديمة. فبيكون يعبر عن الروح الجديدة التي بدأت تدب في أوروبا، ويمكن القول عن كتابه إنه بمجمله، حديث عن العوائق المكبلة للفهم البشري السليم، وضرورة أن نبدأ العمل العقلي كله من جديد، ولا نترك العقل لحاله وطبيعته، بل نرشده في كل خطوة، إذا ما كنا نريد اختراق الطبيعة وقهرها. إن الكتاب مكتوب على شكل شذرات، وبحماسة كبيرة، وبطريقة بيداغوجية يغلب عليها المثال والحجة البلاغية، وربما هذا ما جعله ذائع الصيت ويكتب بحروف بارزة في التاريخ، فلنلق نظرة على بعض مضامينه.
انتقد بيكون، مثله مثل مجايليه، أرسطو، وبالضبط في جانبه المنطقي. فقد أكد على أن المنطق يسهم في تثبيت الأخطاء لا في كشف الحقيقة، فهو مجرد تحصيل حاصل. فقد نبرهن على صدق نتيجة معينة ببراعة منطقية، لكن عندما نعود للمقدمات المنطلق منها، نجدها فاسدة وكاذبة. فما يبنى على الباطل فهو باطل. فكون الاستدلال المنطقي سليما، لا يعني البتة أننا أمام الحقيقة، فمنطق بلوغ الحقيقة مختلف تماما. يقول بيكون إن الناس تستدرج بسهولة إلى الخلط بين الاستدلال الصحيح وبين الصدق أو الحقيقة، ومن ثم تتدعم أخطاؤهم بفعل ذكائهم نفسه، وتترسخ أوهامهم بقدر مهارتهم المنطقية ذاتها. فلا جدوى من المنطق القياسي الذي بحوزتنا في اكتشاف العلوم، لأنه تحصيل حاصل، ودوران في الذهن لا يكشف جديدا في العلوم. فهو مفيد في الاستدلال نعم، ولكن غير مفيد في اختراق الطبيعة وهتك أسرارها. فلا أمل للإنسان سوى الاستقراء الصحيح الذي هو إنصات للطبيعة في أجزائها. أما نسق المنطق، فهو لا يفعل غير ترسيخ الأخطاء المبنية على مقدمات سائدة ومتوارثة، أكثر ما يفيد في البحث عن الحقيقة، ومن تم فإن ضرره أكبر من نفعه.
يؤكد بيكون أن الحقائق المستخلصة بالجدل، هيهات أن تعين على كشف نتائج جديدة. فالطبيعة أدق وأحذق من الجدل أضعافا مضاعفة. ومنطق اختراقها ليس هو منطق الجدل أبدا. فالجدل لا يغني ولا يسمن من جوع، إنه مجرد تثبيت للأوهام. فعوضا عن أن ينتج ثمارا من العنب والزيتون، فهو ينتج قتادا وأشواكا من الفذلكة والمماحكة.
إضافة إلى ذلك، يرفض بيكون بحدة، الفيزياء القديمة لأنها تقوم على الكيفيات. فعندما نقول: الجوهر، والكيف، والفعل، والقوة، والعاطفة، والوجود، أو نقول ثقيلا، خفيفا، رقيقا، رطبا، يابسا، كونا، فسادا، جذبا، طردا، عنصرا، مادة، صورة... فهي كلها أفكار وهمية غير محددة وتنقصها الدقة، وهي كما نرى، ألفاظ تنتمي للمعجم الأرسطي الذي هاجمه الكل في القرن السابع عشر.
إن ما اكتشف حسب بيكون من علوم، هي، في حقيقتها، مجرد نقل لسطح الطبيعة وليس اختراقا لأعماقها الباطنية والقصية، التي تحتاج، كما قلنا، إلى نهج استقرائي أكثر وثوقا وحذرا. هذه الطريقة، كما يراها بيكون، تستمد منطلقها من الطبيعة مباشرة، أي من الحواس والجزئيات، ثم الارتقاء بها في صعود تدريجي غير منقطع، حتى تصل، في النهاية، إلى أكثر المبادئ عمومية، وهذه هي الطريقة المثلى عنده.
محاكمة العقل وتطهيره من أوهامه
يقر بيكون، أن العقل البشري مغرم بالقفز إلى العموميات لكي يتجنب العناء، لذا سرعان ما يضيق ذرعا بالتجربة. فاختراق الطبيعة وفض ألغازها، لا يمكن أن يكون مجرد فذلكة لغوية منطقية، بل هو جهد جهيد. إنه يتطلب اليقظة والحصافة، والتحرك من دون عوائق المذاهب السائدة. حقا، إن الإنسان البسيط يبدأ، هو أيضا، بالملاحظة، لكن ملاحظته تكون غفلا وساذجة تمر مرور الكرام على الجزئيات. أما الملاحظة التي ينشدها بيكون، فهي الملاحظة التي فيها التمحيص والتدقيق كي يكون التعميم أكثر صدقا، فليس كل ملاحظة هي ملاحظة علمية.
وفي لمسة ابستمولوجية رائعة، يقول الرجل، إنه، في الغالب، عندما يجد المرء مثالا مضادا يكذب مبدأه، فإنه يسارع إلى إنقاذه والإبقاء عليه بكل التخريجات الممكنة، في حين أن الأصوب، هو تقويم المبدأ نفسه. فأسوأ شيء في التفكير هو الاستهانة والاستخفاف بالمكذبات المحرجة لمبادئ التفكير، فيبدو أن الذهن البشري، وبحكم تكوينه، يجد صعوبة في التقاط الإشارات السالبة أكثر مما يجده في التقاط الإشارات الموجبة. وهذا ما يوضحه في الشذرة 46. بمثال النذور الشهير. يقول بيكون: «كان جوابا وجيها ذلك الذي بدر من رجل أطلعوه على صورة معلقة بالمعبد لأناس دفعوا نذورهم، ومن ثم نجوا من حطام سفينة، عساه أن يعترف بقدرة الآلهة، فما كان جوابه إلا أن قال: (حسنا، ولكن أين صور أولئك الذين غرقوا بعد دفع النذور؟!). وهكذا سبيل الخرافة، سواء في التنجيم أو في تفسير الأحلام أو الفأل أو ما شابه، حيث تجد الناس، وقد استهوتهم هذه الضلالات، يلتفتون إلى الأحداث التي تتفق معها، أما الأحداث التي لا تتفق، رغم أنها الأكثر والأغلب، فيغفلونها ويغضون عنها الطرف. على أن الأذى يتسلل بطريقة أشد خفاء ودقة إلى داخل الفلسفة والعلوم». إن بيكون يشيد بالشواهد السلبية من أجل سلامة الذهن وحمايته من الزلل والأحكام الطائشة، لكنه يذكرنا في كل مرة، أن التقاط الشواهد السلبية عمل قاس ويحتاج إلى صبر وتضحية بالإيجاب. فأن أقول لك مثلا: إن رؤية بومة تحدث بالسوء، فلا يمكن أبدا جعلها قاعدة معممة، لأنه، باختصار، كم من مرة نشاهد البومة ولا يحدث السوء. فالتكذيب يجب أن يجعلنا نغادر قناعاتنا بهدوء.
يبشر بيكون بمنهج جديد يقوم على محاسبة العقل، إذ لو اجتمعت كل عقول العصور وتآزرت جهودها جميعا، فلن تحقق تقدما كبيرا في العلم من دون منهج يزيح أغلاط العقل المتجذرة في جبلته. فالعقل مطالب بالبدء من جديد، وترك كل الأوهام العالقة به عبر التاريخ، وإلا فسيظل يدور في حلقة مفرغة. لهذا فمشروع بيكون، شبيه بمشروع الفيلسوف ديكارت، الداعي إلى ضرورة الخروج من سلطة القدماء وما كرسوه من دروب أصبحت غير مجدية، وذلك لن يتم إلا بمسح الطاولة وبداية العمل بحثا عن الحقيقة من جديد، بحيث يجب ألا يترك العقل لحاله وطبيعته، بل وجب إرشاده في كل خطوة. وبكلمة واحدة، يحتاج العقل إلى قيود وضوابط يتحرك من خلالها، وألا يترك هائما.
لقد أعلن بيكون في تحفته «الأرغانون الجديد» وكاستباق للمستقبل، أنه علينا البدء في تشكيل فريق من الباحثين لا يركنون إلى المعرفة الجاهزة كما تم بلوغها من عند القدماء، بل يأملون في مزيد من اختراق الطبيعة، لا ليقهروا خصما في جدال، بل ليقهروا الطبيعة في عمل. إذن فدعوة بيكون تتضح باعتبارها وجوب التسلح بالمنهج الملائم لاختراق الطبيعة. فالذي يتخذ الطريق الخطأ يزداد ضلالا وبعدا عن المقصد كلما كان أمهر وأسرع. لهذا، وجب قبل كل انطلاق، بداية تصحيح العقل من عاداته الفاسدة ومن أوهامه المتجذرة، وذلك كله بتؤدة ومهل كبيرين. فكل ما يطلبه بيكون، هو أن يتخلى الناس برهة عن أفكارهم والبدء في التعارف مع الأشياء وجها لوجه، وذلك باستبعاد الأوهام المستحوذة على عقولهم. وهذه الأوهام مشهورة عند الدارسين، لكن لا بأس من ذكرها، وكان بيكون بدأ الحديث عنها بدءا من الشذرة 38، وحصرها في أربعة، هي:
- أوهام القبيلة، أو أوهام الجنس: خاصة بالطبيعة الإنسانية (خداع الحواس مثلا).
- أوهام الكهف: وهي مرتبطة بكل ذات، من حيث طبيعته، وتربيته، وصلاته الخاصة، وقراءاته.
- أوهام السوق: وهي خاصة باللغة، باعتبارها عائقا يشوش على العقل.
- أوهام المسرح: خاصة بتقليد أنساق التفكير والمذاهب، فهي بمثابة مسرحيات تخلق عوالم زائفة ووهمية وتوجه التفكير وتعطل إمكاناته.
ولقد أدرك بيكون جيدا، أن الإنسان بحاجة إلى جهد شاق حتى يستطيع قراءة العالم على ما هو عليه، وليس كما يريد. وذلك لن يتم إلا بتنقية العقل وتطهيره من أغلاطه. فعلى الذهن أن يقبل على دراسة العلوم وهو أشبه بالطفل الصغير المبرأ من الأفكار المسبقة وتعاليم التراث الفاسدة. إذ ليس كل ما هو قادم من الماضي صالحا، فالزمن عند بيكون، يشبهه بالنهر الذي يجلب لنا ما هو خفيف منتفخ ويغرق ما هو ثقيل صلب.



«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل

«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل
TT

«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل

«هوامش على دفتر الثقافة» يحتفي بشعراء الحزن الجميل

في كتابه «هوامش على دفتر الثقافة» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يستعرض الشاعر عزمي عبد الوهاب العديد من قضايا الإبداع والأدب، لكنه يفرد مساحة مميزة لمسألة «الحزن»، وتفاعل الشعراء معها في سياق جمالي إنساني رهيف. ويشير المؤلف إلى أن ظاهرة الحزن لم تعد ترتبط بأسباب عرضية، أو بحدث يهم الشاعر، ويدفعه إلى الحزن كما كان الحال في الشعر العربي القديم.

ومن بين بواعث الحزن ومظاهره في الشعر قديماً، أن يفقد الشاعر أخاً أو حبيبة، فيدعوه هذا إلى رثاء الفقيد بقصائد تمتلئ بالفقد والأسى، مثل الخنساء في رثاء شقيقها، وأبي ذؤيب الهذلي في رثاء أبنائه، وجرير في رثاء زوجته، وهناك من يشعر بقرب الموت فيرثي نفسه، كما فعل مالك بن الريب، وقد يعاني الشاعر مرضاً، فيعبر عن ألمه.

أما في الشعر الحديث، فيعد الحزن ظاهرة معنوية تدخل في بنية العديد من القصائد، وقد استفاضت نغمتها، حتى صارت تلفت النظر، بل يمكن أن يقال إنها صارت محوراً أساسياً في معظم ما يكتبه الشعراء المعاصرون حتى حاول بعض النقاد البحث في أسباب تعمق تلك الظاهرة في الشعر العربي. ومن أبرزهم دكتور عز الدين إسماعيل الذي يعزو أسباب الظاهرة إلى تنامي الشعور بالذات الفردية بدلاً من الجماعية، وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن «اغتراب» الإنسان المبدع؛ إذ يأخذ أشكالاً متعددة، ولعل أقسى أشكال ذلك الاغتراب ما عبر عنه أبو حيان التوحيدي بقوله: «أغرب الغرباء من صار غريباً في وطنه».

ذكر إسماعيل عدة أسباب للحزن منها تأثر الشاعر العربي الحديث بأحزان الشاعر الأوروبي وبالفنين الروائي والمسرحي، وقد توصل إلى أن أحزان الشاعر مصدرها المعرفة، وكأن شاعرنا الحديث تنقصه أسباب للحزن وبالتالي يعمد إلى استيرادها أوروبياً من شعراء الغرب.

وفي كتابه «حياتي في الشعر» يواجه صلاح عبد الصبور مقولات النقاد حول أنه شاعر حزين، موضحاً أن هؤلاء يصدرون عن وجهة نظر غير فنية، لا تستحق عناء الاهتمام مثل آراء محترفي السياسة أو دعاة الإصلاح الأخلاقي التقليديين. وانبرى عبد الصبور لتفنيد النظريات التي يأتي بها هؤلاء النقاد لمحاكمة الشعر والشاعر قائلاً: «لست شاعراً حزيناً لكني شاعر متألم، وذلك لأن الكون لا يعجبني ولأني أحمل بين جوانحي، كما قال شيللي، شهوة لإصلاح العالم، وهي القوة الدافعة في حياة الفيلسوف والنبي والشاعر، لأن كلاً منهم يرى النقص فلا يحاول أن يخدع نفسه، بل يجهد في أن يرى وسيلة لإصلاحه».

يتحدث الشاعر أيضاً عن قضيتين أثارهما بعض النقاد عن شعره، أولاهما أن حزن هذا الجيل الجديد من الشعراء المعاصرين حزن مقتبس عن الحزن الأوروبي، وبخاصة أحزان اليوميات. وكذلك قولهم إن الشعراء يتحدثون عن مشكلات لم يعانوها على أرض الواقع كمشكلة «غياب التواصل الإنساني» من خلال اللغة، كما تتضح عند يوجين يونيسكو أو «الجدب والانتظار» عند صمويل بيكيت وإليوت، أو «المشكلات الوجودية» عند جان بول سارتر وكامو، وبخاصة «مشكلة الموت والوعي».

وشرح عبد الصبور كيف أن الحزن بالنسبة إليه ليس حالة عارضة، لكنه مزاج عام، قد يعجزه أن يقول إنه حزن لكذا ولكذا، فحياته الخاصة ساذجة، ليست أسوأ ولا أفضل من حياة غيره، لكنه يعتقد عموماً أن الإنسان «حيوان مفكر حزين».

ويضيف عبد الصبور: «الحزن ثمرة التأمل، وهو غير اليأس، بل لعله نقيضه، فاليأس ساكن فاتر، أما الحزن فمتقد، وهو ليس ذلك الضرب من الأنين الفج، إنه وقود عميق وإنساني».

لكن ما سبب الحزن بشكل أكثر تحديداً عن الشاعر صلاح عبد الصبور؟ يؤكد أنه هو نفسه لا يستطيع الإجابة ويقول: «أن أرد هذا الحزن إلى حاجة لم أقضها، أو إلى فقد شخص قريب، أو شقاء طفولة، فذلك ما لا أستطيعه».

ومن أشهر قصائد صلاح عبد الصبور في هذا السياق قصيدة تحمل عنوان «الحزن» يقول في مطلعها:

«يا صاحبي إني حزين

طلع الصباح فما ابتسمت

ولم ينر وجهي الصباح»

لقد حاول التحرر فيها من اللغة الشعرية التقليدية عبر لغة يراها أكثر مواءمة للمشهد، لكن كثيرين اعترضوا على تلك اللغة، في حين أنه كان يريد أن يقدم صورة لحياة بائسة ملؤها التكرار والرتابة. ويؤكد الناقد د. جابر عصفور أن السخرية والحزن كلاهما ركيزتان أساسيتان في شعر عبد الصبور، وهو ما جعل عصفور يسأل الأخير في لقاء جمعهما: «لماذا كل هذا الحزن في شعرك؟» فنظر إليه عبد الصبور نظرة بدت كما لو كانت تنطوي على نوع من الرفق به ثم سأله: «وما الذي يفرح في هذا الكون؟».

وتحت عنوان «ظاهرة الحزن في الشعر العربي الحديث»، يوضح الباحث والناقد د. أحمد سيف الدين أن الحزن يشكل ظاهرة لها حضورها وامتدادها في معظم التجارب الشعرية الحديثة، خلافاً لما كان عليه الحال في الشعر العربي القديم. ويميز سيف الدين بين حزن الإنسان العادي وحزن المبدع الذي يتسم بحساسية خاصة، حيث يستطيع أن يحول حزنه وألمه إلى مادة إبداعية.

ويلفت الكتاب إلى أن هناك أسباباً متنوعة للحزن، منها أسباب ذاتية يتعرض لها الشاعر في حياته كالمرض أو الفقر أو الاغتراب. أيضاً هناك أسباب موضوعية تتصل بالواقع العربي، وما فيه من أزمات ومشكلات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية. ومن ثم، فالحزن ليس فقط وعاء الشعر، إنما هو أحد أوعية المعرفة الإنسانية في شمولها وعمقها الضارب في التاريخ.