تضاعف ظاهرة التحريض العنصري بين العرب واليهود على شبكات التواصل الاجتماعي

29 ألف حالة تأليب على الفلسطينيين خلال أسبوع واحد

تضاعف ظاهرة التحريض العنصري بين العرب واليهود على شبكات التواصل الاجتماعي
TT

تضاعف ظاهرة التحريض العنصري بين العرب واليهود على شبكات التواصل الاجتماعي

تضاعف ظاهرة التحريض العنصري بين العرب واليهود على شبكات التواصل الاجتماعي

أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن حملة اعتقالات نفذتها في الأيام الأخيرة في صفوف شباب عرب ويهود، بسبب ما كتبوه في الشبكات الاجتماعية. وقالت الناطقة بلسان الشرطة إن «هذه الاعتقالات تمت في أعقاب تصاعد غير مسبوق للظاهرة التي دلت على أن عدد الرسائل التي نشرت في هذه الشبكات وتميزت بالعنصرية والتحريض على القتل تضاعفت 3 – 4 مرات».
وقالت الشرطة في مدينة طيرة الكرمل، أمس، إنها حققت مع طالبين يهوديين من المدرسة الثانوية، بعد قيامهما بنشر ملاحظات على الشبكة الاجتماعية أعلنا خلالها نيتهم التعرض للعرب الذين يقتربون من مدرستهم، وإنهما تزودا بالسكاكين لهذا الغرض. وتم تحويل هذه الملاحظات إلى الشرطة التي احتجزت الطالبين للتحقيق. واعترف الطالبان بالشبهات ضدهما، لكنهما ادعيا أنها ملاحظات واهية ولا ينويان المس بالعرب. وكانت الشرطة قد اعتقلت أربعة شباب عرب، نصفهم من الإناث، بتهم مشابهة. وأقدمت شركات عدة على طرد عمال عرب يعملون لديها بسبب ما كتبوه في الإنترنت، وبدا منه أنه يحتوي على تحريض عنصري على القتل.
واتضح وفقا لدراسة قدمت للشرطة، أنه منذ بدء الأحداث الأخيرة في مطلع الشهر الحالي، ارتفع بشكل كبير التحريض على الشبكة ضد العرب، وازداد بشكل كبير عدد علامات الإعجاب التي تضاف إلى صفحات «فيسبوك» التي تظهر مواقف يمينية متطرفة. ويستدل من تقرير أعده خبراء في فحص الحوار على الشبكة، أن من بين التعابير المثيرة للكراهية التي انتشرت على الشبكة هناك الكثير من مصطلح «الموت للعرب وللمخربين» والدعوة إلى تنفيذ نكبة ثانية حسب تعبير النائب اليميني في الكنيست الإسرائيلي، يانون ميغال، خلال لقاء مع القناة العاشرة من أنه «يمكن إحصاء ليس عدد الانتفاضات فقط، وإنما النكبات أيضا». كما ازدادت الدعوة إلى مقاطعة المصالح التجارية العربية، ناهيك بالإكثار من نشر صور جثث الفلسطينيين الذين قتلوا بالرصاص الإسرائيلي، وأضافوا إليها تعليقات ساخرة.
وقالت ميراب بورشتاين، من شركة «بازازيلا» التي تتعقب وتصنف المحادثات على الشبكة، إنها فحصت المصطلحات العنيفة والمحرضة على العرب، ووجدت أنه بينما كان يمكن منذ بداية سبتمبر (أيلول) الماضي رؤية نحو 8 آلاف نقاش أسبوعي، ينطوي على تحريض على العرب، فقد ارتفع العدد خلال الأسبوع الأخير من الشهر إياه إلى 10 آلاف نقاش، وفي الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي قفز العدد إلى 29 ألف نقاش يحرض على العرب. وحسب الفحص اليومي لهذه النقاشات، يتبين أنه يوم الخميس الماضي فقط تم تسجيل نحو 7 آلاف تحريض على العرب، بعد العملية في تل أبيب، وهو رقم يُضاعف مرتين عدد النقاشات التي جرت في اليومين السابقين. ويتبين أن الغالبية العظمى من هذا التحريض (40 في المائة) ينشر على «فيسبوك»، يليه «تويتر» (38 في المائة)، ثم 12 في المائة في التعليقات، و8 في المائة في المنتديات. واحتلت صفحة الموقع الإخباري العبري «0404» على «فيسبوك» المرتبة الأولى في عدد النقاشات المحرضة على العرب، تليها صفحات «القناة الثانية» و«واللا» و«تقرير أول»، ثم «روتر»، وصفحة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
ومن بين الملاحظات التي اكتسبت تأييدا كبيرا من قبل المعقبين في الأيام الأخيرة، كانت الصورة التي نشرتها الجندية عيدن ليفي لها وقد كتبت على يدها عبارة «أن تكره العرب هذه ليست عنصرية، بل قيم». وحظيت الصورة بإعجاب 20 ألف معقب، قبل أن تتم إزالتها. وعندما نشر نتانئيل أزولاي ردا على صورة ليفي، صورة لكف يده التي كتب عليها عبارة «الحب المجاني والتسامح، هذه هي القيم»، تم نشر أكثر من 200 تعقيب تضمنت شتائم له، إضافة إلى تقديم شكاوى إلى «فيسبوك» أدت إلى إغلاق صفحته. كما حظيت الصفحة التي فتحتها حركة «ميرتس» للمظاهرة التي أقامتها أمام منزل رئيس الحكومة، بعلاج مشابه، من قبل المعارضين للحزب، حيث تم نشر مئات الصور الإباحية على الصفحة، فقامت إدارة «فيسبوك» بإغلاقها في أعقاب تلقيها شكاوى حول نشر مواد مشينة.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم