حرب بيانات بين مصراتة وحكومة طرابلس وميليشيات فجر ليبيا تعلن دعمًا للسراج

برلمان طبرق يلوح بتسليم السلطة لمجلس عسكري

حرب بيانات بين مصراتة وحكومة طرابلس وميليشيات فجر ليبيا تعلن دعمًا للسراج
TT

حرب بيانات بين مصراتة وحكومة طرابلس وميليشيات فجر ليبيا تعلن دعمًا للسراج

حرب بيانات بين مصراتة وحكومة طرابلس وميليشيات فجر ليبيا تعلن دعمًا للسراج

بينما أعلن ناطق باسم رئيس مجلس النواب الليبي، أن المجلس يعتزم تنفيذ خارطة الطريق التي ناقشها فيما سبق، وتتضمن تسليم السلطة إلى مجلس عسكري أو إجراء انتخابات رئاسية، تظاهر سكان مدينة بنغازي في شرق ليبيا تعبيرًا عن رفضهم لمقترحات بعثة الأمم المتحدة بشأن تشكيل حكومة وفاق وطني، بينما اندلعت حرب بيانات بين حكومة العاصمة طرابلس ومجلس مدينة مصراتة.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح عقب اجتماعه، أمس، مع مؤسسات المجتمع المدني والنشطاء السياسيين بمقر المجلس في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، أنه تم مناقشة توافق وجهات النظر حول اتخاذ قرارات استنادًا لما نصت عليه المسودة الرابعة التي وزعتها البعثة الأممية.
وأضاف أنه «في حالة التعنت فسيتم تنفيذ خارطة الطريق التي أعدها مجلس النواب كخطة بديلة في حالة فشل الحوار».
وبالتزامن مع جلسة كانت مقررة، صباح أمس، لمجلس النواب، وتأجلت إلى وقت لاحق بسبب عدم اكتمال حضور الأعضاء إلى طبرق، تظاهر المئات من سكان مدينة بنغازي، تعبيرًا عن رفضهم لمقترحات رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، برناردينو ليون، بشأن الأسماء المقترحة لرئاسة مجلسي الدولة والأمن القومي وتركيبة الحكومة المقترحة.
ورفع المتظاهرون شعارات تؤكد تأييدهم للحرب التي يخوضها الجيش الليبي ضد المتطرفين في المدينة، ووصفوا عملية الكرامة العسكرية التي أطلقها الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش العام الماضي بأنها طوق النجاة.
في غضون ذلك، اندلعت حرب بيانات بين مجلس بلدية مصراتة، وما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني التي تسيطر على العاصمة طرابلس بدعم من ميليشيات فجر ليبيا المتطرفة حول مقترحات ليون.
وقالت غرفة عمليات فجر ليبيا إنها تؤيد وتدعم تولى فايز سراج رئاسة الحكومة التي اقترحتها بعثة الأمم المتحدة، مؤكدة «تأييدها لإقامة دولة مدنية تعم بالقانون والسيادة بعيدًا عن أحلام المتقاعد حفتر».
وبثت الغرفة بيانًا مقتضبًا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مرفقًا بصورة لبيان سبق أن وقع عليه السراج ضمن عدد من أعضاء مجلس النواب يعلنون فيه رفضهم لحرب حفتر ضد المتطرفين في ليبيا.
وعدت أن «هذا البيان يوضح، أن تاريخ فايز سراج يثبت بشكل قاطع أنه ضد حكم العسكريين أو توليهم أي مناصب في الدولة التي تلبي طموحات الليبيين في إقامة دولة القانون والحرية».
من جهتها، انتقدت حكومة الإنقاذ الوطني التي يترأسها خليفة الغويل في طرابلس ولا تحظى بالاعتراف الدولي، مقترحات الأمم المتحدة بشأن توقيع اتفاق سلام ينهي الصراع على السلطة في البلاد.
ووصفت الحكومة في بيان لها ردًا على إعلان المجلس البلدي لمدينة مصراتة تأييده لهذه المقترحات، بأنها «منقوصة ونسفت كل الثوابت الوطنية وأسست للوصاية على الوطن».
وانتقد البيان «هرولة» مجلس مصراتة إلى مفاوضات السلام التي رعتها بعثة الأمم المتحدة في منتجع الصخيرات بالمغرب، وتأييده لها، لافتًا إلى «أن هذا كان جزءًا من المنظر العام وديكور لهذه المسرحية، واستخدمت لتمرير برنامج الوصاية على الوطن».
إلى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي ترحيبه وتأييده وبالكامل الاتفاق السياسي الليبي الذي عرضه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ليون على الوفود الليبية في الصخيرات الأسبوع الماضي.
وقال المجلس في بيان له إنه يرحب أيضًا تسمية كبار مسؤولي حكومة الوفاق الوطني الذين تقع عليهم مسؤولية تشكيل الحكومة والإشراف على التنفيذ العاجل للاتفاق. ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف الليبية لإقرار ودعم هذا الاتفاق لتمكين ليبيا من المضي قدمًا على درب السلام والازدهار، معتبرًا أن «هذا هو السبيل الوحيد لتلبية تطلعات الشعب الليبي».
وأضاف البيان: «يقر الاتحاد الأوروبي بأن هذه ستكون الخطوة الأولى الهامة لإعادة ليبيا على الطريق نحو الانتقال السلمي، وهي الخطوة الضرورية الواجب اتخاذها الآن، وسيتحمل معرقلو هذا الاتفاق مسؤولياتهم».
كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده للعمل في شراكة وثيقة مع حكومة الوفاق الوطني الجديدة فور تشكيلها، لتقديم الدعم الفوري والملموس في عدد من المجالات المختلفة التي سيتم تحديدها بمعية السلطات الليبية.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».